دمشق 11 أكتوبر 2019 (شينخوا) أدت العملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية في شمال سوريا إلى نزوح 75000 مدني بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الوقت الذي حثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف المتصارعة على الحفاظ على سلامة المدنيين.
وقال المرصد السوري ومقره في بريطانيا، " إن أكثر من 75000 مدني قد شردوا منذ بدء العملية العسكرية التركية للقضاء على القوات الكردية في شمال سوريا يوم الأربعاء".
وأكد المرصد أن 11 قرية سقطت أيضا في أيدي القوات التركية والفصائل السورية المعارضة والمتحالفة مع أنقرة تحت مسمّى "الجيش الوطني"، ووصف الوضع الإنساني للمدنيين هناك بالصعب وقال " منهم من يفترش العراء وقسم منهم توجه إلى مدينة الرقة، فضلا عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة".
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن القصف التركي المكثف استهدف البنية التحتية في ريف محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وكذلك في الريف الشمالي من محافظة الرقة شمال سوريا.
وقالت وكالة (سانا) إن محطات المياه ومحطات الكهرباء والسدود وحقول النفط وكذلك المناطق السكنية كانت مستهدفة خلال القصف، وقد قتل ما لا يقل عن 13 مدنيا جراء القصف.
وذكّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيانها يوم أمس "الخميس" جميع الأطراف المتصارعة بأنها " ملزمة بموجب القانون بالحفاظ على سلامة المدنيين وجميع من لا يشاركون في الأعمال العدائية، بمن فيهم من تم احتجازهم أو من فروا من ساحات القتال"
وقال السيد "فابريزيو كاربوني"، مدير عمليات اللجنة الدولية للشرق الأدنى والأوسط "يجب أن تكون جميع المناطق آمنة للمدنيين وأي شخص لا يشارك مباشرة في القتال، ما يعد مبدأً من المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني."
كما ذكرت اللجنة الدولية أنه لا يجب استهداف البنية التحتية المدنية خلال الأعمال العدائية، مضيفة بضرورة "السماح بمرور الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الخدمات الطبية دون عراقيل وحماية أفراد الطواقم الطبية ومعاملة المحتجزين ومعاملة إنسانية".
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تحاول حاليا "تقييم الاحتياجات الجديدة، والاستجابة لها جراء فرار آلاف الأشخاص" من المناطق المتضررة من الأعمال العدائية.
وبدأت تركيا يوم الأربعاء الماضي العملية العسكرية للقضاء على القوات الكردية في شمال سوريا، والتي تعتبرهم أنقرة "مجموعات إرهابية".
وأعلنت تركيا أن العملية العسكرية تهدف الى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا وإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين.
وجاء ذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، والذي كان ينظر إليه على أنه "علامة على تخلي واشنطن عن القوات الكردية" التي كانت تدعمها في قتال "داعش" في سوريا.
وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانين منذ بداية الهجوم التركي، تتهم الجانب التركي باستهداف المناطق السكنية والتسبب في مقتل المدنيين.
وألقى فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري يوم أمس "الخميس"، باللوم على القوات الكردية لما يجري في شمال سوريا، قائلا إن الحكومة السورية لن تتحاور مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي "خانت" بلادها بالمراهنة على الدعم الأمريكي بدلا من المصالحة مع الحكومة السورية، مشددا على أنه لا يمكن لدمشق أن تتحاور مع تلك القوى (الكردية) لا بمنطق انفصالي ولا بمنطق أنهم أصبحوا قوة على الأرض.
وتحدثت وكالة (سانا) في تقرير نشرته اليوم عن انسحاب 50 جنديا أمريكيا من المناطق الكردية وإرسالهم إلى العراق، بعد يوم من انسحاب 100 جندي أمريكي من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا باتجاه العراق أيضاً.