أنقرة 19 أكتوبر 2019 (شينخوا) من شأن الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة يوم الخميس حول وقف إطلاق النار في شمال سوريا لمدة 120 ساعة وانسحاب القوات الكردية السورية، أن يضمن تحقيق أهداف عملياتية لأنقرة، حسبما قال خبراء.
صرح حسين باغجي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشرق الأوسط للتكنولوجيا، لوكالة الأنباء ((شينخوا))، بأن هذه التسوية سوف تعزز على نحو كبير موقف تركيا فيما يخص تطهير حدودها من وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة "إرهابيين".
وأضاف أن "تركيا سوف تحقق أهدافها العسكرية من عملية نبع السلام إذا تم تطبيق الاتفاق على النحو المتفق عليه".
وأشار الخبير إلى أن التوافق الأمريكي - التركي يمنح أنقرة بالأساس ما أرادته من التوغل العسكري في شمال سوريا، والذي يتمثل في تراجع وحدات حماية الشعب بواقع 20 ميلا (32 كيلومترا) عن الحدود التركية.
تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب فرعا سوريا من حزب العمال الكردستاني المحظور.
وكانت القوات الكردية في سوريا حليفا رئيسيا للقوات الأمريكية في الحرب على متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.
وبينما يعتبر الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان الاتفاق متكافئ الكسب للطرفين، تسعى أنقرة إلى مزيد من تأمين حدودها.
ويوم الجمعة، قال أردوغان إن اجتماعا مقررا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يشكل مرحلة أخرى من عملية المنطقة الآمنة.
تشمل الأهداف السياسية التركية من "عملية نبع السلام" أيضا الانسحاب التام لوحدات حماية الشعب من كامل المنطقة الحدودية التركية، وعودة اللاجئين السوريين إلى المنطقة، حسبما قال باغجي، مضيفا أنه رغم ذلك، تتقدم القوات الحكومية السورية نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية.
ولهذا، فإن اجتماع أردوغان وبوتين في سوتشي في 22 أكتوبر الجاري، آخر يوم من الهدنة التي تستمر لمدة 120 ساعة، مهم لضمان أمن الحدود التركية، وفقا للخبير.
وأشار باغجي إلى أن "هذا الاجتماع مهم لإنهاء وجود مقاتلي وحدات الحماية الشعب في منبج وكوباني"، حيث دخلت القوات الحكومية السورية وفقا لاتفاق مع أكراد سوريا.
حاول جنود روس والجيش السوري السيطرة على مناطق بشمال شرق سوريا كانت تسيطر عليها في السابق وحدات حماية الشعب بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.
وقال مصطفى أيدين، الخبير في جامعة قادر هاس، "بهذا الاتفاق، سوف يعلن ترامب انتصارا شخصيا، وسوف تنسحب الولايات المتحدة من سوريا، ثم بعد ذلك سيتم تحديد مستقبل سوريا بناء على مفاوضات بين تركيا وروسيا التي تتحدث نيابة عن الحكومة السورية".
وأكد الخبير أن شكل الاجتماع القادم بين أردوغان وبوتين سوف يتحدد وفقا لمدى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار التركي - الأمريكي.
وأشار أيدين إلى أن أنقرة حثت موسكو على طرد عناصر وحدات حماية الشعب من المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، مؤكدا أن محادثات سوتشي من الممكن أن تؤدي إلى تواصل بين أنقرة ودمشق.
كما أوضح أيدين أن مسؤولي الأمن الأتراك يتواصلون بالفعل مع مسؤولين سوريين ميدانيا في سوريا.