يوم ٢٤ أغسطس على الساعة الثامنة و٤٢ دقيقة ويوم ٢٥ من نفس الشهر على الساعة الثامنة و١٠ دقائق، اجتاز كل من مركبة الاستكشاف القمرية الصينية "يوتو-٢" ومسبار تشانغ أه -٤ مرة أخرى اختبار درجة الحرارة المنخفضة في الليل على القمر، واستيقظا بشكل مستقل ودخلا في شهرهما التاسع بعد الهبوط على سطح القمر.
يوم ٣ يناير من هذه السنة على الساعة العاشرة و٢٦ دقيقة، وعلى بعد أربع مائة ألف كلم من الأرض، هبط المسبار تشانغ أه-٤ بنجاح على سطح القمر، وبمساعدة الاتصال بالقمر الصناعي "تشوي تشياو" أرسل المسبار للعالم ولأول مرة صورا مقربة للجانب المظلم من القمر، كاشفا بذلك النقاب عن سر من الأسرار القديمة لسطح القمر. وهذه هي المرة الأولى التي يحقق فيها مسبار بشري هبوطا سلسا على سطح الجانب المظلم من القمر، وقد فتح أول اتصال جزئي بين الجانب المظلم من القمر والأرض مما فتح فصلا جديدا في استكشاف القمر.
خلال ٧٠ سنة من تأسيس الصين الجديدة، بدأت صناعة الفضاء الصينية من مرحلة شهدت "تخلفا علميا وتكنولوجيا" وقواعد صناعية ضعيفة، وبعد عدة أجيال من كفاح رواد الفضاء وابتكار انجازات رائعة مثل “قنبلتين ونجم واحد” ورحلات فضائية مأهولة واستكشاف القمر، تم الشروع في مسار تطوير الاعتماد على الابتكار الذاتي مما ولّد روحا عميقة وواسعة لاستكشاف الفضاء.
كانت عمليات الاستكشاف تعاد مرارا وتكرار، ولم تنفك الصين عن تطوير قدراتها. ومنذ سنة ١٩٧٠ حين أطلقت الصين أول قمر صناعي إلى إرسال السفينة الفضائية المأهولة شنتشو-٥ التي حملت على متنها رائد الفضاء يانغ لي يوي، ومن السير في الفضاء لأول مرة إلى أول موعد للالتحام والرسو والتزود بالوقود، من مسبار تشانغ أه "١-٤" ورحلاتهم إلى القمر، إلى أبعد من ذلك بكثير واستكشاف المريخ… خطت الصين خطوات كبيرة في بناء بلد قوي في مجال الفضاء، كما حققت إنجازات مثمرة في العلوم والتكنولوجيات والتطبيقات الفضائية.
استكشاف الفضاء لا نهاية له. خلال هذه السنة ستقوم الصين بتنفيذ سلسلة من مهام الإطلاق مثل "قاو فن-٧" و" بيدو للملاحة" و"تيان تشين-١“. والمركبات الصينية التي ستضع بصمتها في المجرات الواسعة من هذا الفضاء في تزايد مستمر.