ظهر في متجر آبل للتطبيقات مؤخرا خريطة قيل إنها توفر المعلومات المرورية وتسهل تحركات سكان المدينة، لكن في الواقع يمكنها تتبع مكان الدوريات الامنية وتسهل الاعمال المخالفة للقانون. وقد سهلت هذه الخريطة تحركات الغوغاء في هونغ كونغ للخروج والتظاهر والصراخ، ولا شك في أن هذه هي نية الجهة المطورة للتطبيق، ولا شك أيضا في أن قبول آبل لهذا التطبيق يشي برغبتها في تقديم حماية لحركة هؤلاء الغوغاء.
تمر هونغ كونغ في الوقت الحالي بفترة عصيبة، حيث استمرت معاناة السكان المحليين من الفوضى وقتا طويلا. وخلال الأيام القليلة الماضية، أصبح الغوغاء أكثر جرأة، وارتكبوا المزيد من الفظائع وأعمال عنف أكثر خطورة. في هذه اللحظة، ودون أن تتبين الأبيض من الأسود أو الخطأ من الصواب، تتجاهل شركة آبل الحقائق وتطورات الوضع وتوافق على قبول هذا التطبيق في هذا الوقت الحساس في متجرها بهونغ كونغ بعد أن كانت قد رفضته سابقا، مما يقدم تسهيلات لأعمال المخربين.
ظلت شركة آبل تتمتع بسمعة عالية بصفتها شركة عالمية رائدة، وهذه السمعة الطيبة يجب أن تحافظ عليها وتحميها. ويجب أن تخشى من أن السماح لنفسها بأن تكون وسيلة لتحريض الغوغاء على الأعمال المخالفة للقانون قد يضرّ بصورتها ويؤثر على ثقة المستهلكين فيها. تمتلك كل شركة معايير سلوك خاصة بها ويجب أن تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية، والتخلي عن ذلك والانسياق نحو التهور سيجعل مزيدا من زبائنها في مأزق، فهل فكرت شركة آبل في ذلك جيدا؟
خريطة الغوغاء هي مجرد مثال فحسب. وفي متجر آبل للموسيقى بهونغ كونغ يمكن أيضا العثور على أغنية حول "استقلال هونغ كونغ". وقد تم سابقا حذف هذه الاغنية من ابل ستور لكن لاحقا تمت اعادتها مرارًا وتكرارًا، وفي نفس الأوقات الحسّاسة تقبلها آبل على متجرها.
الأعمال التجارية يجب أن تبقى تجارية، ولا أحد يرغب في دفع شركة آبل نحو عاصفة الاضطرابات التي تحدث في هونغ كونغ. لكن يبدو أن آبل تريد أن تقفز بنفسها داخل هذه العاصفة، وتخلط التجارة والسياسة وتربط الأعمال التجارية بالأعمال المخالفة للقانون. ولا شك في أن ذلك سيجلب لآبل عواصف هي في غناً عنها، وهو ما يجب أن يدفعها إلى التفكير والمراجعة.
ربما لا تفهم بعض الشركات الأجنبية مشاعر الصينيين وطريقة تفكيرهم. إن الصينيين الذين تعرضوا في كثير من المرات للبلطجة والترهيب عبر التاريخ، لم يسبق لهم أن توحدوا كما هم اليوم، ويدركون جيدا القضايا الرئيسية بالغة الخطورة. وهذه "البرمجيات السامة" هي خيانة لمشاعر الشعب الصيني، وان كل تشويه لشؤون هونغ كونغ هو تنكر لارادة الشعب الصيني.
سواء كانت آبل أو أي شركة أخرى يجب أن تعرف التفريق بين الصواب والخطأ، ويجب أن تفهم الحقيقة الآتية: صين في وضع جيد وهونغ كونغ في وضع جيد، يعني سوقا أوسع وأكثر استدامة بالنسبة لهم.