تحقيق إخباري: صانعو النبيذ اللبنانيون يحرصون على دخول السوق الصينية

بيروت 6 أكتوبر 2019 (شينخوا) بات صانعو النبيذ في لبنان على دراية كبيرة بأهمية وكيفية تصدير منتجاتهم إلى السوق الصيني بسبب الاستهلاك والطلب الكبير على النبيذ في الصين.

ويساوي مجمل الإنتاج السنوي للنبيذ في لبنان، ما يُستهلك في أسبوع واحد من مبيعات النبيذ في الصين، حسب ما ذكرت رئيسة الجمعية العربية الصينية لتشجيع التبادل الثقافي والتجاري إليانا إبراهيم.

وينتج لبنان حوالي 9 ملايين زجاجة من النبيذ سنويا يصدر منها قرابة 45 في المائة إلى الأسواق الأجنبية.

وقالت إبراهيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال الدورة ال12 من مهرجان النبيذ اللبناني السنوي، الذي دام أربعة أيام واختتم السبت، إنها تقدم المساعدة إلى صانعي النبيذ في تصدير انتاجهم إلى الصين.

وبالرغم من أن الصادرات إلى الصين لم تكن مرتفعة للغاية حتى الآن، إلا أن صانعي النبيذ اللبنانيين بدأوا يبحثون عن طرق لدخول السوق الصينية بينما تمكن عدد منهم بالفعل من الحصول على حصة متواضعة من احتياجات الصين من النبيذ.

وحلت الصين ضيف شرف في مهرجان النببيذ اللبناني، حيث قدم قرابة 70 مشاركا عروض فنون القتال الصينية، إضافة إلى تقديم أطباق الطعام والحلويات الصينية التقليدية.

وقال غاستون هوشر، أحد مالكي شركة ((شاتو موزار)) لصناعة النبيذ، لـ((شينخوا)) إن "حوالي 3 إلى 4 في المائة من إنتاجنا يذهب إلى الصين كل عام، ونعمل في هذه السوق منذ حوالي 12 عاما".

وأضاف هوشر أن صادراته إلى الصين كانت أقل بكثير في السنوات الماضية، لكنها زادت منذ بدء التعامل مع موزع جديد، وقال "منذ ذلك الحين بدأت صادراتنا في الزيادة".

وأشار إلى أن التصدير إلى الصين ليس خاليا من التحديات، موضحا أن البلاد تطلب الكثير من المعلومات حول منتجات الشركة، كما تطلب ترجمة ملصقات الزجاجات باللغة الصينية.

وقال "إننا مستمرون في التعامل مع السوق الصينية حتى الآن، وسنسافر مرتين في السنة إلى الصين للترويج لمنتجاتنا".

وشدد على أن النبيذ اللبناني أصبح معروفا في جميع أنحاء العالم من خلال تصديره إلى أكثر من 30 دولة.

ويُقدم النبيذ اللبناني في أفضل المطاعم في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وآسيا والعالم، ونال العديد من الجوائز في المسابقات الدولية، بحسب هوشر.

وأكد أن شركة ((شاتو موزار)) تصدر حوالي 85 في المائة من إنتاجها إلى دول أجنبية.

بدوره، قال إيلي معماري مدير التصدير في شركة ((شاتو كسارة)) لـ((شينخوا)) أن 45 في المائة من إنتاج شركته يتم تصديره إلى 43 دولة من بينها ثلاث مقاطعات في الصين.

ويعتبر ((شاتو كسارة)) من أقدم معامل النبيذ في لبنان، وكان قد تأسس على يد رهبان يسوعيين في العام 1857.

وأشار معماري إلى أنه عمل بجد لمدة سبع سنوات للتوصل إلى نتائج جيدة في الصين، لافتا إلى أن المشاركة في المعارض في الصين هي أحد أركان نجاحه الرئيسية.

وأضاف "ستشارك ((كسارة)) في معرض الاستيراد الدولي الصيني في شانغهاي في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر المقبل".

وتناول معماري بعض الصعوبات في التصدير إلى الصين، موضحا أنها تتمثل في ارتفاع الضرائب والحاجز اللغوي، بالإضافة إلى غياب الرحلات الجوية المباشرة بين لبنان والصين.

وقال "الصين لديها قواعد وقوانين مختلفة عن تلك الخاصة بلبنان، لكنها سوق واعدة للغاية، ولهذا السبب نبذل جهودا ضخمة".

وقالت ماري تيريز مبارك، المنسقة في شركة ((شاتو فقرا)) إن شركتها شاركت في معرضين في الصين بكميات صغيرة لأنها لم تكن قادرة على التصدير بشكل صحيح بعد.

وتابعت "نتطلع إلى المشاركة في المزيد من المعارض في الصين"، معربة عن تفاؤلها بإمكانية التصدير إلى السوق الصينية.

وأضافت "نعلم أن هناك بعض الصعوبات مثل التسميات الصينية والحواجز اللغوية، لكنها ستتحسن".

وقالت ناتالي توما، أحد مالكي شركة ((سانت توماس)) إن شركتها لم تبدأ التصدير إلى الصين.

وأضافت أن الشركة شاركت في المعارض الصينية ولاقى انتاجها من النبيذ إعجاب الناس من دون أن يكون لديهم فكرة عن لبنان، داعية إلى إقامة حملة ترويج للنبيذ اللبناني في الصين.

يذكر أن في لبنان ما يزيد على 45 منتجا للنبيذ تحصل على حاجتها من العنب من خلال زراعة حوالي 2200 هكتار من الأراضي بأنواع دوالي الكرمة المخصصة لإنتاج النبيذ.