شي: الصين تؤكد على الأمن الغذائي مع الاحتفال بمهرجان المزارعين

بكين 23 سبتمبر 2019 (شينخوا) مع احتفال مئات الملايين من المزارعين الصينيين بمهرجان الحصاد اليوم الاثنين، تتوقع الصين حصادا وافرا من المحاصيل بدءا من الارز الى الذرة وفول الصويا خلال موسم الحصاد الرئيسى.

وفى الايام الاخيرة احتفل المزارعون فى جميع انحاء البلاد بالمهرجان من خلال الرقصات والأغاني والعروض الثقافية وأنشطة تخفيف الفقر والترويج للسياحة الريفية، ابتهاجا بحصاد الخريف القادم.

وأولت الصين اهتماما كبيرا للأمن الغذائي. وقد شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عديدة على الأمن الغذائي، قائلا إن "وعاء الأرز للشعب الصيني يجب، في جميع الأحوال، أن يكون بقوة بين أيدينا".

ويوافق مهرجان حصاد المزارعين الصينيين يوم الاعتدال الخريفي كل عام.

وقالت وانغ تسوي فن، 52 عاما، وهي تدير مزرعة كبيرة فى مدينة قاومى بمقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، والتي تعد منتجا رئيسيا للحبوب، قالت "من المقرر أن يكون حصادا جيدا بالرغم من الجفاف المعتدل".

واضافت ان المهرجان، إلى جانب العديد من التدابير الأخرى، أظهر تركيز الحكومة المتزايد على الزراعة، ولا سيما الأمن الغذائي.

التحديث القائم على التكنولوجيا

وقال شي ردا على رسالة من أمناء الحزب ورؤساء وخبراء من ما يزيد عن 50 كلية زراعية في مطلع سبتمبر الماضي، إن التحديث الصيني يتطلب تحديثا زراعيا وريفيا، حيث يعد العلم والتكنولوجيا وكذا المواهب مفتاحا له.

وتمت ترقية الآلات الكبيرة والتكنولوجيا في الصين لإحداث ثورة في الزراعة وتحسين الإنتاج.

وقال وانغ، الذي بدأ تأجير الأراضي الزراعية من آخرين لزراعة الفواكه والمحاصيل في عام 1997: "كان الأمر يستلزم عملا شاقا، ولكنه الآن قائم كليا على التكنولوجيا الفائقة، حيث يتم القيام بجميع أنشطة الحرث والبذر والإدارة والحصاد عن طريق الآلات"، مضيفا "نقوم برش المبيدات الحشرية بطائرات بدون طيار والري برشاشات الري الآلية المتحركة. كان ذلك ضربا من الخيال منذ وقت ليس ببعيد".

وقال ليو تونغ لي، المسؤول الزراعي السابق بمقاطعة شاندونغ، إن الزراعة واسعة النطاق آخذت في التزايد في شاندونغ، مشيرا إلى أنه "مع استخدام التكنولوجيا، أصبح العمل الزراعي أسهل بشكل كبير، كما أن العديد من المزارعين يتركون أراضيهم للعناية بها من قبل وكالات الخدمات الزراعية المحترفة".

ويستقبل مزارعو فول الصويا موسم الحصاد، حيث تزيد الصين من مزارع فول الصويا لزيادة الاعتماد على الذات.

وقال هو ون لين، رئيس جمعية تعاونية زراعية في مدينة هيخه بمقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين "سنبدأ الحصاد في غضون أيام قليلة، حيث من المتوقع تحقيق حصاد جيد". وزرعت الجمعية التعاونية 300 هكتار من فول الصويا هذا العام.

وقال هو إنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاجه 2.25 طن لكل هكتار هذا العام مقارنة مع 1.5 طن لكل هكتار قبل سنوات، مضيفا أن "هذا بالأساس بفضل التكنولوجيا، حيث ساعدنا الخبراء الزراعيون في اختيار الأصناف عالية الغلة وعلمونا الإدارة الميدانية وتحسين التربة".

وقامت مقاطعة هيلونغجيانغ، أكبر مقاطعة منتجة لفول الصويا في الصين، بتوسيع مزارع فول الصويا المحلية بمقدار 666.7 ألف هكتار إلى 4.27 مليون هكتار هذا العام أثناء قطع مزارع الذرة.

ووقع الرئيس شي يوم الثلاثاء مرسوما رئاسيا بمنح "أبو الأرز الهجين" يوان لونغ بينغ، إلى جانب سبعة آخرين، وسام الجمهورية، لمساهمته في الأمن الغذائي للبلاد وإمدادات الحبوب في العالم.

وحقق يوان، الذي طور أول أرز هجين في العالم في عام 1974، عدة أرقام قياسية عالمية في إنتاج الأرز الهجين. وفي عام 2018، سجل هو وفريقه رقما قياسيا عالميا جديدا في إنتاج الأرز الهجين الفائق، حيث سجل متوسط إنتاج 1203.36 كيلوغرام من الأرز لكل مو (حوالي 0.07 هكتار) من حقول الاختبار.

وفي كل عام منذ عام 2004، ترتبط "الوثيقة المركزية رقم 1 "، أول بيان للسياسات تصدره السلطات المركزية، بالتنمية الزراعية والريفية، مما يبرز الأهمية التي توليها الحكومة للقطاع الزراعي.

ويعد توفير المزيد من الدعم للري والتكنولوجيا، والزراعة الواسعة النطاق، والسياسات الحكومية من بين عدد من العوامل وراء الحصاد الوفير في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يضمن أن تغذي البلاد حوالي 20 في المائة من سكان العالم بأقل من 9 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.

وبين عامي 1949 و2018، ارتفع الإنتاج السنوي من الحبوب للصين بنحو خمس مرات من 113 مليون طن إلى 658 مليون طن.