القدس 15 سبتمبر 2019 (شينخوا) يكثف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهوده في إطار حملته للانتخابات البرلمانية المقررة بعد غد الثلاثاء في إسرائيل في اختبار "صعب" للغاية، كما يجمع مراقبون.
وبحسب القانون الإسرائيلي فإنه في بداية الأسبوع المقبل على الأكثر، سيستهل الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين المشاورات مع ممثلي أحزاب الكنيست فور الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات.
وبالنسبة لريفلين، ستكون هذه المحادثات جوهرية وجدية، ستتجاوز مجرد توصية أحد المرشحين لأحداث وردود، ماذا سيكون موقف الموصين في حال فشل من أوصوا به في جهوده.
بالتوازي مع ذلك من المقرر أن يحدد المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت وفريقه ادعاءات محامي نتنياهو المفترض أن يتم تسليمها لمكتب المدعي العام في اليوم التالي للانتخابات، قبل أسبوعين من جلسة الاستماع الشفهية.
بموجب ذلك فإن المحللين في إسرائيل يبرزون خيارين محتملين لنتنياهو قبيل الانتخابات الحاسمة في مستقبله السياسي الحافل بقدرة كبيرة على تحقيق الانتصارات.
الخيار الأول الذي سيفضله نتنياهو بالتأكيد هو الانتصار بشكل مريح في الانتخابات المقبلة وبالتالي تفادي الإطاحة به من زعامة الليكود واحتمال محاكمته بتهم فساد وبالتالي تجنب الخيار الثاني.
ويبرز هنا أن شخصيتين ليس لنتنياهو سلطة عليهما (ريفلين ومندلبليت) سيتخذان القرارات التي قد تؤثر أو حتى تحسم مصيره؛ فإما يدخلانه السجن أو يسديان له معروفًا.
فبينما ريفلين سيخصص وقتًا للمرشح (الأول وليس بالضرورة الوحيد) لتشكيل الحكومة لـ 28 يومًا، فإن مندلبليت يستطيع إما أن يقرر التوقف عن التهرب ويقدم لوائح اتهام بعد بضعة أيام من الاستماع، بدون الانتظار لما بعد فترة الأعياد.
وترأس نتنياهو اليوم (الأحد) أول اجتماع لحكومة إسرائيلية في الضفة الغربية في خطوة نظرت إليها الأوساط الإسرائيلية على أنها تودد معلن لأحزاب اليمين واليمين المتطرف.
وصرح نتنياهو في الاجتماع الذي عقد في منطقة الأغوار بأنه سيلتزم بضم المنطقة التي تعادل نحو ثلث مساحة الضفة الغربية لإسرائيل إن نجح بتشكيل الحكومة المقبلة.
كما أعلن أنه سيتم شرعنة البؤرة الاستيطانية "ميفوت يريحو" الواقعة في غور الأردن رغم مُعارضة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية لهذه الخطوة، بسبب "التوقيت" الذي يأتي قبل يومين من الانتخابات.
وشدد نتنياهو بوضوح على رسالة لدفع الناخبين للإقبال على التصويت بنسب كبيرة وهي أن فرض سيادة إسرائيل على غور الأردن لن يحدث إلا إذا فاز الليكود بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست.
وتعد انتخابات الكنيست المقررة يوم الثلاثاء بمثابة إعادة بعد أن انتهت الانتخابات الأخيرة في أبريل الماضي بنتيجة متقاربة بين نتنياهو وبيني جانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي زعيم حزب أزرق أبيض.
وفي حينه، فضل نتنياهو الذهاب إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة مقررة بعد يومين بدلا من ترك الفرصة لأن يقوم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالتوجه إلى تكليف سياسي آخر لتشكيل حكومة ائتلافية.
وحزب (أزرق أبيض) بقيادة غانتس هو نتاج تحالف جديد تم إنشائه في 21 فبراير 2019 بين ثلاثة أحزاب.
ويتوقع أن تحسم الانتخابات المقبلة مصير نتنياهو بعد 20 عاما على توليه رئاسة الحكومة على فترتين، علما أنه من حق نحو ستة ملايين إسرائيلي التصويت في الانتخابات.
وألمح نتنياهو في مقابلة إذاعية إلى أنه سيعيد هذه المرة التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة إلى رئيس الدولة، إذا عجز عن القيام بذلك بعد الانتخابات، بقوله إن هناك قوانين، ولا مناص من القيام بذلك.
وتظهر استطلاعات الرأي الإسرائيلية تقارباً شديداً بين تحالف نتنياهو وتحالف "أزرق أبيض" المعارض، وأن أياً من الفائزين المحتملين لن يتمكن من تأمين الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة.
ويهدد ذلك بفترة جديدة من انعدام الاستقرار وربما الاضطرار مجدداً إلى حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات ثالثة هذا العام.
لكن زعيم حزب يسرائيل بيتينو وزير الدفاع الأسبق افيغدور ليبرمان استبعد احتمال إجراء جولة ثالثة من الانتخابات العامة، مصرحا بأنه "سيتم بعد الانتخابات الوشيكة تشكيل حكومة سواء مع نتنياهو أو بدونه".
وأضاف ليبرمان وفقا للإذاعة الإسرائيلية العامة، أن حزبه لن ينضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو في حال كانت الأحزاب الدينية اليهودية (حريديم) جزءا منها".
وكان ليبرمان أفشل محاولات نتنياهو لتشكيل ائتلاف حاكم بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في أبريل الماضي، بسبب خلافاته مع الأحزاب الدينية المتشددة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن إسرائيل بيتنا سيحقق نتائج أفضل في الانتخابات المقبلة.
وقضى نتنياهو السنوات العشر الماضية في السلطة وهو يحظى بعلاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ بدء ولايته اتخذ ترامب قرارات مثيرة للجدل دعما لإسرائيل ونتنياهو مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفرض سيادتها على الجولان السورية فضلا عن التوسط لإقامة علاقات بين تل أبيب ودول عربية.
ويعتبر نتنياهو تلك الخطوات بمثابة إنجازات لحكومته وحاول مرارا استثمارها أمام الجمهور الإسرائيلي، بما في ذلك تصريح ترامب في الساعات الأخيرة بأنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وبحث معه إمكانية التوقيع على معاهدة دفاع مشترك بين البلدين.
وكتب ترامب في موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) أنه يتطلع إلى استمرار المباحثات بهذا الشأن بعد انتخابات الكنيست، حينما سيجتمع مع نتنياهو على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري.
من جانبه، شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي على أقواله، قائلا إنه أكبر صديق لدولة إسرائيل في البيت الأبيض منذ قيامها، مضيفا أنه يتطلع إلى اللقاء به في الأمم المتحدة بغية دفع معاهدة الدفاع التاريخية.
وكانت مصادر صحفية ذكرت وفق الإذاعة الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تدرس التوقيع على معاهدة من هذا القبيل مقابل رد إسرائيلي ايجابي على خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بصفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واعتبرت المصادر أنه بالرغم من إعلان ترامب فإن عملية إعداد معاهدة أو حلف عسكري بين البلدين معقدة وتستلزم وقتا طويلا.
وتضمنت الحملة الانتخابية بنتنياهو إبراز علاقته بترامب ووضع لافتات انتخابية عليها صورتهما وهما يتصافحان.
ومن المتوقع أن يواصل نتنياهو حملته لجذب الأصوات من الأحزاب اليمينية المتطرفة بالتوازي مع محاولته الحد من التصويت العربي المحتمل لمنافسيه.