تقرير: من يتحمل مسؤولية الهجوم على منشآت النفط السعودية؟

تعرضت منشأتان نفطيتان في المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لهجمات بطائرات بدون طيار في 14 سبتمبر الجاري. وأعلنت المملكة العربية السعودية أن الهجوم أدى إلى خفض إنتاج النفط في البلاد إلى النصف، مما يعني أنه سيؤثر على كمية انتاج تقرب من 5.7 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وهو ما يمثل حوالي 5 ٪ من الانتاج العالمي اليومي للنفط، وبالتالي مثّل هذا الهجوم على الفور صدمة للعالم.

في ذات اليوم، اعلنت قوات الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم. وقال متحدث باسم التنظيم أن القوات قامت بارسال 10 طائرات بدون طيار عبر الحدود لمهاجمة منشأتين نفطيتين في أرامكو السعودية.

رغم ذلك، اتهمت الولايات المتحدة الامريكية ايران بوقوفها وراء الهجوم. حيث غرّد وزير الخارجية الأمريكية بومبيو على تويتر قائلا: "لا يوجد دليل على أن الهجوم قد انطلق من اليمن." وأضاف بأن "طهران وراء كواليس ما يقرب من 100 هجوم على المملكة العربية السعودية، وأن إيران تشن الآن هجومًا غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية" . كما دعا بومبيو "جميع الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران. واشار إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها وحلفائها على ضمان تزويد سوق الطاقة بشكل كافٍ، ومسائلة ايران على عدوانها.

ردّا عن ذلك، نفت وزارة الخارجية الإيرانية بشكل قاطع اتهامات الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، قائلة " ان هذه الاتهامات أشبه بمؤامرة من وكالة استخباراتية ومؤسسة سرية لتشويه سمعة أي دولة ووضع إطار للعمل في المستقبل."

وعبرت وسائل إعلام دولية عن قلقها من أن هذه الجولة الجديدة من الأزمة بين امريكا والسعودية من جهة وايران من جهة اخرى قد يكون لها "خطر قاتل" بسبب اتساع نطاق تأثيرها.

وقالت وكالة فرانس برس إنه بسبب فرض الحكومة السعودية ضوابط أمنية، لايمكن للصحفيين الاقتراب من المنطقة التي تعرضت للهجوم، لذلك يبقى الوضع غير معلوم. وقالت إذاعة صوت أمريكا أيضًا في 15 سبتمبر الجاري، إن مزاعم الحكومة السعودية لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.

أما "النيويورك تايمز" فشبهت الهجوم بخطة " داوود في قتل جالوت العملاق" ، وأضافت قائلة بأن الطائرات الصغيرة المسيرة تمثل عاملا جديدا في عدم الاستقرار و الاضطرابات بالشرق الأوسط. وقال التقرير إن بعض الأسئلة الرئيسية للهجوم الحالي لم تتم الإجابة عنها بعد، مثلا: من أين تقلع الطائرات؟ كان الهدف على بعد أكثر من 800 كيلومتر من اليمن ، فكيف نجحت القوات المسلحة الحوثية في مهاجمة المنشآت داخل الأراضي السعودية ؟ ولماذا لم تنجح السعودية في التصدي لهذه الهجمات؟

في ذات السياق، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين السعوديين والأمريكيين يشتبهون في أن الهجوم لم يكن من اليمن ويمكن أن يأتي من الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران أو إيران نفسها. قبل ذلك، تعرض خط أنابيب النفط السعودي لهجوم بطائرات صغيرة مسيرة تم إطلاقها من العراق في مايو من العالم الحالي، ونبّه بومبيو وقتها الحكومة العراقية إلى ضرورة السيطرة على الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران. وذكر التقرير أيضًا أن الهجوم قد يكون مزيجًا من صواريخ كروز أو "صواريخ كروز + طائرات صغيرة مسيرة " أطلقتها إيران، عوضا عن استخدام طائرات صغيرة فقط..

واثارت طبيعة الرد على ايران جدالا كبيرا في الولايات المحتدة. حيث كتب غراهام وهو أحد صقور الولايات المتحدة تغريدة على تويتر قال فيها :"إذا استمرت إيران في الاستفزاز و تخصيب اليورانيوم، قد يصبح من الضروري على الولايات المتحدة وضع خيار مهاجمة المصافي الإيرانية على الطاولة."

ومع ذلك، فإن عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي والسيناتور الديمقراطي ميرفي قام بمشاركة تغريدة بومبيو، وعلّق قائلا: " ، "تبسيط الأمور بهذه الطريقة هو ما يوقنا في مستنقعات الحروب ". وأشار إلى أن "السعودية في حرب مع القوات المسلحة الحوثية، وأن الهجمات السعودية تواجه برد من الحوثيين، ورغم أن إيران تلعب " دورًا سيئًا " في دعم الحوثيين، لكن هذا لايعني ببساطة ان" الحوثيين = إيران ".

بعد الهجوم، أجرى الرئيس الأمريكي ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مكالمة هاتفية. وقالت شبكة "اي بي سي" أن ولي العهد السعودي أخبر ترامب أن الرياض "لديها العزم والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والرد عليه". وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستقدم الدعم للسعودية في الدفاع عن نفسها. لكن التقرير أكد أن ترامب لم ينتقد على وجه التحديد جهة بعينها، بما في ذلك إيران.