شانغهاي 20 سبتمبر 2019 (شينخوا) تشغف هند خالقي، المعلمة التونسية التي تبلغ من العمر 34 سنة، بدراسة اللغات، إذ تعلمت الفرنسية والإنكليزية والألمانية. بيد أن اللغة الصينية جلبت لها تجربة فريدة، حيث "يكمن في هذه اللغة العريقة تاريخ خاص وثقافة مميزة"، حسبما ذكرت خالقي.
تحمل خالقي الاسم الصيني "جيا خه" الذي يعني "زهرة اللوتس الجميلة"، أما قصتها في طلب العلم والحب في الصين، فتترجع إلى ما قبل أكثر من 10 سنوات، ولاتزال مستمرة.
بدأت خالقي دراسة اللغة الصينية في جامعة قرطاج بتونس منذ عام 2004، وزارت الصين لأول مرة عام 2006 للتبادل الدراسي لـ 6 أشهر في جامعة بكين للغة والثقافة. وفي عام 2009، وصلت إلى الصين بعد تخرجها من الجامعة، لتبدأ مرحلة جديدة من الدراسة والتحضير لنيل درجة الماجستير وبعدها الدكتوراه في علم اللغة بجامعة بكين للغة والثقافة.
بعد حصولها على درجتي الماجستير والدكتوراه في بكين، تقدمت خالقي بطلب لإجراء دراسات عليا في جامعة شانغهاي للدراسات الأجنبية، كما بدأت مسيرتها المهنية كمعلمة للغة العربية والثقافة الإسلامية في معهد شياندا للاقتصاد والعلوم الإنسانية بالجامعة في عام 2017 .
في بداية مسيرتها التعليمية، قلقت خالقي من احتمال ألا يحظى أداؤها بإعجاب الطلبة الصينيين، نظراً لقلة فارق العمر بينهم. لكنها سرعان ما نجحت في استنباط طريق تعليمي لاقى إقبالا من الطلبة، من خلال اعتمادها التدريس باللغتين العربية والصينية ووسائل الإعلام المتعددة، علاوة على تشجيع الطلبة على التحدث والمناقشة باللغة العربية في الدروس وحتى في حياتهم اليومية .
وقالت خالقي" إن الطلبة الصينيين غالباً ما يكونون خجولين في بداية التعارف بينهم، إلا أن طيبتهم ودماثتهم تظهران بعد فترة من التعليم المشترك"، مؤكدة أن "الهوية هي أفضل طريقة في الدراسة، ولذلك ظللت أجتهد في تربية هوية الطلبة في معرفة ودراسة اللغة العربية وثقافتها ".
وإضافة إلى ذلك، أعربت خالقي عن رغبتها في أن تصبح علاّمة، حيث تهتم كثيراً بالأبحاث اللغوية التي تركز على التخطيط اللغوي والسياسات اللغوية. ولغاية الآن، نشرت أكثر من 10 أوراق بحثية ذات صلة في كل من السعودية والعراق والصين.
وفي الوقت الذي جنت خالقي فيه ثمارا أكاديمية، حظيت بالحب أيضا حيث تعرفت على شاب صيني وتزوجت معه بعد سنتين من اللقاء الأول بينهما.
وفي عيون أصدقاء خالقي، أصبحت الشابة التونسية ممثلة للصين والتبادلات الثقافية والسياحية وغيرها بين الصين وتونس، وظلت تشجع أصدقاءها وتقدم اقتراحات مميزة لهم سواء بأن يسافروا إلى تونس أو زيارة أهلها وأقربائها للصين .
تتابع خالقي بإعجاب التطورات السريعة الجارية في الصين، كحال أسرتها في تونس التي بدأت تزيد اهتمامها ومتابعتها لما تشهده الصين من تطورات. فخلال إجازة قضتها خالقي في تونس، أعرب والدها عن إعجابه وإشادته بقدرة الصين المميزة في تطوير تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس.
وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين من حجم التبادلات والتعاون مع الدول العربية في مجالات ثقافية منوعة مثل السياحة والترجمة المتبادلة للأعمال الأدبية المحلية وغيرها. وفي هذا الصدد، أعربت خالقي عن رغبتها في أن "تؤسس الصين مع الدول العربية مزيدا من المنصات للتبادلات العلمية المتخصصة وتعزز الزيارات والتبادلات بين العلماء".