بكين 6 سبتمبر 2019 (شينخوا) بدأت الدورة الرابعة لمعرض الصين والدول العربية يوم الخميس في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، حيث بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة أعرب فيها عن تهانيه الحارة بانطلاق فعاليات المعرض.
ويعتقد الناس من مختلف الأوساط في الدول العربية أن رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس شي إلى المعرض يعكس تركيز الصين على تعزيز التعاون الصيني-العربي، وأن المعرض يلعب دورا نشطا في تعميق التعاون العملي الثنائي مع وجود آفاق واسعة للتعاون لدى الجانبين في إطار بناء مبادرة "الحزام والطريق".
وقال الدكتور محمود محمد صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية إن المعرض الصيني العربي يعد أحد المنصات الناجحة جدا لربط الدول العربية والصين في مجالات مختلفة ودفع تعزيز التعاون بينهما في تلك المجالات، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يحضر فيها المعرض مع تركيزه على مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وذكر أن المعرض يشهد تطورا كبيرا من دورة إلى أخرى وأنه فرصة للتعرف على أحدث التكنولوجيات التي توصلت إليها الصين في المجالات المختلفة وتبادل الخبرات وفي النهاية توقيع بعض الاتفاقيات ومنها على سبيل المثال اتفاقيات في مجال نقل التكنولوجيا، لافتا إلى أنه تم بالفعل في دورة المعرض عام 2017 توقيع اتفاقية بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمكتب الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، وتم تفعيل هذه الاتفاقية فأصبح لدى الأكاديمية الآن المكتب المصري الصيني لنقل التكنولوجيا.
وقالت دعا خليفة، مدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية إن المعرض مهم لأن يمثل تتويجا للتعاون القائم بين الصين والدول العربية ويتيح فرصة كبيرة لتواجد كل المهتمين في مجالات التجارة والصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا للتواصل، علاوة على التعرف على آخر التكنولوجيات الحديثة في الصين في جميع المجالات بحيث تتحقق استفادة مشتركة بين الجانبين، وهذا يصب في صالح مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الجانبين العربي والصيني في عام 2015.
وأضافت أنه بعد إطلاق مبادرة الحزم والطريق، أصبح التعاون بين الجانبين العربي والصيني إستراتيجي شامل في جميع المجالات. وحظيت المبادرة بأصداء واستجابة قوية في الدول العربية، متوقعة تحقيق تعاون أكبر بين الجانبين العربي والصيني في جميع المجالات ومن بينها العلوم والتكنولوجيا.
وقال المحلل الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور إن بين الصينيين والعرب علاقة من الصداقة والتعاون تضرب جذورها في أعماق التاريخ، موضحا أن "العلاقات بين الأمتين الصينية والعربية مرتبط بطريق الحرير برا وبحرا على مدى أكثر من 30 قرنا والتي يبقى فيها السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتدارس والمنفعة والربح قيما سائدة في التواصل بين الجانبين".
ولفت المحلل الكويتي إلى أن هناك تقديرات ودراسات تشير إلى أن أفضل وأسرع نماذج التكامل العربي يكون مع الصين؛ فالسياسة الاقتصادية الصينية والمقدرات العربية وموقعها الجغرافي معطيات لأفضل صيغة للتكامل الاقتصادي في شتى المجالات من الطاقة إلى تكنولوجيا النانو والاتصالات والصناعات والسلع والخدمات المصرفية واللوجستية وغيرهم.
وأشار الخبير الاقتصادي الكويتي ميثم الشخص إلى أن الكثير من الدول تتسابق لتكون من الأركان الأساسية الفاعلة في مبادرة الحزام والطريق التي تعتقد تلك الدول بأنها ستعود بالنفع الكبير والمنفعة الاقتصادية والحصول على مورد جديد للتدفقات المالية لموازناتها التي حتما ترغب بأن تكون في أفضل حال.
وقال إن الدول العربية التي تشارك في مبادرة "الحزام والطريق" تعمل جاهدة بالمشاركة مع الصين للحصول على حصة من تلك الإيرادات، ومن الطبيعي جدا أن تتسابق الدول العربية للحصول على ود الجانب الصيني في هذا الشأن بشتى الطرق المتاحة ومنها عقد الاتفاقيات الثنائية بأسرع وقت ممكن.
وأضاف أنه قد تختلف الكثير من الدول عبر العالم من النواحي السياسية إلا أنها تكون ذات علاقة قوية في الجوانب الاقتصادية، فمثلا نجد الكثير من الدول الأعضاء في المنظمات الدولية مختلفة تماما في الجانب السياسي، إلا أن القرارات المتخذة ذات المنفعة الاقتصادية تكون موحدة.
وكان الرئيس شي قد ذكر في رسالة التهنئة بأنه يأمل في أن يتمكن الجانبان من اغتنام الفرص وفتح مسارات جديدة والاستفادة من الإمكانات والعمل معا لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية لإحراز تنمية أكبر لصالح الناس من الجانبين.
في هذا الصدد، وافق ناصر بوشيبة رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية بشدة على أن تحقيق تنمية أكبر للعلاقة العربية الصينية يمثل فرصة تاريخية للبلدان العربية. وقال إن الحكومات والمؤسسات العربية والمنظمات المدنية تستجيب بنشاط لمبادرة "الحزام والطريق"، ويمكن للدول العربية معرفة المزيد عن تجربة التنمية في الصين وخلق بيئة حياة وتنمية أفضل للشعب.
وذكر الدكتور محمد خليل رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية أنه "في كل دورة للمعرض، نجد مشاركة نشطة من قبل الدول العربية، وفي الوقت نفسه نجد الكثير من الأشياء المفيدة في هذا المعرض وأيضا كل ما هو جديد، فهو يساعد بشكل كبير في اكتشاف كل ما هو جديد في تلك البلدان، كما أنه يساعد تجار العالم العربي على إجراء التبادلات، ومن ناحية أخرى فإنه يساعد الوفود الرسمية للقاء المسؤولين الصينيين لتطوير العلاقات بينهما.