人民网 2019:08:30.17:33:30
الأخبار الأخيرة

مقالة: الترجمة عنصر حيوي لمزيد من التقارب بين الصين والعرب

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:08:30.15:52

    اطبع
مقالة: الترجمة عنصر حيوي لمزيد من التقارب بين الصين والعرب

عباس جواد كديمي

في الوقت الذي تنفتح فيه الصين أكثر فأكثر على العالم، فإنها تبدي استعدادها الجاد لتشاطر تجاربها وخبراتها وحكمتها مع العالم، وحرصها على المزيد من تعريف العالم بها من خلال حكاية قصصها لشعوب مختلف الأمم، وزيادة إطلاع الشعب الصيني على العالم أيضا. وفي ظل زخم حيوي تشهده الصين عموما، تشهد الحركة الثقافية مدّا جيّاشا يتجسد بصور ملونة حيوية، تظهر في حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر.

ومن أجل ضخّ المزيد من الدعم والحيوية للحركة الثقافية، وخاصة الترجمة، ودفع التبادلات الإنسانية، أنشأت الصين عام 2005 الجائزة الخاصة للكتاب، وهي أعلى جائزة وطنية تمنحها الحكومة الصينية للأجانب الذين يقدمون مساهمات في تقديم الصين للعالم في المجالات الثقافية والأدبية من خلال تأليف كتب حول تجاربهم الشخصية في هذا البلد، أو آرائهم الواقعية عنه كباحثين مختصين بشئون الصين، أو ترجمتهم لمؤلفات صينية وتقديمها للعالم بمختلف اللغات، أو يعملون بمجال الطباعة والنشر، بحيث تسهم إسهاماتهم في تعزيز التبادلات بين الشعب الصيني والشعوب الأخرى.

وخلال الدورة الـ13 للجائزة لهذا العام 2019، حظي بجائزة الترجمة الإعلامي العراقي الأستاذ عباس جواد كديمي، تقديرا لإسهاماته في عمله كخبير لغوي ومحرر ومنقح ومترجم، في الصين منذ عام 1998.

أقيمت مراسم منح الجوائز في العشرين من أغسطس، في دار ضيافة الدولة (دياويوتاي) في بكين، وفاز بجوائز هذا العام، إلى جانب الإعلامي عباس كديمي، 11 فائزا آخر، إضافة لثلاثة من فئة الشباب، من العديد من دول العالم.

ومنذ إقامة هذه الجائزة من قبل الإدارة العامة للطباعة والنشر في الصين، قُدّمت حتى الآن 11 مرة، وفاز بها ما إجماليه 138 فائزا من 53 بلدا حول العالم.

وترافق منح هذه الجائزة مع الدورة السنوية الـ26 لمعرض بكين الدولي للكتاب (من 21 أغسطس وحتى 25 منه)، حيث جاء هذا العام قبيل أكثر من شهر بقليل، على الاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر، وقبل عام 2020 الذي حدّدته القيادة الصينية، وعلى رأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ، كعام يتحقق فيه هدف البلاد للقضاء على الفقر.

مما لا شك فيه أن الثقافة هي عنصر إنساني مشترك، ورابط يمكن أن يجمع ويوحّد، ويقف سدّا صلبا بوجه ما يُسمى صراع الحضارات. وفي هذا المجال، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة، إلى أن العالم غني ومتنوع وملون بحديقة ثقافاته، وهذه الحديقة يبرز جمالها أكثر مع تعدد ألوان أزهارها. وهذا يعني أنه يتعين علينا قبول بعضنا البعض كبشر نسعى لمستقبل مشترك، وتفادي التمييز على أساس الجنس أو اللون أو الثقافة أو الدين. وأكد الرئيس شي على أن تأثير الصين يكمن في موروثها الحضاري والثقافي، ولم يكن يوما، أو يكون، بتأثير قوة أو غزو. وهذا يؤكد اهتمام الصين وإيمانها بدور التواصل الثقافي بين الأمم. في عام 2013، طرح الرئيس شي مبادرة الحزام والطريق (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21). وهي مبادرة كبيرة جدا تهدف إلى دفع النمو الاقتصادي بالعالم، وتعزيز الترابط والتكامل بين الدول. وهذه المبادرة تعطي أهمية كبيرة للجانب الثقافي، وخاصة التواصل عبر المجالات الأكاديمية وخلق الكفاءات الضرورية لدفع التعاون بكافة المجالات.

الترجمة عنصر حيوي لمعرفة بعضنا البعض، والأدب قناة هامة لتوطيد أواصر العلاقات الإنسانية بين الشعوب. ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي في يناير 2004، تشهد العلاقات بين الجانبين العربي والصيني، المزيد من التطور على أسس صلبة ومنتظمة. العلاقات بين الجانبين تتميز بكونها ودية تاريخية أصلا، لم تشبها شائبة في يوم من الأيام. وعلى ضوء هذه الحقيقة، يحظى التبادل الثقافي بين الجانبين بأهمية بالغة، ليمضي الجانبان معا على طريق البناء والتنمية، في عالم يشهد فرصا وتحديات، في آن واحد. وبالنسبة لجانبينا العربي والصيني، فمن المؤكد أن دفع تحقيق الأهداف الأساسية لعلاقاتنا التعاونية، سيتعزز، أولا وأخيرا، من خلال تقوية التواصل والترابط والتفاهم بين شعبينا. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×