عدن، اليمن 30 أغسطس 2019 (شينخوا) عادت الحياة إلى عدة مدن رئيسية في جنوب اليمن المضطرب، بعد أيام من القتال العنيف الذي اندلع بين القوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية وعدد من الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وانتهى القتال الذي استمر طوال أيام في سيطرة وحدات عسكرية تابعة للانتقالي الجنوبي على عدة مدن استراتيجية في محافظة أبين الجنوبية بعد تأمين مدينة عدن الساحلية المجاورة بالكامل.
وصرح مصدر عسكري محلى لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن المجلس الانتقالي الذي يتخذ من عدن مقرا له نشر قوات عسكرية مدعومة بالعربات المدرعة حول مدينة جعار، ثاني أكبر المدن في أبين، وفى عاصمة مقاطعة ابين مدينة زنجبار.
وتحدث حسن العوذلي، المقيم في ابين، لـ((شينخوا)) أن حيه السكني كان محاصر بسبب القتال العنيف الذي كاد ان يحول ابين إلى مدينة اشباح.
وقال العوذلي "خلال الأيام الماضية، كان السكان في جعار وزنجبار خائفون للغاية من الخروج إلى الأسواق حيث انتشر عشرات المسلحين الملثمين وقاموا بتمشيط المدن خلال قتال الشوارع".
وأضاف "اليوم، بالطبع، تغير الوضع تمامًا حيث عادت العديد من العائلات التي فرت من منازلها بسبب القتال".
وبحسب العوذلي فأن "الناس خرجوا إلى الشوارع وبدأوا التسوق من الأسواق العامة بعد سيطرة القوات الجنوبية على مدنهم وتأمينها من المسلحين".
وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه في العديد من المناطق الجنوبية بما في ذلك عدن وأبين، ولكنها عادت بعد إنهاء القتال بين الخصمين المتناحرين.
وقال مختار حنش، أحد السكان في ابين "لقد عادت إمدادات المياه إلى منزلنا وندعو قيادة المجلس الانتقالي للعمل على تطوير الخدمات الأساسية في المناطق الجنوبية".
ويوم الأربعاء، شنت القوات الحكومية اليمنية هجومًا واسع النطاق وحاولت استعادة المدن الرئيسية الجنوبية بما في ذلك عدن، لكنها واجهت مقاومة قوية من الوحدات العسكرية التابعة للانتقالي الجنوبي.
وكانت تنوي قوات الحكومة اليمنية الاستيلاء على عدن عسكريًا بعد حشد قوات عسكرية من محافظة مأرب الشمالية ومن مناطق جنوبية أخرى حيث تمكنت من الاقتراب من الضواحي الشرقية لعدن.
ومع ذلك، دافعت الوحدات العسكرية التابعة للانتقالي عن عدن وصدت القوات الحكومية التي انسحبت لاحقا إلى المناطق الجبلية في محافظة أبين المجاورة.
وأكد مصدر من الانتقالي الجنوبي لـ((شينخوا)) أن "عدن والمدن الرئيسية المجاورة الأخرى بما في ذلك أبين ولحج اصبحت مأمنه تمامًا من قبل قواتنا بعد صد الهجوم في ضواحي عدن".
وقال إن "قوات الانتقالي بدأت حملة أمنية لتعقب بعض العناصر الإرهابية المشتبه فيها التي استغلت الفوضى وبدأت في مهاجمة نقاط التفتيش العسكرية في عدد من المناطق الجنوبية".
وما يزال العديد من السكان المقيمين في المدن الرئيسية في جنوب البلاد خائفين من أن القوات الحكومية اليمنية قد تشن هجومًا جديدًا لمواجهة الانتقالي والسيطرة مجددا على عدن.
وقال علاء فضل، أحد السكان في ابين، "يبدو أننا سنشهد جولة أخرى من العنف في الأيام المقبلة لأن الحكومة تريد الاستيلاء على المدن الجنوبية مجددا وطرد الانتقالي منها".
وأضاف فضل "بالنسبة لنا، فإن الخدمات والحياة الآمنة أكثر أهمية من يحكم مدننا سواء كان انتقالي أو حكومة".
وأوضح "مدننا ليست ساحات معارك لأننا نريد ان نعيش في حياة سلمية بعيدا عن صراع السياسيين بشأن الاستيلاء على مدن الجنوب".
ويوم الخميس، غادر حاكم أبين وكبار المسؤولين الأمنيين الموالين للحكومة مجمع الحكومة المحلية وتوجهوا إلى قراهم بحماية مقاتليهم القبليين بعد وصول قوات الانتقالي.
وقامت قوات الانتقالي بتأمين مدينة عدن الساحلية المجاورة بالكامل بعد إجهاضه لعملية عسكرية واسعة النطاق شنتها الحكومة اليمنية يوم الأربعاء لاستعادة المدينة الاستراتيجية الجنوبية.
وتخضع عدن بالكامل لسيطرة قوات المجلس الانتقالي المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في القتال ضد الحوثيين في المناطق الشمالية اليمنية.
وتعتبر عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، حيث كانت تقيم الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية فيها منذ العام 2015.
وتخوض الدولة العربية الفقيرة حربًا أهلية منذ أواخر العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون جزءًا كبيرًا من البلاد واستولوا على جميع المحافظات الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء بقوة السلاح.