بكين 6 سبتمبر 2019 (شينخوا) صدر "تقرير عن تنمية التعاون في مجال القدرة الإنتاجية بين الصين والدول العربية عام 2019" يوم الخميس خلال الدورة الرابعة لمعرض الصين والدول العربية المنعقدة في الفترة بين 5 و8 من سبتمبر الجاري في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين.
ولخص التقرير، الذي يعد الثاني من نوعه بعد الأول الصادر من قبل معهد بحوث التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي بوزارة التجارة ومديرية التجارة بمنطقة نينغشيا في معرض الصين والدول العربية الثالث، لخص أحدث التغييرات والإنجازات والاتجاهات للتعاون الصيني والعربي في مجال القدرة الإنتاجية منذ عام 2017، بهدف دفع التنمية المستمرة والعميقة وعالية الجودة لهذا التعاون.
وأشار التقرير إلى أن الوضع العام للتعاون الصيني والعربي آخذ في التحسن وأن كيانات الاستثمار تنوعت بشكل متزايد، فيما شهدت مجالات التعاون توسعا مطردا في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وذكر التقرير أن الدول العربية شريك طبيعي للمشاركة في بناء الحزام والطريق، حيث وقعت 18 دولة منها على وثائق تعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق مع الصين حتى الآن، ما عمق تعاونهما العملي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقات الكهربائية والنووية والمتجددة، وكذلك البنية التحتية.
وأظهر التقرير أن الاستثمارات الصينية المباشرة في الدول العربية ارتفعت من 780 مليون دولار أمريكي في عام 2017 إلى 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2018، من بينها تجاوز الاستثمار الصيني المباشر في كل من الإمارات والسودان والكويت وجيبوتي 100 مليون دولار أمريكي، بينما زاد الاستثمار في المغرب والأردن وجيبوتي بشكل كبير.
وبحسب التقرير، لعب عدد كبير من مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في خارج الصين، بما فيها المجمع الصناعي الصيني-العماني بالدقم ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية، ومنطقة التجارة الحرة الدولية في جيبوتي، دورا نموذجيا وقياديا لتعميق التعاون في الاقتصاد والتجارة والقدرة الإنتاجية بين الصين والدول العربية ضمن الحزام والطريق.
وفي الوقت نفسه، تم تسليط الضوء على التعاون الصيني والعربي في البنية التحتية منذ عام 2017، حيث وصلت قيمة العقود الجديدة التي تم توقيعها من قبل الشركات الصينية لمشاريع المقاولات في الدول العربية 35.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة 9 بالمائة على أساس سنوي عن العام المنصرم، والتي تركزت في الجزائر والسعودية والإمارات والعراق والكويت ومصر.
وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين نموا ثابتا، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية 244.32 مليار دولار أمريكي، بزيادة 27.4 بالمائة على أساس سنوي، من بينها سجلت صادرات الصين إلى الدول العربية 104.92 مليار دولار أمريكي، بينما بلغت وارداتها من الدول العربية 139.40 مليار دولار أمريكي.
ولفت التقرير إلى أن السعودية والإمارات والعراق وعمان والكويت ومصر وقطر كانوا الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية مع كل من الدول السبع المذكورة أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، ومثل إجمالي حجم التجارة معها 84.1 بالمائة من الحجم الإجمالي للتجارة الصينية والعربية.
ومن جهة أخرى، تحسن الهيكل التجاري الصيني والعربي بشكل ملحوظ، حيث مثلت المنتجات الكهروميكانيكية والمنتجات فائقة التكنولوجيا 66 بالمائة من بين صادرات الصين إلى الدول العربية، في حين ازدادت وارداتها للمنتجات غير النفطية التي تمثلها المنتجات الزراعية.
ورأى التقرير أنه في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الدولي المعقد الحالي، بات التعاون الصيني والعربي في مجالات الاقتصاد والتجارة والقدرة الإنتاجية مثالا هاما على التفاهم المتبادل والتنمية الشاملة، حيث أن نمط تعاون "1 + 2 + 3"، (المتمثل في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق) أصبح تدريجيا أكثر واقعية.