الكويت 5 سبتمبر 2019 (شينخوا) أشاد خبراء ومحللون كويتيون بالتعاون الصيني العربي في إطار مبادرة " الحزام والطريق" التي تهدف إلى توثيق أواصر التعاون ودفع التنمية لتحقيق الفوائد المتبادلة بين الجانبين.
وأكدوا أن رسالة التهنئة التي بعثها الرئيس الصيني شي جين بينغ للدورة الرابعة لمعرض الصين والدول العربية الذي افتتحت أعماله اليوم (الخميس) في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين توضح اهتمام الرئيس الصيني بهذه الدورة.
وقال شي في الرسالة إن الصين والدول العربية بذلت في السنوات الأخيرة جهودا مشتركة في دفع الحزام والطريق وحققت نتائج مثمرة.
وخلال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد في بكين في يوليو من العام الماضي، اتفق الجانبان على تأسيس شراكة استراتيجية موجهة نحو المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة.
وقال شي إن الدورة الرابعة لمعرض الصين والدول العربية ستوفر منصة مفيدة للجانبين لتعميق التعاون البراغماتي ودفع التنمية عالية الجودة للحزام والطريق قدما.
وأعرب شي عن أمله في أن يتمكن الجانبان من اغتنام الفرصة واستكشاف القوة الكامنة لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية بشكل مشترك لإحراز تقدم أكبر لصالح الناس من الجانبين.
ويقام المعرض من يوم 5 سبتمبر إلى يوم 8 سبتمبر في ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا.
وقال المحلل الاقتصادي الكويتي حجاج بوحضور اليوم لمراسلة وكالة أنباء ((شينخوا)) إن بين الصينيين والعرب علاقة من الصداقة والتعاون تضرب جذورها في أعماق التاريخ، موضحا "أن العلاقات بين الأمتين الصينية والعربية مرتبط بطريق الحرير برا وبحرا على مدى أكثر من 30 قرنا والتي يبقى فيها السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتدارس والمنفعة والربح قيما سائدة في التواصل بين الجانبين".
وأضاف أنه من هذا التاريخ العريق في التعاون وجذور الصداقة العميقة والتواصل الحضاري يفتح آفاقا كبيرة في التعاون مستقبلا ويجعل من الدول العربية شريكا طبيعيا للصين.
ولفت المحلل إلى أن هناك تقديرات ودراسات تشير إلى أن أفضل وأسرع نماذج التكامل العربي يكون مع الصين؛ فالسياسة الاقتصادية الصينية والمقدرات العربية وموقعها الجغرافي معطيات لأفضل صيغة للتكامل الاقتصادي في شتي المجالات من الطاقة إلى تكنولوجيا النانو والاتصالات والصناعات والسلع والخدمات المصرفية واللوجستية وغيرهم.
وشاركه في الرأي الخبير الاقتصادي الكويتي ميثم الشخص قائلا تتسابق الكثير من الدول لتكون من الأركان الأساسية الفاعلة في مبادرة الحزام والطريق الذي تعتقد تلك الدول بأنه سيعود بالنفع الكبير والمنفعة الإقتصادية والحصول على مورد جديد للتدفقات المالية لموازناتها التي حتما ترغب بأن تكون في أفضل حال .
وقال إن الدول العربية التي تشارك في مبادرة "الحزام والطريق" تعمل جاهدة بالمشاركة مع الصين للحصول على حصة من تلك الإيرادات، ومن الطبيعي جدا أن تتسابق الدول العربية للحصول على ود الجانب الصيني في هذا الشأن بشتى الطرق المتاحة ومنها عقد الاتفاقيات الثنائية بأسرع وقت ممكن.
وأضاف أنه قد تختلف الكثير من الدول عبر العالم من النواحي السياسية إلا أنها تكون ذات علاقة قوية في الجوانب الاقتصادية، فمثلا نجد الكثير من الدول الأعضاء في المنظمات الدولية مختلفة تماما في الجانب السياسي إلا أن القرارات المتخذة ذات المنفعة الاقتصادية تكون موحدة.
وأشار الخبير إلى أن الكثير من الدول العربية لديها موقع جيولوجي مميز يربط الصين بدول القارات الأخرى مثل أفريقيا وأوربا وكذلك لديها النفط الذي تحتاج اليه الصين في صناعاتها المختلفة، فالتكامل في هذا الجانب له أهمية كبيرة للجانبين، وهذا بلا شك يعود على طرفي العلاقة بامتداد أفق الاستفادة المشتركة اقتصاديا مما يجعل الصين من أكبر الشركاء التجاريين على مستوى العالم.
كما أشاد الخبير الاقتصادي الكويتي جاسم السعدون في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء (شينخوا) اليوم باقتصاد الصين الذي يعتبر نموذجا يحتذى، مؤكدا أن الوطن العربي عليه الاستفادة من تجربة الصين الاقتصادية المعجزة والتي يجب دراستها وأن تكون المنفعة والفائدة متبادلة.
وقال "يعود نجاح اقتصاد الصين إلى اعتمادها على استراتيجية طويلة المدى، ودراسات مكثفة لما هو جديد وكان هذا سبب في جعلها نموذجا رائعا وناجحا في المجال الاقتصادي".
ونوه إلى أن نجاح أو فشل مشروع الحزام والطريق يعتمد على كيفية التعامل معه، مضيفاً أن العالم العربي به أكبر نسبة من فئة الشباب ومشكلته تكمن في كيف يمكن خلق تنمية مستدامه لخلق فرص عمل لذا على البلدان فهم ما جرى وما يجري في الصين وكيفية تحولها لبلد متقدم وأن نتبنى ذلك النموذج لنجاح المشروع.
وتابع قالا "علينا أن ننظر إلى المصالح الاقتصادية لتوجيه جميع مواردنا لديمومة الدولة وليست لديمومة الإدارة، حتى الأن يمشي الوضع بالاتجاه المعاكس، ويجب توجيهه للطريق الصحيح لسد الاحتياجات الاقتصادية".