القاهرة/ينتشوان 5 سبتمبر 2019 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تهنئة إلى معرض الصين-الدول العربية الرابع الذي افتتح اليوم (الخميس) إن الصين والدول العربية، بالتوافق مع اتجاه العصر والحاجات التنموية الخاصة بكل منهما. بذلتا خلال السنوات الماضية جهودا مشتركة في تعزيز مبادرة الحزام والطريق وحققتا من خلال ذلك نتائج مثمرة.
ويسعى أكثر من 12600 ممثل من كل أنحاء العالم إلى البحث عن فرص للتعاون خلال المعرض الذي سيستمر لمدة أربعة أيام في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين. وعبر جهود مشتركة شهدتها السنوات الماضية، أصبح المعرض آلية فعالة في تعزيز ازدهار التجارة والتبادلات.
منصة مفيدة
يتوجه محمد خليل، أول طبيب يفتتح مركزا للطب الصيني التقليدي في المغرب، إلى نينغشيا لحضور المعرض. وتعد زيارة المعرض بالنسبة له خبرة ممتعة يستكشف من خلالها أشياء جديدة يمكن أن تساعد الصين والدول العربية المشاركة.
وقال خليل، وهو أيضا رئيس جمعية الصداقة والتبادلات المغربية-الصينية، "المعرض هام جدا لتنمية العلاقات بين الصين والعالم العربي."
ومنذ 2010 شهدت نينغشيا ثلاث نُسخ من المنتدى الاقتصادي والتجاري للصين والدول العربية، ثم أصبح المعرض هو النسخة المطورة من هذا المنتدى. وشارك في الحدث ممثلون من أكثر من 140 من رابطات الأعمال التجارية الكبيرة و7732 شركة كبيرة ومتوسطة ومؤسسة مالية.
ويقول رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف "المعارض أساسية في التعرف على منتجات وثقافات البلدان الأخرى"، مردفا بقوله "الجهات العارضة ستقدم معلومات عن منتجاتها، وبالتالي يستطيع الزوار أيضا معرفة المزيد عن الثقافة والظروف المعيشية"
وأضاف شرف أن المعرض يمثل أيضا منصة لرؤية التنمية التي حققتها الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا، مثل تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس الرائدة.
وقالت شيماء هلال، رئيسة مركز مصر-الصين لنقل التكنولوجيا، "المعرض منصة تضم مجموعات كبيرة من العلماء ومسؤولي نقل التكنولوجيا.
ويجتذب معرض هذا العام ممثلين من أكثر من 2900 من المنظمات الإقليمية ورابطات الأعمال التجارية والمؤسسات والشركات من مختلف أرجاء العالم. ومن المقرر أن يتضمن معارض فرعية وفعاليات لتعزيز الاستثمار والتجارة في مجالات الزراعة الحديثة والتكنولوجيا الفائقة والبنية التحتية واللوجيستيات الدولية.
وأوضح شي في رسالة التهنئة أن معرض سيوفر منصة مفيدة للجانبين لتعميق التعاون البراجماتي ودعم التنمية عالية الجودة للحزام والطريق.
وقال الصحفي الفلسطيني جميل ضبابات الذي يغطي المعرض للمرة الأولى إنه في ظل مشاركة المزيد من البلدان على طول مسارات الحزام والطريق، بينها بلدان من أوروبا وأمريكا اللاتينية، فإن المعرض يعد بذلك منصة "دولية منفتحة للغاية".
وتابع ضبابات "معرض العام الجاري يركز بشكل أكثر على الأعمال والتجارة"، مردفا "يصبح أكثر احترافية وبراجماتية".
تحضر كريستينا أوبتين، ممثلة شركة (يو2ام) للاستثمار، المعرض والتقت خلاله بأناس كثيرين من بلدان العالم. وتخطط كريستينا، جنبا إلى جنب مع الشركاء المغربيين، للمشاركة في منتدى للاستثمار في المجمعات الصناعية في الخارج.
وأوضحت أوبتين أن فخامة المعرض تجعل المشاركين يعتقدون أن المنصة ستصبح أكبر حجما وكفاءة.
ازدهار التعاون
يقود عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية في الإمارات، وفدا يحضر المعرض، حيث يتطلع الوفد إلى استشكاف المزيد من فرص التعاون في مجالات المالية والأغذية والطاقة المتجددة.
تُظهر الإحصاءات الرسمية أن حجم التبادل التجاري بين الصين والإمارات بلغ 45.92 مليار دولار في 2018، بارتفاع نسبته 12 بالمئة مقارنة بعام 2017. وشهد عام 2018 استثمار البلد الخليجي في 31 مشروعا وشركة في الصين.
إن التعاون المزدهر بين الصين والدول العربية يحقق المزيد من المنافع. وهذه بعض التصنيفات: أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لكل من الإمارات والسعودية والعراق؛ وأكبر شريك تجاري غير نفطي للكويت؛ وثاني أكبر شريك تجاري لمصر؛ وثالث أكبر شريك تجاري لقطر.
لقد تطورت المزيد من المشروعات في إطار مبادرة الحزام والطريق والشراكة الاستراتيجية المستشرفة للمستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.
وتشمل المشروعات الصينية في مدينة ينبُع السعودية بناء محطات طاقة بقدرة 660 ميجاوات تعمل بالنفط وبناء محطة لتحلية مياه البحر بطاقة 550 ألف متر مكعب.
وفي مدينة ورزازات المغربية، وهي بوابة البلاد إلى صحراء صَحارَى، بنت شركة (سيبكو 3) الصينية اثنتين من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ما ضخ مئات الملايين من قدرات الكهرباء في شبكة الكهرباء المغربية حتى يناير، ووفر أيضا أكثر من 13 ألف فرصة عمل للسكان المحليين على مدى ما يزيد على ثلاث سنوات.
وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية الفلسطينية أطلق مشروع صيني التمويل بقيمة 8 ملايين دولار في نوفمبر الماضي بهدف تعبيد تسعة طرق يصل طولها الإجمالي إلى أكثر من 7.5 كيلومتر لتخفيف حدة المشكلة المرورية هناك.
وفي محافظة الواسط شرقي العراق تقوم شركات صينية في الوقت الراهن ببناء محطة طاقة هائلة، هي الأكبر في البلاد، وهي مصممة لتوليد نحو 20 بالمئة من إجمالي حاجة العراق من الكهرباء.
وتتعاون الصين والدول العربية في بناء "طريق حرير فضائي" مع تطبيق نظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية الذي تم تطبيقه بالفعل في العديد من بلدان الشرق الأوسط مثل تونس والجزائر والكويت والسودان، لتحقيق قدر كبير من الدقة في مجالات الزراعة والاتصالات والمراقبة البحرية والإغاثة من الكوارث.
إن العلاقات السياسية القوية بين الصين والدول العربية هي الدعامة التي تساند تلك الإنجازات الاقتصادية. فقد أجرى الرئيس شي زيارتي دولة إلى كل من مصر والسعودية في 2016، والإمارات في 2018. ومن بين الزعماء العرب الذين زاروا الصين في السنوات الماضية الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العاهل السعودي والملك محمد السادس ملك المغرب.
وواصفا الدول العربية بأنها شريكة طبيعية للصين في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. قال شي خلال مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية في يوليو 2018 في بكين إن هذا التعاون ضخ حيوية في كل أبعاد العلاقات الصينية-العربية ودفع التعاون الصيني-العربي الشامل نحو مرحلة جديدة.
وقال عصام شرف، وهو الآن عضو لجنة شبكة تعاون المنظمات غير الحكومية لطريق الحرير، إن نجاح التعاون بين الصين والدول العربية والتنمية الصينية يُعزَى بشكل أساسي إلى الانفتاح الصيني ومبادرة الحزام والطريق.
وأشار شرف إلى أن الدول العربية والإفريقية تستطيع توسيع نطاق التعاون مع الصين والتعلم من الخبرة الصينية، في البنية التحتية مثلا، من خلال مبادرة الحزام والطريق.
افتُتح معرض الصين-الدول العربية في 2013 وأصبح منصة هامة للصين والدول العربية للدفع المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
وأعرب شي، في رسالة التهنئة، عن تطلعه إلى أن ينتهز الجانبان الفرصة ويسخرا إمكاناتهما في العمل معا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، بما يحقق تقدما أكبر يعود بالنفع على الشعب الصيني والشعوب العربية.