القاهرة 8 أغسطس 2019 (شينخوا) انتقد الدكتور ياسر جاد الله مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة حلوان المصرية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف الصين "متلاعبة بالعملة".
وصدر التصنيف الأمريكي بعد قرار بكين تخفيض عملتها المحلية مقابل الدولار الأمريكي، الذي أصبح يعادل أكثر من سبعة يوانات صينية.
وقال جادالله، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "لا نستطيع أن نقول إن هناك تلاعبا في العملة من قبل الصين، لأن التخفيض الذي حدث في قيمة اليوان الصيني ليس ضخما، كما أن قيمة العملة الصينية شأنها شأن أي عملة أخرى خاضعة للعرض والطلب".
وأضاف جادالله، وهو أستاذ اقتصاد بجامعة حلوان، أننا "نستطيع أن نصف دولة ما بأنها تتلاعب بالعملة عندما تقوم بتخفيض عملتها بنسبة كبيرة قد تصل إلى 25 % من قيمة العملة، لكن ما حدث للعملة الصينية مجرد "تغيير عادي".
ورأى أن تخفيض اليوان الصيني في هذا الوقت "أمر طبيعي جراء التضييق الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنتجات الصينية في السوق الأمريكية، حيث أدى قرار أمريكا فرض رسوم على هذه المنتجات إلى ارتفاع قيمتها في السوق الأمريكية، وبالتالي يقل الطلب عليها، وهو أمر يؤدي إلى أيضا تخفيض الطلب على العملة الصينية فيقل سعر العملة تباعا".
وأشار إلى أن الصين تثبت من خلال قرارها تخفيض العملة أنها تأثرت بالاحتكاك التجاري، الذي تسببت فيه أمريكا.
واعتبر أن قرار تخفيض قيمة العملة "خطوة ذكية"، ستكون لها آثار إيجابية على منتجات الصين في الأسواق الخارجية، لأن تخفيض العملة سيجعل أسعار المنتجات الصينية في الخارج أرخص، وبالتالي تكتسب شريحة أكبر من المستهلكين.
وتابع أن تخفيض عملة الصين سيجعل منتجاتها في الأسواق الخارجية أكثر تنافسية، ما سيؤدي إلى زيادة الصادرات الصينية.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تطلب من الصين، في إطار ممارسة الضغوط عليها، تخفيض عملتها لأن ذلك سيؤدي إلى تخفيض الديون الأمريكية الضخمة المستحقة للصين.
وأردف أنه من المفترض أن تسعد واشنطن بقرار الصين خفض قيمة اليوان أمام الدولار، لأن هذا القرار يعد "مكسبا" للولايات المتحدة الأمريكية، التي ستقل مديونيتها للصين.
واستدرك "لكن أمريكا لا تنظر إلى حجم المديونية في الوقت الحالي، وترى أن القرار الصيني يضر بمصلحة المنتجات الأمريكية".
ورأى أن قرار واشنطن تصنيف الصين "متلاعبة بالعملة" يأتى في إطار الاحتكاك الاقتصادي الذي تسببت فيه أمريكا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الاحتكاك إلى وقف صعود الصين اقتصاديا.