دمشق 5 يونيو 2019 /بعد سنوات من الحرب والخوف وحرمان الأطفال في سوريا من الذهاب إلى مدن الألعاب والحدائق العامة، يخرج معظم الأطفال اليوم للتمتع واللعب بأول أيام عيد الفطر، وسط حالة من الفرح والسلام بعودة الأمن والاستقرار لدمشق وريفها.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، وبعد أن أخذ الأطفال "العيدية"، وهى المصروف اليومي للاطفال في العيد، اتجه الأطفال إلى الحدائق العامة حيث انتصبت الاراجيح والألعاب الأخرى لقضاء أول أيام العيد بفرح غامر بعد سنوات من الحرمان والخوف بسبب سقوط القذائف العشوائية على أحياء دمشق وريفها .
وفي إحدى الحدائق في ضواحي دمشق وقف أبو سعيد (48 عاما) على الارجوحة التي نصبها يوم أمس الثلاثاء، وسط مجموعة من الأطفال وراح يهزها يمينا وشمالا وترفع امتارا في الهواء، ويردد اغنية شعبية، والأطفال يرددون خلفه ما يقول.
وقال أبو سعيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأربعاء) إن "دمشق في هذا العيد تعيش أجواء العيد الحقيقية التي غابت لسنوات بسبب ظروف الحرب"، مؤكدا أن الأطفال يفرحون عندما يركبون في الارجوحة.
وأشار إلى أنه يحاول ان يعيد طقوس العيد التي كانت على زمانه، وان ينقل لهم بعض التفاصيل، لافتا إلى أنه يغني لهم اغان تراثية كانت تردد في العيد لتبقى في ذاكرتهم .
من جانبه، أكد وائل الكريدي (45 عاما) وهو بائع ألعاب، وقد تجمع عشرات الأطفال حول طاولة ممتلئة بالألعاب، ان الأطفال يأتون إلى الحدائق المخصصة للعيد، ومعهم نقودا حصلوا عليها من اهاليهم لشراء بعض الألعاب التي تسليهم بعد عودتهم لمنازلهم.
وقال الكريدي لـ((شينخوا)) إن "العيد هو فرحة الأطفال، فهم يضفون رونقا خاصا للعيد"، مشيرا إلى أن أصواتهم وحركتهم العفوية في ساحة العيد تعطي للعيد نكهة خاصة.
وتابع "في السنوات السابقة لم يكن هناك طقوس للعيد، لان الأطفال لم يخرجوا لكي يلعبوا في الحدائق بسبب الظروف الأمنية " ، مؤكدا ان هذا العام الوضع مختلف كثيرا.
الطفلان احمد وعلاء البالغان من العمر 10 سنوات، وكانا بحلة جميلة ويلبسان ثياب العيد ويحملان مسدسين مع بعض الطلقات المطاطية، أشارا إلى انهما فرحان بالعيد.
وقال علاء وهو يحاول الصعود إلى الارجوحة إنه "بعد ان قدم التهنئة لوالديه، وتناول الطعام مع اسرته، خرج مع رفيقه احمد إلى الحديقة للاستماع ببعض الوقت.
وأضاف علاء الذي بدى الفرح على وجهه "أحب رفيقي احمد ، وسأقضي معه بعض الوقت في الحديقة ونلعب سويا ببعض الألعاب، وبعد ذلك سأذهب مع عائلتي إلى بيت جدي للمعايدة".
من جانبها، قالت رؤى الحجار (12 عاما) في السنوات الماضية لم نتمكن من الذهاب إلى الحدائق ومدن الألعاب، بسبب سقوط القذائف"، مشيرة إلى أن العيد كان حزينا قضيناه في البيت.
وتابعت تقول "اما الان فالوضع مختلف، فنحن نلهو ، ونقضي ساعات ونحن نتجول بين الألعاب ونشتري بعض المأكولات التي نحبها".
اما الاهل فقد عبروا عن سعادتهم بالفرحة التي ارتسمت على وجوه أطفالهم، بسبب ذهابهم للحدائق واللعب بالالعاب ، بعد سنوات من الحرمان بسبب الحرب التي تركت اثرا سلبيا على حياتهم.
وأكد أبو سليم (55 عاما) موظف حكومي جاء مع احفاده للحديقة التي نصبت فيه العاب العيد، ان وجود الأطفال بهذه الكثافة في الحديقة هو دليل على ان الأطفال يحبون الفرح ويتطلعون إلى قضاء أوقات ممتعة في هذه الألعاب.
وقال أبو سليم إن "عودة الامن والاستقرار لدمشق وريفها وعموم المحافظات السورية ساهم في إعادة طقوس العيد التي غابت لسنوات"، مبينا أنه مسرور جدا برؤية الفرح على وجوه الأطفال.