القاهرة 29 مايو 2019 / تسلمت مصر الثلاثاء الإرهابي الخطير هشام عشماوي، من الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، في ضربة موجعة للتنظيمات الإرهابية بسبب ما يمتلكه من "معلومات خطيرة" تجعل منه "كنزا" لأجهزة الأمن، بحسب محللين مصريين.
ورأى المحللون في تسلم القاهرة لعشماوي، رسالة بأن مصر لن تترك حق شهدائها، وخطوة تثير الرعب في قلوب المطلوبين أمنيا المقيمين في الخارج.
ووصل عشماوي ليل الثلاثاء/ الأربعاء إلى القاهرة على متن طائرة عسكرية مصرية برفقة عدد من أفراد القوات الخاصة المصرية، وذلك بعد زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
وبثت قنوات مصرية، لقطات مباشرة لعشماوي، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين يهبط من الطائرة في مطار القاهرة الدولي.
ويعد عشماوي (41 عاما)، وهو ضابط مفصول من الجيش المصري، أحد أبرز المطلوبين من قبل السلطات المصرية.
وتضم قائمة الاتهامات الموجهة لعشماوي، الاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، في سبتمبر من العام 2013، وفي اغتيال النائب العام السابق هشام بركات في يونيو من العام 2015، حسب وسائل إعلام مصرية.
وكان عشماوي المكنى بـ "ابوعمر المهاجر" ينتمي لجماعة "أنصار بيت المقدس"، قبل أن يعلن انشقاقه وتأسيس تنظيم "المرابطون في ليبيا" الموالي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في يوليو 2015.
وأعلن الجيش الوطني الليبي في أكتوبر 2018، القبض علي عشماوي، في مدينة درنة بشرقي البلاد قبل أشهر من تسليمه إلى القاهرة.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "تسليم الإرهابي هشام عشماوي لمصر خطوة تؤكد أن مصر لن تترك حق شهدائها، وترفع بالتأكيد الروح المعنوية لقوات الأمن المصرية".
وتخوض مصر حربا ضارية ضد الجماعات الإرهابية، التي نشطت بشدة عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في العام 2013، والتي نفذت سلسلة عمليات أودت بحياة العشرات من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين.
وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هذه الخطوة دليل على نجاح القيادة السياسية المصرية، مشيرا إلى تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) عقب استلام عشماوي.
ووجه السيسي، في تغريدته التحية "لرجال مصر البواسل الذين كانوا صقورا تنقض على كل من تسول له نفسه إرهاب المصريين"، وأكد أن " الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداء لأجل الوطن".
واعتبر فهمي أن تسليم عشماوى لمصر خطوة مهمة، متوقعا أن يكشف هذا الشخص لقوات الأمن المصرية عن معلومات والعمليات التي قام بتنفيذها في البلاد.
وأجاب على سؤال حول احتمال تنفيذ عمليات انتقامية في مصر ردا على استلام عشماوي، قائلا "اعتقد أن مصر الآن لم تعد تخشي أى طرف فى هذا الإطار، وقدراتها وإمكانياتها في مواجهة الإرهاب أصبحت كبيرة وعلى أعلى مستوى".
ورأى أن تسليم عشماوي للقاهرة "يؤكد أن مصر حاضرة بقوة فى المشهد الليبي، ويعكس عمق العلاقات المصرية مع الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، واستمرار التنسيق لمواجهة الإرهاب".
وتابع أن هذه الخطوة "سوف تؤدى إلى متانة أكبر في العلاقة بين مصر والمشير حفتر".
وشاطره الرأي الخبير الأمني جمال مظلوم، قائلا إنه "دون شك تسليم عشماوي رسالة للجماعات الإرهابية بأن مصر لن تترك حق شهدائها".
وأضاف مظلوم أن "هذه العملية سوف ترعب العملاء فى الخارج، لأن نهايتهم يمكن أن تكون مثل عشماوي، وستجعل كل واحد منهم يفكر كثيرا في مصيره".
وتطالب القاهرة باستمرار كل من السودان وتركيا أيضا بتسليم عناصر مصرية مطلوبة أمنيا تتواجد على أراضيهما.
وأردف مظلوم، وهو عسكري متقاعد برتبة لواء، "لا أستبعد تنفيذ عملية انتقامية من جانب الجماعات الإرهابية، لكن الأجهزة الأمنية يقظة".
وأوضح لـ "شينخوا"، أن تسليم عشماوي جاء في إطار العلاقات القوية والمميزة بين القاهرة والمشير حفتر.
وزار حفتر القاهرة في التاسع من مايو الجاري، حيث استقبله الرئيس السيسي.
وأكد السيسي خلال اللقاء "دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية، وتهيئة المناخ للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، على نحو يلبي تطلعات الشعب الليبي".
وكانت هذه الزيارة هي الثانية لحفتر إلى القاهرة خلال شهر، حيث سبق أن زارها في 14 أبريل الماضي.
بدوره، وصف اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، عشماوي بـ "الكنز" بالنسبة لأجهزة الأمن، لما لديه من معلومات خطيرة عن التنظيمات الإرهابية.
وقال إن عشماوي "أحد أخطر رؤوس الإرهاب"، وعملية تسلميه لمصر ضربة موجعة للتنظيمات الإرهابية لأنه سيكشف عن معلومات بشأن العديد من الخلايا الإرهابية في مصر.