الدوحة 2 يونيو 2019 /أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء اليوم (الأحد) تحفظ بلاده على "عناصر" في بياني قمتي مكة الخليجية والعربية اللتين عقدتا يوم الخميس الماضي.
ونقلت قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية عن الشيخ محمد بن عبدالرحمن، "تحفظنا على عناصر في بياني قمتي مكة الطارئتين لأنهما لم يقرا وفق الإجراءات المعهودة".
وتابع أن "البيانين أدانا إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها"، معتبرا أنهما "تبنيا سياسة واشنطن تجاه إيران وليس سياسة تضع جيرتنا معها بالاعتبار".
وذكر الوزير القطري أن بيان القمة الخليجية تحدث عن خليج موحد، متسائلا "لكن أين هو في ظل استمرار حصار قطر"، في إشارة إلى المقاطعة التي تفرضها ثلاث دول خليجية هي السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر على الدوحة منذ الخامس من يونيو عام 2017.
ولفت إلى أن الدول التي تقاطع بلاده "ضغطت" على أطراف إقليمية للوقوف ضد الدوحة، وأن الصومال "يُعاقب لعلاقته معنا".
وبالحديث عن الشأن الليبي، ذكر أن بلاده تدعم حكومة الوفاق الليبية، قبل أن يستدرك القول إن هناك دولا، لم يسمها، تعترف بحكومة الوفاق لكنها تدعم قوات أخرى.
وعن بيان القمة الإسلامية التي عقدت بالتزامن مع القمتين الخليجية والعربية، قال وزير الخارجية القطري إن بيانها الختامي كان ليغفل القضية الفلسطينية لولا طلب من الوفد الفلسطيني، مشددا على أن بلاده "لا توافق على ما يناقض ثوابت القضية الفلسطينية ولن نقبل بتجاوز الفلسطينيين".
وكان التلفزيون العربي، ومقره الرئيسي لندن، قد نقل في وقت سابق اليوم تصريحات للوزير القطري قال فيها إن "قطر تتحفظ على بياني القمتين العربية والخليجية لأن بعض بنودهما تتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة".
وأضاف آل ثاني في تصريحاته، التي نقلتها القناة في سلسلة تغريدات على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن بياني القمتين الخليجية والعربية كانا جاهزين مسبقا ولم يتم التشاور حولهما.
وذكر أن قمتي مكة تجاهلتا القضايا المهمة في المنطقة كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن، مستطردا "كنا نتمنى من قمم مكة أن تضع أسس الحوار لخفض التوتر مع إيران".
وفي مقطع فيديو للمقابلة أكد الشيخ محمد أن بلاده لم تتبن البيانات الختامية الصادرة عن القمة وأنها أبدت تحفظها بعد صدور البيانات، مشيرا إلى أن "البيانات لم تصدر بالتشاور مع كل الدول وإنما كانت جاهزة، وهذا لا يعمل به عادة في بروتوكولات القمم".
وأوضح أنه إذا كانت هناك دول تعترض على بعض عناصر البيان فلها أن ترسل تحفظها بعد إصداره، وهذا الإجراء المتعارف عليه سواء في مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية.
وسبق التحفظ القطري، الذي يجيء الإعلان عنه بعد مرور ثلاثة أيام على انعقاد القمتين، تسجيل العراق اعتراضه على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة الذي ندد بسلوك إيران وتدخلاتها في المنطقة.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد دعا في 18 مايو الفائت إلى عقد قمتين طارئتين عربية وخليجية في 30 من الشهر ذاته، لبحث تداعيات هجمات الحوثيين على منشآت نفطية سعودية وتعرض أربع سفن، بينها ناقلتا نفط سعوديتان، للتخريب قبالة سواحل الإمارات.
وعقدت القمتان بالتوازي مع قمة منظمة التعاون الإسلامي التي كان من المقرر سلفا مشاركة زعماء الدول العربية والإسلامية فيها في 31 مايو الماضي.
وشاركت قطر في القمم الثلاث بوفد رفيع المستوى ترأسه رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، وهو أرفع مسؤول قطري يزور السعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية بين الدوحة وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل عامين.