الجزائر 9 أبريل 2019 /دعا الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح مساء اليوم (الثلاثاء) إلى التعجيل في إنشاء هيئة مستقلة لتنظيم الإنتخابات في إطار الشفافية والنزاهة من أجل بناء نظام سياسي جديد بالتعاون مع الطبقة السياسية.
وقال بن صالح في خطاب للأمة نقله التلفزيون الرسمي، إن توليه رئاسة البلاد "مهمة دستورية لا تعدو أن تكون ظرفية يتعين عليّ الإضطلاع بها، وفقا لما يمليه عليّ واجبي الدستوري".
وتعهد بن صالح عزمه القيام بهذه المهمة "بتفان ووفاء وحزم خدمة لمصلحة شعبنا الأبي واسهاما مني في تجسيد تطلعاته المشروعة والمسموعة".
واعتبر أن المسيرات التي شهدتها الجزائر "فتحت لبلادنا أفقا ديمقراطيا جديدا".
وأعرب الرئيس المؤقت عن إعجابه بالمسيرات الشعبية التي طالبت "بالتغيير والإصلاح" واصفا إياها "بالوثبة التاريخية".
ودعا إلى استجماع "الشروط، كل الشروط، لإجراء انتخاب رئاسي شفاف ونزيه نكون جميعا أمناء عليه، ويتيح لشعبنا تجسيد إرادته السيدة وتكريس خياره بكل حرية".
وأكد عزمه "بالتشاور مع الطبقة السياسية والمدنية" على القيام "من باب الأولوية والإستعجال بإحداث هيئة وطنية جماعية سيدة في قراراتها تعهد لها مهمة توفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة والإضطلاع بالتحضير لها وإجرائها".
كما أكد أن الحكومة والمصالح الإدارية المعنية ستقوم بدعم هذه الهيئة المستقلة "في أداء مهامها بكل حرية ومرافقتها".
ودعا الجميع إلى التعاون من أجل "أن نبني معا هذا الصرح القانوني الذي سيمهد لبناء نظام سياسي جديد كليا يكون في مستوى تطلعات شعبنا".
وحيا بن صالح "احتكام" قيادة الجيش التي وصفها بالحكيمة "للدستور كمرجعية وحيدة من أجل السماح لشعبنا من تحقيق تطلعاته وتجاوز الأزمة الراهنة".
واعتبر أن الجزائر تخطو اليوم "صوب منعرج حاسم" من مسارها.
وقال "إن بلادنا مقبلة على خوض منعرج يتمثل مبتداه في مرحلة حاسمة مآلها الدستوري تسليم السلطات إلى رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا، وذلك في ظرف زمني لا يمكن أن يتعدى التسعين يوما اعتبارا من تنصيبي بصفة رئيس الدولة".
وشدد على أنه بحكم أن الدستور يمنعه كرئيس مؤقت الترشح لرئاسة الجمهورية لاحقا فإن طموحه "الوحيد هو القيام بالمهمة الملقاة على عاتقي بأمانة".
وقال إن يده الممدودة للجميع "صادقة الوعد، حسنة النية، أمدها للجميع لتجاوز الإختلافات والتوجسات" من أجل "التوجه نحو عمل جماعي تاريخي في مستوى رهانات المرحلة، قوامه التعاون والتكافل والتفاني للوصول إلى الهدف الأساسي وهو وضع حجر الزاوية لجزائر المرحلة المقبلة".
وشدد على أن اختيار رئيس الجمهورية القادم "سيكون اختيارا حرا" من أجل "فتح المرحلة الأولى من بناء الجزائر الجديدة".
وأعرب عن قناعته بأن "مؤسسات البلاد جميعها ستلتزم تمام الإلتزام بإطلاق هذا المشروع الوطني".
ودعا بن صالح الجميع إلى "تجند أكبر" من أجل "مجابهة الرهانات العاجلة والجمة، التي لا مفر لبلادنا لمواجهتها، لاسيما تلك المرتبطة بأمننا القومي والجهوي (الإقليمي) ، ورهان اصلاحاتنا الإقتصادية والمالية والمؤسساتية العميقة".
وأعلن البرلمان الجزائري اليوم رئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) عبد القادر بن صالح، رئيسا مؤقتا للبلاد اثر مصادقته على الشغور النهائي لمنصب الرئاسة.
وصوت 453 نائبا من إجمالي 455 حضروا جلسة البرلمان بغرفتيه، التي بثها التلفزيون الجزائري الرسمي، اليوم بالمصادقة على الشغور النهائي لمنصب الرئاسة.
ويأتي تولي بن صالح رئاسة الجزائر مؤقتا بعد أسبوع من استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل على خلفية مسيرات ضخمة تطالب منذ 22 فبراير بتغيير النظام السياسي جذريا.