رام الله 9 أبريل 2019 /قال مسؤولون فلسطينيون وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنهم لا يعولون على الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي انطلقت اليوم (الثلاثاء) ولا يراهنون على نتائجها.
وفتحت صباح اليوم مراكز الاقتراع أمام الناخبين في إسرائيل للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست (البرلمان) الحادية والعشرين.
وتستمر عملية التصويت حتى العاشرة ليلا.
وصرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الجانب الفلسطيني لايعول بالمطلق على الانتخابات البرلمانية في إسرائيل وليس لديه أي رهان على نتائجها".
واعتبر مجدلاني أن الانتخابات الحالية في إسرائيل "تكرس تصدر اليمين المتطرف للمشهد الحاكم في إسرائيل، والتي تقوم سياسة أحزابه على منع قيام دولة فلسطينية مستقلة ورفض تقسيم القدس وحل الدولتين والتمسك بالاستيطان".
ورأى مجدلاني أن حزب "الليكود" الحاكم أو منافسه المباشر حزب "المناعة لإسرائيل"، هما "وجهان لعملة واحدة في محاربة الحقوق الفلسطينية ولا يمكن التعويل عليهما في صنع السلام".
وقال نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية لـ(شينخوا) إن الانتخابات الإسرائيلية الحالية "مختلفة عن أية انتخابات سابقة بفعل سيطرة أحزاب اليمين المتطرف على المشهد".
وأضاف شعث "في هذه الانتخابات لا وجود لليسار، والمرشحون الآن يتسابقون على من هو الذي سينقض على الفلسطينيين بشكل أكبر أو يقوم بضم مستوطنات ومصادرة أراضي أكبر".
وذكر أن المعركة الانتخابية في إسرائيل "تقوم فقط على دعم الاستيطان ومنع قيام دولة فلسطينية، وبالتالي لا نتوقع الكثير من نتائج هذه الانتخابات".
وأعرب شعث عن مخاوف فلسطينية "من سباق الأحزاب المتنافسة في إسرائيل على من سيقدم أكثر لليمين المتطرف من مستوطنات ومصادرة أراض واستهداف للفلسطينيين".
ويخوض الانتخابات أكثر من 40 حزبا وقائمة. في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي العام إلى أن نحو ثلث هذا العدد فقط سيتجاوز نسبة الحسم.
من جهته، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم لـ(شينخوا)، إن الحركة "غير معنية بانتخابات إسرائيل البرلمانية ولا يهمها من سيفوز لأن جميع قادة إسرائيل هم أعداء للشعب الفلسطيني ولحقوقه".
ووفقا لعدد من استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات، فإن حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحالف (أبيض أزرق) بقيادة قائد الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس، سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد.
وأضاف قاسم أن "الأهم من الشأن الإسرائيلي الداخلي وطروحات الأحزاب الإسرائيلية اتخاذ خطوات فلسطينية جدية لتوحيد النظام السياسي الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي انتصارا للقضية والحقوق الفلسطينية".
وفي السياق قال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ(شينخوا)، إن الفلسطينيين "لا يراهنون على أي تغيير في إسرائيل نتيجة للانتخابات التي تجري اليوم".
وأضاف البرغوثي "لا نرى فرقا بين الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة والتي تدعم استمرار الاحتلال والاستعمار الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية".
واعتبر أنه "لا أمل يُرجى للفلسطينيين من انتخابات إسرائيل، فالمنافسة الرئيسية بين عنصريين يمينيين متطرفين، وعنصريين يمينيين متطرفين أيدي معظمهم ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يتزعم حزب الليكود الحاكم بضم كل المستوطنات الاسرائيلية "ما يعني ضم الضفة الغربية بكاملها وتحطيم إمكانية قيام دولة فلسطينية".
كما أشار البرغوثي إلى تصريحات المنافس الرئيسي لنتنياهو رئيس حزب "المناعة لإسرائيل" بيني غانتز، بشأن رفض تقسيم القدس ورفض حل متفاوض عليه ورفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة والإصرار على إجراءات أحادية إسرائيلية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أعرب في وقت سابق اليوم عن أمله في أن تفرز الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية حكومة إسرائيلية تؤمن بالسلام.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عباس قوله للصحفيين عقب افتتاح أحد الأقسام في مستشفى "الاستشاري" في مدينة رام الله تعقيبا على الانتخابات الإسرائيلية، "نحن نتابع كل شيء يحدث في العالم، وبالذات ما يجري عند جيراننا".
وتابع "كل ما نأمله أن يسيروا في الطريق الصحيح للوصول إلى السلام".
وأضاف عباس، "ليفهم الإسرائيليون أن السلام مصلحة لنا ولهم وللعالم أجمع (..) وندعوهم إلى القدوم إلى طاولة المفاوضات".
وأكد أن الجانب الفلسطيني يديه دائماً ممدودة للمفاوضات ولكن "لن نفرط بحقوقنا".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس من العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون التوصل إلى أي اتفاق لحل الصراع الممتد منذ عدة عقود.