الرئيس اللبناني يحذر من إمكانية انتقال اللاجئين السوريين إلى أوروبا

بيروت 9 أبريل 2019 /حذر الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الثلاثاء) من انتقال اللاجئين السوريين إلى أوروبا في حال استمر بقاؤهم في ظل "الوضع الاقتصادي السيء" في لبنان.

وعقد عون اليوم في قصر بعبدا محادثات رسمية مع الرئيس البلغاري رومين راديف، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وملف النزوح السوري و"الاعتداءات" الإسرائيلية، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.

وقال عون في مؤتمر صحفي مشترك مع راديف عقب المحادثات، بشأن تأثير النازحين السوريين على بلغاريا وكيفية تقديم المساعدة للبنان لمواجهة المشاكل الحادة "إن المشاكل الحادة لم تنتقل بعد إلى بلغاريا".

وتابع "أخشى أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه لجهة بقاء النازحين وفي ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه اللبنانيون أن ينتقلوا باتجاه أوروبا".

وأضاف عون "لذلك فإن مساعدتنا تساهم في حل الكثير من المشاكل بالنسبة إلى أوروبا، ولبنان يعيش وضعا اقتصاديا سيئا قد يؤدي إلى صدامات محلية، فكلما ضاقت وسائل العيش زادت المشاكل".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه أطلع نظيره البلغاري على "الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود أكثر من مليون و800 ألف نازح على أراضيه" منذ اندلاع الحرب في سوريا.

واعتبر "أن مواجهة أعباء النزوح السوري، هي مسؤولية دولية مشتركة"، داعيا إلى ضرورة "العمل سريعا على وضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودة آمنة لهم إلى بلادهم".

بدوره، قال الرئيس البلغاري في هذا السياق، إنه أبلغ الرئيس عون "بطالبة بلغاريا بتعهد الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الجهود لدعم الدول التي تولد موجات اللاجئين".

وتابع "أن الدعم المالي مهم لكنه غير كاف، ويجب على أوروبا الاهتمام بسيادة الأمن في الدول التي ينزح منها اللاجئون".

وأكد أن "العودة إلى الدار هو حق مطلق لكل لاجئ، وفي نفس الوقت من الحقوق السيادية للبنان أن يقرر متى بإمكان النازحين المتواجدين على أرضه أن يعودوا إلى بلدهم".

لكنه لفت إلى أن "النازحين العائدين. يجب أن يتمتعوا بالحد الأدنى من الضمانات لحياتهم وأمنهم".

وناشد راديف "الاتحاد الأوروبي إيجاد حل سريع للأزمة داخليا ليتمكن ملايين النازحين، الذين انتشروا في العالم من العودة إلى ديارهم، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك".

ولفت الرئيس البلغاري إلى أن بلاده تتعاون مع لبنان في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والهجرة المنظمة، متعهدا بالاستمرار في هذا التعاون.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، قال راديف إنه تناول مع عون العلاقات الثنائية "وبحثنا إمكانيات جديدة".

وتابع "لا نرضى بـ175 مليون دولار إجمالي قيمة التبادل التجاري"، لافتا إلى أن ممثلين عن الحكومة ورجال الأعمال يرافقونه ل"بحث الأشكال الجديدة للتعاون".

وأوضح "لا يجوز أن نستمر في الاعتماد على التجارة المتبادلة فقط، بل علينا البحث عن طرق لتنظيم الانتاج المشترك".

وقال ‏الرئيس البلغاري "ننظر إلى لبنان كبوابة لنا إلى الشرق الأوسط"، مضيفا أن بلغاريا يمكن أن تكون بوابة لبنان إلى الاتحاد الأوروبي.

وتعهد بافتتاح خط مباشر للطيران بين لبنان وبلغاريا، مما سيفسح المجال أمام المواطنين ورجال الأعمال لمزيد من التعاون.

بدوره، أعرب الرئيس اللبناني عن تطلعه إلى "فتح أسواق بلغاريا أبوابها أمام الصادرات اللبنانية وإلى إمكانية الاستثمار في قطاع النفط والغاز اللبناني".

وبدأ الرئيس البلغاري اليوم زيارة رسمية إلى لبنان تستغرق يومين، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين ويشارك في افتتاح "منتدى رجال الأعمال البلغاري /اللبناني".