بكين 27 مارس 2019 / قال أكاديمي صيني مخضرم إن تصريحات ترامب التي خرجت عبر تغريدة له مؤخرا وتدعو إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة تعتبر خطوة من جانب واحد وتمثل عدم احترام للتاريخ.
وذكر سون ده قانغ، نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، أن سلوك ترامب ليس له أي أثر قانوني ويعد خرقا للقرارات الدولية الأممية المتعلقة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، مضيفا أنه يشكل صدمة للمجتمع الدولي ويمثل خرقا للنظام والقانون الدوليين.
وسلط سون الضوء على ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ أمس الثلاثاء بأن "هضبة الجولان أرض محتلة باعتراف دولي وأن مجلس الأمن الدولي اتخذ عدة قرارات تدعو إلى انسحاب إسرائيل منها ...وأن الصين تعارض أي إجراء من جانب واحد من شأنه تغيير الحقائق ولا ترغب في رؤية مزيد من التصعيد للتوتر في المنطقة".
وألمح سون إلى أن تغريدة ترامب هذه تعد "خطوة أحادية" من جانبه تعطي الأولوية لشعار "أمريكا أولا" وتظهر تمسك واشنطن بهذا الشعار حتى مع حلفائها في المنطقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تصريحات ترامب بشأن الجولان تبرز بوضوح تناقض سياسة الولايات المتحدة مع بعضها البعض.
وأضاف سون أن "هذا التناقض يتضح من قيام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بجولتين شرق أوسطيتين في الأشهر الأخيرة قيل أنهما تهدفان إلى توطيد العلاقات مع الحلفاء الإقليميين، في الوقت الذي قال فيه ترامب إنه قد حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة"، منوها إلى أن هذا التناقض سيؤدى إلى زعزعة الثقة في الولايات المتحدة بالمنطقة وإثارة قلق الشعوب العربية من أن تصدر تصريحات أخرى من الولايات المتحدة بشأن السيادة على أراض عربية محتلة أخرى.
ومن ناحية أخرى، قال سون إن إعلان ترامب هذا يهدف من ناحية إلى دعم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة وخاصة في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو حاليا، ومن ناحية أخرى إلى مساعدة ترامب على كسب التأييد عند حدوث حالة شد وجذب بين مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، ومن ثم فإن تصريحات ترامب لا تفيد أحدا سوى كلاهما وفي المقابل تهمل مشاعر ومصالح الدول العربية وشعوبها.
كما ذكر سون إن خطوة ترامب هذه تضفي حالة من عدم اليقين على عملية السلام في الشرق الأوسط وخاصة مع اقتراب الإعلان عن تفاصيل ما يسمى بـ"صفقة القرن"، مشيرا إلى أهمية إحياء عملية السلام والتي تناولها وو هاي تاو نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة في تصريحات له أمس وأشار فيها إلى إصرار الصين علي حل الدولتين باعتباره الحل الأساسي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وإلى أن أي مبادرة جديدة يجب أن تسهم في تحقيق حل الدولتين.
ولا شك أن المثابرة على الحوار السياسي هي أفضل وسيلة لحل النزاعات، وأن أي قرار أو محاولة من جانب واحد لتغيير الوضع الراهن من أجل كسب مصالح ذاتية لن يؤدى سوى إلى مزيد من الاستياء والفوضي. /نهاية الخبر/