أشار تقرير صدر يوم الأحد عن جمعية أبحاث النوم الصينية، قبيل يوم النوم العالمي الذي يصادف يوم 21 مارس، إلى أن أكثر من 60 % من الأطفال والمراهقين الصينيين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، مما يعرضهم إلى مخاطر صحية.
يذكر أن حوالي 63 % من الأطفال الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 سنة ينامون أقل من ثماني ساعات في اليوم. فما تصل هذه النسبة إلى 81% بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا.
استند التقرير إلى دراسة استقصائية أجريت في نهاية العام الماضي وشهر يناير من العام الحالي، شملت ما يقرب من 70000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 سنة، في البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ وماكاو وتايوان.
وتوصل التقرير أن الأعباء الدراسية وانتشار استعمال الأجهزة الإلكترونية كانا سببين رئيسيين في نقص معدلات النوم عند الأطفال. حيث يسهر 8.4 % من الأطفال الصينيين إلى مابعد الساعة الحادية عشر مساءً، من الإثنين إلى الخميس لإتمام واجباتهم المدرسية.
ووجد الاستطلاع أن أكثر من 41 % من الأطفال والمراهقين الذين يعانون نقصا في ساعات النوم، يستخدمون الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف المحمولة، وأن الأطفال الذين يشاهدون ابائهم يستخدمون الأجهزة اللوحية هم الأكثر عرضة لنقص ساعات النوم.
وقال التقرير إن عوامل أخرى مثل الضوضاء والتلوث الضوئي قد أسهمت في تعزيز هذه المشكلة.
كما أظهر الاستطلاع أن النوم الجيد يؤدي إلى كفاءة أعلى في الدراسة، فالطلاب الذين ينامون لفترة أطول ينهون واجباتهم المدرسية عمومًا في ساعتين أوثلاث ساعات يوميًا، بينما يحتاج الذين لايحصلون على نوما كفيا من أربع إلى ست ساعات.
وقالت قاو شويمي ، نائب رئيس جمعية أبحاث النوم، إن الدراسات قد أظهرت بأن انخفاض وقت النوم لدى لأطفال والمراهقين مثّل اتجاها عالميا خلال السنوات العشر الماضية، ولكن المشكلة تبدو أسوأ في شرق آسيا، بما في ذلك الصين ، ويرجع ذلك لحد كبير إلى ثقل أعباء الواجبات الدراسية.
وأضافت قاو: "إن قلة النوم لدى الأطفال والمراهقين تحتاج إلى الإهتمام، لأنها من الممكن أن تؤثر بشكل خطير على صحتهم ونموهم"، مشيرة إلى أن الأطفال يحتاجون للنوم 8 ساعات في اليوم على الأقل.
في هذا الصدد، قال تشاو تشونغ شين، الأستاذ المتخصص في علاج اضطرابات النوم بمستشفى شانغهاي تشانغتشنغ، إن الحصول على قسط كاف من النوم أمر بالغ الأهمية.
وقال "إن النوم يعزز النمو ويحمي المخ ويقوي الجهاز المناعي، أما الحرمان من النوم على المدى الطويل فيجلب مخاطر الأمراض مثل الخرف ويسبب أضرارا صحية دائمة".
من جانبه، قال وانغ جوانغ هاي، عضو الجمعية الصينية لأبحاث النوم والمستشار النفسي، إن الاستعمال المفرط للمنتجات الإلكترونية في الصين يحرم الأطفال والمراهقين من وقت النوم.
وقال "بعضهم يستعمل الألواح الإلكترونية لأكثر من أربع ساعات في اليوم. لقد أصبحت مشكلة خطيرة تؤثر على صحة القاصرين".
واقترح وانغ أن تتخذ سلطات التعليم المحلية في جميع أنحاء الصين المزيد من الإجراءات لمساعدة الطلاب في الحصول ساعات أطول من النوم، بما في ذلك تأخير انطلاق الفصول الصباحية بنصف ساعة.