شرم الشيخ، مصر 7 مارس 2019 /رأى مسئولون ومحللون مصريون، أن هناك طفرة وزخما في التعاون الثقافي بين مصر والصين، وأرجعوا هذا الأمر إلى "العلاقات المتنامية" بين البلدين في عهد الرئيسين شي جين بينغ وعبدالفتاح السيسي، وتشابه الحضارتين المصرية والصينية.
وتشارك الصين حاليا كضيف شرف في مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، الذي بدأت فعالياته السبت الماضي، حيث عرضت عدة أفلام صينية، كما قدمت فرقة صينية عروضا راقصة وموسيقية على هامش المهرجان.
وفي فبراير الماضي، شاركت الصين في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، في حين نظمت في أواخر يناير الفائت سلسلة فعاليات في القاهرة والأسكندرية وشرم الشيخ احتفالا بعيد الربيع الصيني، وتخلل ذلك مسابقة لرياضة قوارب التنين في القاهرة.
وقبل ذلك، أرسلت بكين أول بعثة أثرية صينية إلى مصر، حيث تقوم البعثة بترميم معبد مونتو في الأقصر، جنوب القاهرة.
وفي هذا الصدد، قال محمد رمضان المسؤول الإعلامي بقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، إن هناك طفرة في الفعاليات الثقافية التي تنظمها الصين في مصر، بما يعكس تصاعد التعاون الثقافي بين البلدين.
وعزا رمضان في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، هذه الطفرة إلى "العلاقات المتنامية" بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
كما أرجعها إلى "التاريخ المشترك" بين مصر والصين، اللتين تمتلكان حضارتين قديمتين، فضلا عن وجود "تواصل حقيقي بشكل جيد" بينهما.
وتابع أن الصين دولة لها عمق تاريخي وتراث قديم، وتحترم ذلك في مصر التي تملك أيضا تاريخا وحضارة كبيرة.
وأردف أن مردود الفعاليات الثقافية الصينية في مصر "إيجابي ورائع"، لكنه يحتاج إلى تسليط الضوء الإعلامي عليه بالشكل الذي يليق به حتى يصل أكثر إلى الناس.
وأشار رمضان إلى أن مصر شاركت أيضا في فعاليات عديدة في الصين، حيث كان هناك إقبال كبير على مشاهدة الأنشطة المصرية.
ونوه بأن فرقة رضا للفنون الشعبية قدمت عرضا في إحدى ساحات شانغهاي وشاهده أكثر من ستة آلاف مواطن صيني.
واقترح رمضان توقيع بروتوكول بين مصر والصين لتبادل إذاعة أفلام سينمائية مترجمة ومواد وثائقية عن تاريخ البلدين في وسائل الإعلام بالبلدين، من أجل تعريف كل من الشعبين بثقافة الآخر.
من جهته، اعتبر سامي القمحاوي وهو باحث فى الشأن الصيني أن العلاقات الثقافية بين مصر والصين "قديمة ومتجذرة"، حيث تعود إلى سنوات طويلة منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبكين، وحتى قبل ذلك من خلال طريق الحرير فى العصور القديمة.
وأضاف القمحاوي لـ "شينخوا"، أن العلاقات الشعبية تشكل جزءا كبيرا جدا من العلاقات بين مصر والصين، والمكون الأساسي لها هو الثقافة والعادات والتقاليد، وبكل تأكيد الفعاليات الصينية في مصر لها أثر كبير فى تزايد التعاون الثقافي بين البلدين.
وتابع أن "تصاعد وتيرة التعاون الثقافي انعكاس لتحسن العلاقات السياسية، فمنذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين في عام 2014 شهدت العلاقات طفرات كبيرة فى المجال الثقافي.. وما يحدث الآن حلقة طويلة ومميزة بين البلدين".
وأشار إلى تزايد عدد المصريين الذين يدرسون اللغة الصينية سواء في الجامعات المصرية، حيث يوجد حاليا 11 جامعة بها أقسام لتعليم اللغة الصينية، أو في الصين حيث يدرس هناك أكثر من ألف مصري.
ورأى أن آفاق التعاون الثقافي بين القاهرة وبكين "جيدة جدا ومبشرة"، خاصة أن "الصين ومصر لديهما خصوصية حضارية، باعتبارهما أقدم حضارتين فى العالم، وهناك تشابه كبير بين هاتين الحضارتين، كما أن هناك حركة نشيطة جدا للترجمة المتبادلة بين البلدين ما يعنى مزيدا من التقارب".
أما الدكتور ناصر عبد العال المستشار السابق بسفارة مصر في الصين، فرأى أن التعاون الثقافي بين البلدين يشهد زخما، وتوقع أن يستمر هذا الزخم بقدر أكبر لاسيما من جانب الصين التي ترغب في الوصول إلى قلوب المصريين.
وأكد أن الفعاليات الصينية التي تتم فى مصر تعزز التعاون الثقافي الثنائي، الذي بدوره يزيد مستوى الصداقة والود بين الشعبين.
وتابع أن وتيرة التعاون الثقافي بين مصر والصين تتصاعد بوضوح، خاصة أن الأخيرة تتبنى سياسة المصير المشترك للبشرية، وهذه السياسة لن تأتى ثمارها إلا من خلال التواصل الفكري والمعرفي والثقافي بين الشعوب، لذلك تتبنى الصين خطة طموحة لتنمية العلاقات الثقافية مع دول العالم، وعلى رأسها مصر، التي تملك حضارة كبيرة وتعد بوابة أفريقيا.
وقال إن "الرصيد الهائل بين الشعبين المصري والصيني هو رصيد حضاري فى المقام الأول، خاصة أن التواصل الحضاري امتد لأكثر من ألفي عام عن طريق الحرير البحري والبري، كما أن أساس العلاقات الثنائية متين وتحسن بقوة فى عهد الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي، بما مثل أرضية قوية وصلبة للتواصل بين الشعبين".
وشاطره الرأي المخرج مجدي أحمد علي رئيس مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، بقوله إن التعاون الثقافي بين مصر والصين ازداد جدا في الآونة الأخيرة.
واستدرك " لكن هذا التعاون يمكن أن يكون أكثر من ذلك عشر مرات، ومازال الوقت مبكرا للوصول إلى المستوى المطلوب".
وأشاد بالمشاركة المتميزة للصين كضيف شرف في مهرجان شرم الشيخ.