القاهرة أول مارس 2019 /رأى المخرج الصيني شيه في ، أن تطوير صناعة السينما في بلاده سار بشكل مُرض على مدار الـ 15 عاما الماضية، لكن ما زال أمامها طريق طويل لجذب المزيد من الجمهور الصيني.
وقال شيه، الحائز على جوائز سينمائية، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، "أنا راض عن مستوى تطوير صناعة الأفلام الصينية على مدار الـ 15 عاما الماضية، والإنجازات الحالية في صناعة السينما الصينية تعد انتصارا للإصلاح".
وأضاف أنه على الرغم من رضائه العام عن التقدم الحالي في صناعة السينما الصينية، إلا أن "هذا التقدم غير كاف بالنسبة لدولة يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليار نسمة".
وتخرج شيه، البالغ من العمر 77 عاما، في أكاديمية بكين للسينما، وحصد جائزة الدب الفضي في مهرجان السينما العالمية ببرلين في عام 1990 عن فيلمه "الجليد الأسود"، وكذلك جائزة الدب الذهبي في نفس المهرجان في عام 1993 عن فيلم "صانعة زيت السمسم".
وتابع المخرج الصيني، "لقد تبنت الحكومة العديد من السياسات الإصلاحية المتعلقة بصناعة السينما، ونتيجة لذلك فإن صناعة الأفلام انتعشت وتزايدت أعداد شاشات العرض لتصل إلى 60 ألف في الدولة".
وأبدى شيه أسفه لأن معظم الصينيين غير مهتمين بالذهاب للسينما، لكنه أشار إلى أن عدد جمهور السينما في بلاده يتزايد كل عام.
وقال إنه "في المتوسط، يرتاد أفراد الشعب الصيني دور السينما مرة في العام، مقارنة بأربع مرات في كوريا الجنوبية على سبيل المثال"، وأوضح أن ارتفاع سعر التذاكر يعد أحد أسباب ابتعاد الناس عن الذهاب للسينما.
وأردف أن "عدد الناس الذين يذهبون لمشاهدة الأفلام في الصين أقل من عددهم في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يصل عدد سكانها 300 مليون شخص"، منوها بأن نحو 100 مليون صيني فقط مهتمون بمشاهدة الأفلام السينمائية.
وتابع المخرج الصيني، أن الأشخاص الذين ينتمون للطبقة المتوسطة وكبار السن يفضلون مشاهدة التلفزيون وعدم الذهاب إلى السينما على الإطلاق، في حين أن المراهقين مشغولون بدراستهم، وليس لديهم وقت كاف للقيام بأشياء أخرى.
واستطرد أنه "من بين التحديات التي تواجه تطوير الفيلم الصيني هو الافتقار للأفكار الجيدة والشيقة، علاوة على ارتفاع سعر التذاكر، والتركيز على جذب الشباب في سن العشرينات الذين يعيشون في المناطق الحضرية كهدف رئيسي بدلا من التركيز على جميع الأعمار السنية".
وواصل "لذلك نحن في حاجة لتعزيز الإصلاح في صناعة السينما، لترويج التنوع في دور العرض، وما زال الطريق طويلا لتحقيق ذلك".
ورأى المخرج الصيني الشهير، أن الأفلام الثقافية الجيدة ليست سهلة في التصوير، وكذلك أفلام الترفيه الشعبية التي تتطلب مهارات فنية وقدرات غير اعتيادية، إلى جانب استثمارات ضخمة في رؤوس الأموال والإنتاج المرئي عالى التقنية.
وعبر شيه عن فخرة بالنجاح العالمي الذي حققه فيلم الخيال العلمي الصيني "أرض العجائب"، الذي تم إنتاجه في 2019، والمقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الصيني ليو تسي شين، الذي ألف ثلاثية "مشكلات الجسم الثلاثة".
ووصف صحفيو هوليوود الفيلم بأنه "أول فيلم صيني كامل مذهل".
وقال شيه "لقد شاهدت هذه التحفة الفنية من فيلم الخيال العلمي في دور السينما المحلية في بكين، وكان فيلما مدهشا، وقرأت كذلك الرواية المقتبس منها الفيلم وأدركت مدى صعوبة تنفيذها على الشاشة".
وتم عرض أحد أفلام شيه وهو فيلم "أغنية التبت"، الذي جرى إنتاجه في عام 2000، في المركز الثقافي الصيني بالقاهرة أمس الخميس، في حضور العشرات من دارسي اللغة الصينية والصحفيين وزوار آخرين.
ويعد شيه أحد كبار لجنة التحكيم في مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، الذي ستنطلق فعالياته غدا السبت، والذي اختار الصين ضيف الشرف.