رئيس الوزراء اللبناني :"اتفاق الطائف" نموذج للدول التواقة إلى السلم الأهلي عن طريق التسوية السياسية

بيروت 13 فبراير 2019 /أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم (الأربعاء) أن "اتفاق الطائف" الذي رعته السعودية، ووضع حدا لحرب أهلية ووثيقة وفاق وطني شكلت دستورا جديدا للبنان قد تحول إلى نموذج لعديد من دول المنطقة التواقة للعودة إلى السلم الأهلي والأمان عن طريق التسوية السياسية".

جاء ذلك خلال منتدى تحت عنوان "إنجازات وأرقام وشركاء" نظمته "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" مساء اليوم بالتعاون مع السفارة السعودية فى بيروت بمناسبة مرور 14 عاما على اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري التي تصادف 14 فبراير الجاري.

وقدم الحريري خلال المنتدى دروع تكريمية للدول العربية والأجنبية الصديقة والمنظمات والصناديق الدولية التى دعمت لبنان فى أعقاب إبرام "اتفاق الطائف" وساهمت فى نهوضه وإعادة الإعمار بين عامي 1992 و2005 وبينها السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والصين والولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وفرنسا والسويد وبلجيكا وهولندا والأرجنتين والاتحاد الأوروبي.

وشكر الحريري هذه الدول وقال" انتم رفاق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري على طريق إعادة الإعمار الذي يتطلع لبنان إلى خبرتكم ومساهمتكم في مسيرة النهوض الثانية التي تنطلق اليوم باذن الله".

وعبر أيضا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده على "إيفادهما المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا ليكون معنا اليوم تأكيدا على وقوف المملكة الدائم، قيادة وشعبا، إلى جانب لبنان واللبنانيين".

بدوره قال السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في كلمة له "ان اتفاق الطائف أصبح بإرادة الشعب اللبناني دستورا للجمهورية الناهضة من الرماد وحقول الموت والاسى".

واضاف "نحن قوم نذود عن سيادة لبنان واستقلاله لاننا نعتبر انفسنا من لبنان ولبنان منا وقد لعبت بلادي دورا محوريا في مسار اتفاق الطائف لكن اللبنانيين هم من ارتضوه واختاروه وجعلوا منه عنوان سلمهم الأهلي وهم المؤتمنون على العمل بموجبه".

بدورها أشارت النائب بهية الحريري إلى أن اتفاق الطائف جاء نتيجة تلبية نواب البرلمان اللبناني في 30 سبتمبر من العام 1989 دعوة السعودية إلى عقد مؤتمر الحوار والمصالحة الوطنية في مدينة الطائف.

وقالت "عمل النواب اللبنانيون ليل نهار بكل شجاعة ووطنية وإخلاص حتى توصلوا إلى وضع الصيغة النهائية لوثيقة الوفاق الوطني في 22 أكتوبر 1989، وتحملوا مسؤولية المرحلة الانتقالية والشروع في رحلة الإنتظام العام".

ورأت أن مرحلة صناعة الإنجازات بعد اتفاق الطائف قام بها الراحل رفيق الحريري بدعم مميز من الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين بين العامين 1992 و2005 حيث كانت سنوات مليئة بالتحديات والإنجازات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية.

يذكر أن "اتفاق الطائف" الذي تحول إلى وثيقة دستورية للوفاق الوطني اللبناني كانت أنهت الحرب الأهلية اللبنانية بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها في العام 1975.