11 فبراير 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ كان يوم أمس هو اليوم الأخير من عطلة عيد الربيع. وهو اليوم الذي تجاوزت فيه ايرادات فيلم الخيال العلمي الصيني "الأرض المشرّدة"، 2 مليار يوان بعد 6 أيام فقط من دخوله قاعات العرض، ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات الفيلم النهائية نحو 5 مليارات يوان.
تم اقتباس قصة فيلم "الأرض المشرّدة" من رواية كاتب الخيال العلمي الصيني ليو تسي شين، حيث تحكي القصة اقتراب دمار الشمس ومحاولة البشر أخذ الأرض والهروب من النظام الشمسي. واشتهر ليو تسي شين برواية "الأجسام الثلاث"، الحاصلة على جائزة هيغو في عام 2015.
بالإضافة إلى عرضه في الصين، عرض الفيلم أيضاً في 22 مدينة أمريكية، و3 مدن في كندا وأستراليا. كما أولت وسائل الإعلام الأجنبية، بما في ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" و"هوليوود ريبورتر" و"سينما إسكيابيست" اهتماما كبيرا بالفيلم. حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن صناعة الأفلام الصينية قد انضمت أخيرا إلى سباق الفضاء. وتشير التقارير إلى أن ميزانية الفيلم، قد اقتربت من 50 مليون دولار، وشارك في انتاجه حوالي 7000 شخص. كما أبدى المخرج الأمريكي جيمس كاميرون اعجابه بالفيلم، وعبر عن تطلعه نحو مزيد من التطور لأفلام الخيال العلمي.
الخيال العلمي بنكهة صينية
في أفلام الخيال العلمي الأجنبية، عادة ما يلجأ البشر إلى الهروب من الأرض، حينما تتعرض الأخيرة إلى الخطر، ويقوم البشر بتأسيس قواعد في كواكب أخرى. لكن تفكير الشعب الصيني مختلف بعض الشيء، ففي فيلم "الأرض المشرّدة"، بعد أن تعرضت الأرض إلى الخطر، توصل الصينيون إلى حل للرحيل مع الأرض من النظام الشمسي، وهي خصوصية صينية، تنبع من حب الشعب الصيني للأرض وارتباطهم العميق بالوطن، ما يمثل الرومانسية الصينية.
هناك جوهر ثقافي صيني آخر مختلف عن الخيال العلمي الأوروبي والأمريكي، وهو الروح الجماعية الصينية. في أفلام الخيال العلمي بهوليوود، عادة مايكون هناك بطل واحد في الفيلم بأكمله. أما في فيلم "الأرض المشرّدة"، فيمكن رؤية قوة الجماعة في كل مكان، حيث يتحول البشر إلى مجتمع مصير مشترك، وتكون مهمة انقاذ الأرض نتيجة لجهود البشرية جمعاء. ويمثل مفهوم "العالم الموحد" التصور الصيني نحو المجتمع الجميل ومستقبل العالم، والهدف الذي يرنو إليه الصينيون.
علامة مهمة في تاريخ افلام الخيال العلمي الصينية
لم يكن نجاح فيلم "الأرض المشرّدة" على مستوى شباك التذاكر فحسب، ولكنه مثّل أيضا اختراقا في تاريخ افلام الخيال العلمي الصيني. إذا اعتبره البعض علامة مضيئة في تاريخ افلام الخيال العلمي الصينية، وهناك من قال بأنه أعطى الثقة للسينما الصينية لإنجاز هذا النوع من الافلام.
في الحقيقة، يمثل فيلم "الأرض المشرّدة" أحد مظاهر صعود موجة صناعة الخيال العلمي في الصين، والتي شملت الرواية ودراما الإنترنت والإعلام الجديد والسينما وغيرها من المجالات. في هذا السياق، يرى الكاتب ليو تسي شين أن التغيرات التي تشهدها الصين في الوقت الحالي، توفر بيئة خصبة لتطور الخيال العلمي.
قبل ذلك، أظهر تقرير صادر عن جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا تحت عنوان "تقرير صناعة الخيال العلمي 2018" بأن صناعة الخيال العلمي في الصين قد شهدت خلال عام 2017 نقلة من النمو المستقر نحو النمو السريع، وبلغ حجم انتاج الصناعة أكثر من 14 مليار يوان. في حين بلغ هذا الرقم 10 مليار يوان خلال النصف الأول من عام 2018 فقط.
وكان مخرج الفيلم قوه فان، قد صرّح قبل دخول الفيلم إلى قاعات العرض قائلا: " ليس لدي تطلعات عالية، أرجو فقط ألا يسجل الفيلم خسارة مالية. وإذا لم نخسر فإن هذه المجموعة ستواصل العمل على انجاز المزيد من أفلام الخيال العلمي الصينية. كما أن ذلك سيشجع المزيد من المخرجين الصينيين على تجريب أفلام الخيال العلمي."