بيروت 7 ديسمبر 2018 / أكد السفير الصيني لدى لبنان وانغ كه جيان أن مبادرة الحزام والطريق تقوم على أسس تاريخية لكنها في الوقت عينه مبادرة الحاضر والمستقبل وهي ذات أبعاد مختلفة إنسانية وحضارية واقتصادية.
جاء ذلك في في محاضرة ألقاها وانغ بحضور فاعليات سياسية واقتصادية وأكاديمية ونقابية وحشد جامعي في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان في كلية الآداب والعلوم بجامعة العزم في إطار سلسلة لقاءات الطاولة المستديرة التي تنظمها الجامعة.
وقال وانغ إن "الصين تطمح إلى إحراز مزيد من التقدم الصناعي والتكنولوجي والاقتصادي".
وتناول العلاقات اللبنانية الصينية منوها إلى "تطلعات اللبنانيين على المستويين الرسمي والخاص لتعاون خلاق مع الجانب الصيني"، مشيدا بما أنجزه القطاعان العام والخاص من انجازات على هذا الصعيد.
وتناول المساعدات التي قدمتها الصين الى لبنان التي تعبر عن "الرغبة بالتعاون مع الجانب اللبناني"، قائلا إن الصين "تطمح فعلا إلى رفع مستوى حركة التصدير اللبناني إلى الصين في مقابل التطور الحاصل لحركة الاستيراد من الصين".
وكشف عن "السعي لإقامة مركز ثقافي صيني وان الأمر يحظى راهنا باهتمام وزارة الخارجية اللبنانية".
وحث الطرف اللبناني على "أخذ مبادرة اشاعة واقع لبنان التراثي والثقافي والسياحي داخل المجتمع الصيني لترويج ميزات وخصائص هذا البلد المتميز مما من شأنه أن ينعكس على عدد الوافدين من الصين إلى لبنان والذي يعتبر قليلا نسبيا في الوقت الحاضر".
وردا على أسئلة ومداخلات الحضور، أكد السفير الصيني استعداد بلاده لـ"دراسة سبل تعاون مع مبادرات مدينة طرابلس عبر اطراف مختلفة كغرفة التجارة والصناعة أو عبر مؤسسات تربوية جامعية كجامعة العزم".
بدوره، لفت رئيس الجامعة البروفيسور فريد شعبان في مداخلته إلى "عراقة الصين تاريخيا وإلى تأثر اللبنانيين بها على مستويات مختلفة رغم البعد الجغرافي عن منطقتنا".
وشدد على أن "الصين حققت نقلة مهمة على المستويات المختلفة الأمر الذي يضعها في مركز متقدم جدا على صعيد قيادة العالم اقتصاديا".
أما مديرة العلاقات العامة في جامعة العزم نسرين ضناوي فأشارت الى ان تطور العلاقات الصينية اللبنانية بعد انضمام لبنان إلى مبادرة الحزام والطريق في العام 2017 بحاجة إلى أفكار مبدعة.
واعتبرت ان "التعاون العملي بين البلدين يعول على دعم كافة الأطراف للعمل على دفع الصداقة الصينية اللبنانية إلى مستوى جديد وإنتاج مزيد من ثمار التعاون في مختلف المجالات".
بدوره، دعا النائب علي درويش إلى دراسة إمكانية تعاون مشترك لتأهيل وصيانة "معرض رشيد كرامي الدولي" في طرابلس.
من جانبه، قدم رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي عرضا لمشروع مرفأ طرابلس الكبير، مثنيا على "دور الصين العملاق دوليا وعالميا وعلى تجاوبها مع مشاريع التنمية في طرابلس والشمال".
يذكر أن غرفة التجارة والصناعة والزراعة بشمال لبنان تتطلع إلى شراكة مع الصين في مشاريع اقتصادية استراتيجية بشمال لبنان.
وتقع طرابلس على شاطئ المتوسط وتبعد عن بيروت حوالي 80 كيلو مترا شمالا، فيما تبعد عن الحدود اللبنانية/السورية الشمالية نحو 30 كيلو مترا، وتتجه الأنظار إليها للدور الذي يمكن أن تلعبه في مرحلة إعادة إعمار سوريا.