人民网 2018:12:04.16:06:04
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة: التعاون الثقافي بين لبنان والصين في اطار مبادرة الحزام والطريق

2018:12:04.16:26    حجم الخط    اطبع

د. تمارا برّو

تتجه العلاقات اللبنانية الصينية اليوم نحو مزيد من التوسع والتقدم على كافة الأصعدة، ولاسيما على الصعيد الثقافي. فلبنان والصين يتمتعان بتاريخ عريق وموروث ثقافي وافر، حيث تعتبر الصين بلداً حضارياً قديماً يمتد إلى ما قبل 5 آلاف سنة، كما أن لبنان يعدّ موطناً للعديد من الحضارات كالفينيقية والآشورية والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيين وغيرها.

تلعب الثقافة دوراً كبيراً في توطيد العلاقات بين الشعبين اللبناني والصيني، ونظراً للرغبة الجدية من قبل البلدين في تطوير علاقاتهما، عمل الجانبان على زيادة التعاون الثقافي من خلال زيادة التبادل الطلابي والوفود من مسؤولين وإعلاميين وباحثين وطلاب جامعات، بالإضافة إلى عقد الندوات والمؤتمرات التي يشارك فيها أكاديميون من الصين ولبنان.

يعود أول اتفاق ثقافي بين لبنان والصين إلى العام 1992، وبعد انضمام لبنان إلى مبادرة الحزام والطريق في العام 2017 وقع بروتوكولاً للتعاون الثقافي بين البلدين في العام 2018. كما تمّ في العام 2017 توقيع اتفاق بين غرفة تجارة طريق الحرير الدولية في الصين ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية الأستاذ عدنان القصار على تقديم 30 منحة سنوية لطلاب لبنانيين وعرب.

يشكل التعاون التربوي جانباً مهماً من التعاون الثقافي، نظراً لما تتمتع به الجامعات الصينية من شهرة على مستوى العالم، لاسيما جامعتي تسينغ هوا وبكين، اللتين تحتلان دائماً مكاناً ضمن أفضل جامعات العالم. ولا يفوتنا أن نذكر أن بعض اللبنانيين يدرسون في الصين، فهناك منح دراسية بمجال الهندسة والطب واللغة الصينية وغيرها. بالمقابل يأتي طلاب من الصين للدراسة في الجامعات اللبنانية للتخصص في العلوم الإسلامية واللغة العربية. ويتزايد في السنوات الأخيرة التعاون بين الجامعات اللبنانية والصينية، فمثلاً وقعّت الجامعة اللبنانية (الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان) اتفاقيات مع 4 جامعات صينية منها جامعة بكين للدراسات الأجنبية وجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، ويجري العمل حالياً على توقيع المزيد من الاتفاقيات مع جامعات صينية يشهد لها بالخبرة والمعرفة والتمييز. ويتم التحضير أيضاً لإنشاء ماستر للدراسات الصينية يعتمد على استقدام أساتذة صينيين ممن يجيدون اللغة العربية لإعطاء المحاضرات حول مواضيع مختصة بالشأن الصيني كالبيئة والاقتصاد والسياسة والأدب.

أما التبادلات الثقافية بين الشباب الصيني واللبناني فتتضمن مغزى عميقاً وفريداً نظراً لأهمية دور الشباب في تطوير العلاقات بين البلدين. وتلعب الرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون دوراً ريادياً في تقوية العلاقات الثقافية. فبالتنسيق مع جمعية الصداقة مع الشعوب الأجنبية، عملت الرابطة اللبنانية الصينية على تعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي والشبابي والسياحي مع الصين. فمثلاً في العام 2013 ساهمت الرابطة في عقد الملتقى الأكاديمي اللبناني- الصيني الثالث في بيروت. وفي العام 2014 أرسلت الرابطة وفداً طلابياً للمشاركة في الملتقى الأكاديمي الأول بين العرب والصين في بكين. كذلك أرسلت في العام 2016 وفداً شبابياً للمشاركة في ملتقى سفراء الشباب العربي الصيني في بكين. وفي إطار آخر شارك لبنان في العام 2018 في المنتدى الأول للحوار بين شباب الصين والشرق الأوسط الذي نظمته جامعة بكين .

ولمّا كان للإعلام دور كبير في تعزيز العلاقات الثقافية بين لبنان والصين، وُقع مؤخراً اتفاق بين تلفزيون الصين وتلفزيون لبنان لعرض الأفلام الصينية، ولا يُخفى على أحد ما للأفلام من أهمية في التعرف على ثقافة كلا البلدين، ونمط الحياة فيهما.

وبالإضافة إلى تبادل المثقفين والأكاديميين الصينيين واللبنانيين، هناك أيضاً تبادل فني حيث أدت فرقة كركلا اللبنانية مسرحية" الإبحار في الزمن على طريق الحرير"، وتُجسد هذه المسرحية تلاقي الحضارات على طريق الحرير، وقدمت الفرقة مسرحيتها على مسرح دار أوبرا بكين في نيسان / إبريل من العام 2018 بمشاركة أكثر من 120 شخصاً من فنانين وراقصين. ونظراً للنجاح الكبير الذي حققته المسرحية، أقامت وزارة الثقافة الصينية تكريماً للفرقة، وتم إبرام اتفاق بين الفرقة ودار الأوبرا في بكين لمدة 5 سنوات، واتفاق آخر على إشراك فرقة كركلا في الاتحاد الدولي للمسارح في الصين.

ومن ضمن المساعدات التي قدمتها الصين ضمن مشروع طريق الحرير المساهمة في بناء وتجهيز المعهد الوطني العالي للموسيقى.

أما اللغة الصينية في لبنان فآخذة في الانتشار سريعاً، وحالياً يوجد أكثر من 10 جامعات ومعاهد تدرس هذه اللغة من أهمها معهد كونفوشيوس الذي تأسس في العام 2006 في جامعة القديس يوسف في بيروت، بالتعاون مع جامعة شين يانغ الكائنة في شمال الصين، ومركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية، حيث يضم المركز قسم خاص لتعليم اللغة الصينية أطلق في العام 2015.

إضافة إلى إدخال اللغة الصينية في الجامعات وإنشاء مراكز خاصة لتعليمها، ورغبة في تعزيز اللغتين الصينية والعربية، عمل الجانبان اللبناني والصيني على القيام بنشاطات لدعم هاتين اللغتين، فنظموا الملتقى اللبناني- الصيني للترجمة بين العربية والصينية في بكين وشنغهاي عام 2016. وبسبب النجاح الذي حققه الملتقى، عقد المؤتمر الثاني للترجمة في العام 2017 بمشاركة نخبة من المترجمين الصينيين والعرب، في مركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية.

ومن ناحية أخرى، تسعى وزارة الثقافة اللبنانية إلى دعم تعليم اللغة الصينية في لبنان، فقد أعلن وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري العمل على إقامة مركز ثقافي لتعليم اللغة الصينية يهدف إلى زيادة وجود الناطقين باللغة الصينية.

على الرغم من أن التبادلات الثقافية بين الصين ولبنان، شهدت تطوراً خلال السنين المنصرمة، إلا أنه يجب العمل على دفعها إلى مستوى أعلى، من خلال :

- توسيع التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين وبذل الجهود في تعميق التفاهم والصداقة بين الشعبين الصيني واللبناني.

- إقامة الأسابيع والمهرجانات الثقافية المتبادلة.

- تشجيع المترجمين الصينيين واللبنانيين على ترجمة المزيد من المؤلفات اللبنانية إلى اللغة الصينية والكتب الصينية إلى العربية.

- الدعم المتبادل لمشاركة دور النشر في معارض الكتاب التي تقام في كلا البلدين.

- إلغاء تأشيرة الدخول بين الصين ولبنان.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×