تقرير إخباري: إفريقيا سوق واعد وتمتلك محفزات كبيرة للاستثمار وفرص نمو هائلة

شرم الشيخ، مصر 9 ديسمبر 2018 / قال وزير التجارة والصناعة بدولة جنوب إفريقيا روبرت ديفيس، إنه على الرغم من امتلاك قارة إفريقيا العديد من الثروات والموارد المهمة إلا أن متوسط نسبة التبادل التجاري بين كافة الدول الإفريقية لا يتجاوز الـ 16 بالمائة، وهو الأمر الذي لا يمثل سوى 3 بالمائة من مؤشرات التجارة العالمية.

وأشار ديفيس في تصريحات صحفية، إلى أن هناك إشكالية رئيسية تواجه خطط التكامل التجاري تتمثل في افتقاد القارة للبنية التحتية اللازمة، وكذلك عدم التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة المرتفعة.

وقال إن هناك الكثير من الأمور التي تتجاوز في أهميتها الحديث عن إزالة القيود الجمركية أبرزها جودة وقوة المنتجات ذات القيمة المضافة.

ولفت إلى أن أغلب الدول المهمة بالقارة وقعت على اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية "AfCFTA"، معتبرا أن الاختبار الحقيقي لها يتمثل في مدى التزامها بالبنود المقرر وضعها بها.

وأكد أن الوقت قد حان لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري والتصنيعي بين الدول الإفريقية، خاصة في ظل التواجد القوي لعدد من الدول داخل القارة، التي تستحوذ على نصيب كبير من التجارة والاستثمار بالقارة.

فيما أكد رجال أعمال وخبراء أفارقة، أن القارة السمراء تمتلك سوقا واعدا، ومحفزات كبيرة للاستثمار، بما يحقق معدلات أعلى للنمو.

وشددوا على أهمية الاستفادة مما تمتلكه إفريقيا من ثروات وقدرات هائلة تنتظر الاستثمار والتنمية وتعظيم الاستفادة منها.

وكانت قضية تنمية أفريقيا وتعزيز التبادل التجاري ودعم الاستثمار في القارة أبرز ما تم مناقشته خلال حوارات واجتماعات منتدى " أفريقيا 2018" الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ المصري بهدف تحقيق الأهداف التنموية للقارة في 2036.

من جانبها، قالت شولا أكينلاند الرئيس التنفيذي والمؤسسة لشركة باي ستاك، إن السوق الإفريقية كبيرة وواعدة، وتنمو بشكل مستمر، موضحة أن القارة السمراء تحتاج إلى زيادة مستمرة في مشروعات ريادة الأعمال في ظل الهدوء الذي تشهده حاليا.

وطالبت أكينلاند المؤسسات الدولية بأن تلعب دورا حيويا في مجال ريادة الأعمال من خلال المساهمة في توفير المزيد من التمويلات للأفكار المبتكرة في القارة السمراء إلى جانب تقديم الدعم الفني واللوجيستي.

وطالب طارق أسعد المؤسس والعضو المنتدب لشركة الجبرا كابيتال، بأن تحتل المشروعات المبتكرة مكانة كبيرة في القارة السمراء خلال السنوات المقبلة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه ليس فقط القارة السمراء ولكن العالم.

كما طالب أسعد بزيادة حجم الاستثمار في الأفكار بالقارة السمراء للمساهمة في تطويرها وتنميتها، وتحفيز الاستثمارات فيها.

وأوضح أن هناك العديد من القطاعات الجاذبة للاستثمار والواعدة في القارة السمراء، ويعد قطاع اللوجستيات من أهم المجالات التي تحتاجها القارة السمراء في السنوات القادمة والقادرة على تحقيق معدلات نمو جيدة وجذب استثمارات كبيرة.

وقال أوبى إيجيموفو رئيس قسم الابتكار في شركة اسوكو انسيتس، أن هناك نحو 360 صفقة جديدة في أفريقيا بقيمة إجمالية 44 مليار دولار، أكثر من 50 بالمائة منها موجه لقطاع البترول والغاز الطبيعي، كما أن 10 مليارات دولار تم تخصيصها لإنشاء مشروعات تكنولوجية.

وعلق محمد عبد العزيز المدير العام للبنك الإفريقي، على هذه الأرقام موضحا أن هذه الصفقات مهمة للغاية، مشيرا إلى إنه على الرغم من ضعف نمو مختلف القطاعات خاصة قطاع ريادة الأعمال إلا أن السنوات القادمة ستشهد اهتماما أكبر بقطاع التكنولوجيا، لأنها الأكثر تأثيرا في كافة القطاعات.

وأشار عبد العزيز إلى أن الداعم الرئيسي لتحقيق هدف القارة في التحول لاستخدام الطاقة النظيفة هي التكنولوجيا، كما أن نمو ريادة الأعمال لن يحدث إلا بالاستثمارات التكنولوجية الضخمة.

ولفت إلى أنه لابد أن نعمل على تغيير منظور الاستثمار في القارة الافريقية، وان يكون لدينا ضمانات قوية تدعم جذب الاستثمارات الدولية.

وتستضيف مصر منتدى أفريقيا للعام الثالث على التوالي، والذي تنظمه منظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا "كوميسا" ووزارة الاستثمار المصرية.

تأسس تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا عام 1993 ويقع مقره بمدينة لوساكا الزامبية، ويضم 21 دولة.