10 ديسمبر 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أُطلق مسبار تشانغ آه - 4 بنجاح على الساعة 02:23 من يوم 8 ديسمبر الجاري، من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الاصطناعية. ومن المتوقع أن يهبط تشانغ إي بشكل ناعم على الجزء الخلفي من القمر في 3 أو 4 يناير 2019، في إطار أول مهمة بشرية لاستكشاف الجزء الخلفي من القمر.
ما سبب استكشاف الجزء الخلفي من القمر؟ نظرا لأن مدة دوران القمر حول الأرض ومدة دوران القمر حول نفسه هي ذاتها. دائما مايكون هناك جزءا من القمر مخفي عن الأرض، لا يمكن للبشر مشاهدته، وهوما يسمى بـظهر القمر. ورغم قيام البشر بإطلاق أكثر من 100 مسبار فضائي في محاولات لاستكشاف ظهر القمر، بما في ذلك 65 مركبة للهبوط على سطح القمر، إلا أن المركبات المدارية غير المأهولة ومركبة آبولو المأهول، هي فقط التي استطاعت ان ترى ظهر القمر. في هذا السياق، يقول مدير قسم استكشاف القمر والفضاء السحيق، زو يونغ لياو أن المسابير والمركبات المدارية التي تم إرسالها إلى القمر منذ الخمسينات، قد تجاوزت المئة. لكن إلى الآن، لم تهبط أي مركبة في ظهر القمر. لذلك فإن مهمة تشانغ إي -4 تكتسي أهمية تاريخية كبرى.
يذكر أن نقطة هبوط تشانغ آه- 4 تقع في حوض آيتكين على ظهر القمر. في هذا السياق، يشير زو يونغ لياو إلى أن القمر ينقسم إلى 3 تضاريس رئيسية: تضاريس الصخور البركانية، تضاريس الهضاب الصخرية المائلة وحوض ايتكين. وقد تم استكشاف المنطقتين التضاريسيتين الأوليين خلال المهام الاستكشافية، في حين يبقى حوض ايتكين غامضا. ويعد حوض ايتكين، أكبر حوض يتم استكشافه في المنظومة الشمسية إلى حد الآن، حيث يصل قطره 2500 كلم، وعمقه إلى 12 كلم، ما يكسبه قيمة بحثية عالية. كما أن الصخور الموجودة في الجزء الخلفي للقمر تعد الأكثر قدما. لذ فإن الحصول على معلومات حول التكوين الفزيائي لهذه الصخور، يمكن أن يساعد العلماء في التعرف على التغيرات الكيمائية التي حدثت على تركيبة القمر.
ما هو أكثر إثارة لاهتمام العلماء هو أن بيئة المجال الكهرومغناطيسية والخصائص الجيولوجية على ظهر القمر تعتبر نموذجا للبحث العلمي في الأبحاث الفضائية الفلكية مثل الكشف عن الترددات اللاسلكية المنخفضة وكشف تكوين مكونات القمر. "بسبب تأثيرات التدريع، لا يمكن إجراء عمليات الرصد الكهرومغناطيسي منخفض التردد على سطح الأرض. في حين يمتلك ظهر القمر ببيئة مغناطيسية نظيفة جداً، تساعد على إجراء عمليات الرصد الفلكي اللاسلكي منخفضة التردد. "ينبغي القول أن هذا الهدف هو حلم علماء الفلك ، ويمكن أن يملأ الفراغ في مجال بحوث علم الفلك الكهرومغناطيسي، منخفض التردد." يقول زاو.