تقرير إخباري: السيسي يؤكد خلال استقباله محمد بن سلمان متانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية

القاهرة 27 نوفمبر 2018 / أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال استقباله اليوم (الثلاثاء)، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية"، التي قال إن "أمنها واستقرارها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

وعقد السيسي وبن سلمان لقاء ثنائيا، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وصرح المتحدث الرئاسي بسام راضي، بأن السيسي رحب بالأمير السعودي في بلده الثاني، وطلب نقل تحياته للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأكد السيسي، خلال اللقاء حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق الحثيث مع السعودية على أعلى مستوى، لمواجهة التطورات المتلاحقة التي تشهدها حاليا منطقة الشرق الأوسط.

وشدد على "التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج، ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره".

وأشار إلى حرص مصر على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية، للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط وتعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.

من جانبه، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارا لمسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين، وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعماً لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.

وشهد اللقاء التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والسعودية، إلى جانب عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية.

وأوضح المتحدث الرئاسي، أن المباحثات عكست "تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة.. لاسيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك".

وأضاف أنه " تم الاتفاق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي، كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشئون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخرا إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها".

وعلى هامش زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة، اتفق وزير التجارة والصناعة المصري عمرو نصار ونظيره السعودي ماجد بن عبدالله القصبي على "تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى العلاقات الاقتصادية المشتركة، والانطلاق سويا لإنشاء مشروعات مشتركة بين رجال القطاع الخاص من الجانبين سواء داخل مصر أو في أسواق خارجية، وبصفة خاصة أسواق الدول الأفريقية".

وقال نصار في بيان، إن المباحثات مع الوزير السعودي تناولت التأكيد على عمق العلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الدولتين تمثلان صمام الأمان للأمة العربية، لتحقيق التعاون والتكامل الشامل الهادف لتنمية الاقتصاد العربي.

وأشار إلى أن زيارة ولي العهد السعودي لمصر للمرة الثانية خلال العام الجارى هو تأكيد على متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين؛ ما يمهد لتحقيق نقلة نوعية للتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين مصر والمملكة خلال المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن هناك تفاهما تاما بين وزارتي التجارة بمصر والسعودية لتحسين مناخ الأعمال بالبلدين، بما ينعكس إيجاباً على معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة خلال المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يصل إلى حوالي 7 مليارات دولار.

بدوره، أكد وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي، أن العلاقات المشتركة بين مصر والمملكة استراتيجية، والزيارة الحالية لولي العهد السعودي تؤكد قوة هذه العلاقات والسعي إلى تطويرها.

وقال إن "هناك توافقا فى الرؤى بين مسئولي الحكومتين لإحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، وتحقيق الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة".

وأشار إلى أهمية السوق المصرية كواجهة استثمارية متميزة للاستثمارات السعودية، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد دفعة في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

في غضون ذلك، اعتبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر مكرم محمد أحمد، أن "التنسيق بين مصر والسعودية على مختلف الأصعدة أمر ضروري لحماية المصالح المشتركة والحفاظ على وحدة الموقف العربي والدفاع عن أمننا القومي".

وأكد خلال لقاء عقده المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مع وفد إعلامي سعودي، أن "مصر تحرص كل الحرص على قوة واستقرار السعودية باعتبارهما قوة واستقرار لمصر"، مشيرا إلى أن "السعودية تمثل جسرا سياسيا واقتصاديا بين الدول النامية والمتقدمة، ولا يجب أن تتعرض لأي هزة بسبب حادث عابر".

وفي ختام زيارة ولي العهد السعودي، قام الرئيس السيسي باصطحاب الأمير محمد بن سلمان إلى مطار القاهرة لتوديعه.

كان بن سلمان قد وصل إلى القاهرة أمس، في إطار جولة عربية شملت الإمارات والبحرين ومصر فيما وصل مساء اليوم إلى تونس ، وذلك قبل مشاركته في قمة العشرين التي ستعقد في الأرجنتين يومي الجمعة والسبت القادمين.