أبوالغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لـ"هجمة شرسة"

القاهرة 11 سبتمبر 2018 / اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم (الثلاثاء)، أن القضية الفلسطينية تتعرض لـ"هجمة شرسة لازالت فصولها تتلاحق".

وحذر أبوالغيط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 150 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بالقاهرة، من أن هناك "رغبة أمريكية غير مسبوقة" في إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها القانوني والسياسي والتاريخي والإنساني.

وتساءل "ماذا يتبقى من القضية الفلسطينية إذا أبعدت قضايا القدس واللاجئين من الطاولة؟ وعلام يتفاوض الفلسطينيون إذن؟ وأي معنى يبقى لحل الدولتين الذي أيدته القمة العربية ويسانده المجتمع الدولي؟".

وأشار إلى أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل هو "تحد للإرادة الدولية، وليس فقط العربية أو الفلسطينية"، وتابع قائلا "اليوم تنفض الولايات المتحدة يدها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مطالبة بتفكيكها واستبدالها".

ونبه أبوالغيط إلى أن "الهدف مكشوف ويتجاوز مسألة المساهمة المالية إلى التشكيك في شرعية الأونروا ذاتها، وهي منشأة بقرار أممي، وضرب مصداقيتها، تمهيدا للتشكيك في قضية اللاجئين برمتها".

وأكد أن الموقف العربي واضح من قضية اللاجئين ، وسقفه هو المبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في مارس 2002 بـ"التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 مع رفض كل أشكال التوطين".

وشدد على أنه "يخطئ من يظن أن إجراءات مثل غلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن ستؤدي إلى تطويع الإرادة الفلسطينية، ومن يظن أن الفلسطينيين يقفون وحدهم، كما يخطيء من لا يدرك دلالة تسمية القمة العربية الأخيرة في الظهران بقمة القدس".

وأشار إلى أن الإرادة الدولية اجتمعت في يونيو الماضي على استصدار قرار أممي (بتأييد 120 دولة واعتراض ثماني دول فقط) يدعو لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعدما تعرض أبناؤه من المتظاهرين السلميين للقتل بـ"دم بارد" على يد القوات الاسرائيلية.

ويأتي الاجتماع بعد إجراءات متتالية اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق الفلسطينيين.

وأعلنت الإدارة الأمريكية أمس الاثنين رسميا إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن "عقابا" على مواصلة العمل الفلسطيني مع المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل.

وقبل ذلك، أوقفت واشنطن بشكل كامل دعمها المالي لوكالة "أونروا" في إجراء يعتبره الفلسطينيون استهدافا مباشرا لملف اللاجئين الفلسطينيين.

وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها في 14 من مايو الماضي.