تقرير اخباري: تأجيل مشاورات السلام اليمنية في جنيف

صنعاء 6 سبتمبر 2018 /تأجل موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية والتي كان مقرر أن تنطلق اليوم (الخميس) في مدينة جنيف السويسرية، إلى وقت غير معلوم.

وكان من المتوقع أن تنطلق المشاورات اليمنية في جولتها الرابعة بين وفدين أحدهما ممثلا عن الحكومة اليمنية، واخر ممثلا عن جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمين.

وتأجلت المشاورات نتيجة عدم وصول وفد الحوثيين إلى جنيف.

واتهمت جماعة الحوثي، التحالف العربي بقيادة السعودية والداعم للحكومة الشرعية في اليمن، بعرقلة مغادرتهم مطار صنعاء وهو ما نفاه التحالف العربي.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" التي تديرها جماعة الحوثي، عن مصدر مسئول في المجلس السياسي الأعلى (اعلى هيئة لجماعة الحوثي)، تحميلة " قوى التحالف مسئولية عرقلة انتقال الوفد الوطني للمشاركة في مشاورات جنيف.

وأضاف المصدر " قوى التحالف لازالت ترفض منح ترخيص لطائرة عمانية لنقل الوفد الوطني".. مشيرا إلى أن " القيادة السياسية حريصة على ضمان أمن وسلامة الوفد وذلك نتيجة التجارب السابقة التي عجزت فيها الأمم المتحدة عن ضمان انتقال آمن وسلس للوفد الوطني وعجزت عن الترتيب لعودته من الكويت لمدة ثلاثة أشهر قضاها في مسقط".

بدورها قالت قيادة التحالف العربي أنها أعطت تصريحا لمغادرة الوفد الحوثي مطار صنعاء، وأن الجماعة تضع اشتراطات وأعذار لعدم مشاركتها في مشاورات جنيف.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في تصريح نقلته قناة (سكاي نيوز)، إن "ميليشيات الحوثي الإيرانية لا تمتلك أي قرار في تحركاتها السياسية أو الميدانية.

وأوضح المالكي أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تلقت طلبا بشأن إعطاء تصريح لمغادرة الوفد الحوثي، وتم إعطاء التصريح، ويوم أمس تلقينا طلبا من الأمم المتحدة بإلغاء التصريح".

واعتبر المتحدث باسم التحالف أن إدعاء الحوثيين بعرقلة التحالف لمغادرة طائرتهم، "غير صحيح، وهي محاولة من ميليشيات الحوثي لخلق فرصة لعدم المشاركة".

وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت في وقت سابق أن الحوثيين اشترطوا مغادرة الوفد المشارك بالمشاورات مطار صنعاء الدولي ونقل عدد من الجرحى والقيادات في جماعة الحوثي إلى العاصمة العمانية مسقط، وأن التحالف العربي الذي تقوده السعودية رفض ذلك.

من جانبه اعتبر وفد الحكومة اليمنية والذي وصل يوم أمس إلى جنيف، أن عدم التزام الحوثيين وحضورهم الموعد المحدد لبدء المشاورات يؤكد استهتارهم بالمجتمع الدولي.

وقال رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، في تصريحات صحفية، إن غياب وفد الحوثيين وعدم التزامهم بالموعد المحدد للمشاورات يؤكد استهتارهم بجهود الامم المتحدة، وينبغى على المجتمع الدولي عدم السكوت ازاء ذلك.

وأشار اليماني إلى أن الحوثيين يختلقون اعذارا وهمية لعدم مغادرتهم صنعاء، في محاولة للتغطية على صراعات داخلية لدى الطرف الانقلابي.

وكان من المقرر أن تنطلق المشاورات اليمنية في جنيف اليوم السادس من سبتمبر، إلا أنه تم تأجيلها إلى موعد غير معلوم.. في حين يواصل المبعوث الاممي مارتن غريفث جهوده لما يضمن وصول وفد الحوثيين.

وقال بيان للمبعوث الأممي اليوم، إنه عقد اجتماعا مع وفد الحكومة اليمنية وعبر عن شكره للحكومة لانخراطها الايجابي مع جهوده الرامية لإعادة إطلاق عملية السلام.. منوها بالجهود التي بذلتها كل من حكومة اليمن والتحالف العربي لتسهيل انعقاد هذه المشاورات.

وأعرب عن أمله بحضور وفد صنعاء من أجل الدفع بالعملية السياسية قدماً.. مشيرا إلى أنه ما زال يبذل كافة الجهود لتذليل العقبات فيتمّ إحراز تقدّم في المشاورات.

وكان غريفث، قد قال يوم امس، إن المشاورات قد تتأجل لبعض الوقت لكنها ستتم في نهاية الأمر، لافتا إلى أنه سيعمل لما يضمن وصول وفد جماعة الحوثي إلى جنيف.

وتهدف هذه الجولة من مشاورات السلام اليمنية لإعادة إحياء مسار السلام في اليمن وبناء الثقة والمتمثل في عدد من القضايا على رأسها موضوع الأسرى والمعتقلين. حسب المبعوث الاممي.

ويشهد اليمن نزاعا دمويا بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ومنذ بدء النزاع في اليمن فشلت ثلاث جولات من مشاورات السلام برعاية الأمم المتحدة في التوصل إلى نقاط اتفاق جوهرية لحلحلة الأوضاع في البلد العربي الفقير، الذي يعاني، بحسب منظمات أممية وحقوقية، من "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".