تكريت، العراق 23 أغسطس 2018 / أكملت كوادر هندسية عراقية متخصصة، أعمال تأهيل مصفى صلاح الدين رقم1 في مجمع مصافي الشمال في مدينة بيجي (220 كم) شمال العاصمة العراقية بغداد، بعد أن دمره تنظيم "داعش" الإرهابي، والعمليات العسكرية لاستعادته.
وعادت ما تسمى بشعلة "الفلر" لتنير المنطقة بعد أكثر من أربعة أعوام على توقف مصافي النفط نتيجة سيطرة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي على المناطق المحيطة بها، وتعرضها للتدمير بسبب الاشتباكات الضارية التي أدت إلى توقفها نهائيا.
وقال رئيس المهندسين خلف عبد حسين، الذي يرأس فريق المهندسين المكلف بإعادة إصلاح وتأهيل وتشغيل المصفى، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن عمليات التأهيل لمصفى صلاح الدين رقم1 قد اكتملت تماما، وأصبح جاهزا لإنتاج المشتقات النفطية الثلاث، النفط الأبيض (الكيروسين)، وزيت الديزل، والبنزين، وبقدرة 60 ألف برميل يوميا من الطاقة التصميمية للمصفى، والبالغة 75 ألف برميل يوميا".
وأضاف حسين أن "المصفى سيبدأ بالإنتاج التجريبي في الأول من سبتمبر المقبل ولمدة 15 يوما لملاحظة عمليات الإنتاج ومراحل التصفية، بعدها سيجري الإنتاج الاعتيادي بالحفاظ على مستوى الـ60 ألف برميل يوميا من المنتجات الثلاثة، وبعد استكمال ربط وحدات الأزمرة والهدرجة الخاصة بزيادة نقاوة البنزين، الاوكتاين".
وأشار إلى أن الملاكات الهندسية العراقية نجحت في إعادة تأهيل المصفى بعد استعمال بعض قطع الغيار من مصفى صلاح الدين رقم 2 المشابه، الأمر الذي مكنها من تسريع عمليات التأهيل واستبدال العديد من العدد والمكائن والأجهزة التي كان يتوجب استيرادها من خارج العراق.
وأكد رئيس المهندسين أن عمليات تأهيل مصفى صلاح الدين2 والبالغة طاقته الإنتاجية 75 ألف برميل يوميا، تجري على قدم وساق بانتظار وصول بعض المعدات والأجهزة من خارج العراق ومن الشركات الأجنبية التي أنشأت تلك المصافي.
وأشارت تقارير إلى أن مصافي بيجي، البالغة طاقتها الإنتاجية 300 ألف برميل يوميا، كانت قد تعرضت لتدمير كبير أثناء عمليات طرد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من المناطق المحيطة بها، فيما تعرضت بعد تحريرها إلى عمليات نهب وسلب للعديد من مفاصلها المهمة من قبل بعض الجهات المتنفذة فيما لم تتمكن السلطات العراقية من وقف عمليات التخريب والسرقة التي طالت المصافي، وفقا للتقارير.
وفي إطار التصريحات الصحفية، كان الشيخ قيس الخزعلي زعيم فصيل ((عصائب أهل الحق)) المنضوي تحت لواء الحشد الشعبي، قد ذكر في تصريحات صحفية بأنه تمت معرفة سارقي معدات مصافى بيجي وسيتم إعادتها إلى المصفى، وقد أعيدت العديد من مفاصل المصافي بالفعل، فيما يعتقد أن العديد من مفاصل المصافي قد نقلت خارج العراق.
من جهته قال المهندس خالد محمود، مدير قسم الأنابيب النفطية، إن قسمه أنجز بالكامل إعادة ربط حقل عجيل النفطي في محافظة صلاح الدين مع حقول كركوك بمصافي بيجي وأصبحت شبكة الأنابيب جاهزة لتزويد المصفى باحتياجاته من النفط الخام، مشيرا إلى استمرار العمل بإعادة إصلاح شبكة أنابيب نقل المنتجات النفطية من المصفى إلى المحافظات الأخرى لتتمكن من تزويد المحافظات البعيدة بالمنتجات النفطية عن طريق الأنابيب وليس عن طريق الصهاريج.
من جانبه، شدد المهندس خلف عبد حسين، على أن العمل يجري الآن لإصلاح شبكة أنابيب نقل المنتجات إلى المناطق الأخرى مع تزايد الطاقة الخزنية للمنتجات النفطية لاحقا فيما سيجري نقلها في المرحلة الحالية عن طريق الصهاريج.
وتنتج مصافي الشمال، التي تضم مصافي بيجي، 300 ألف برميل يوميا، ومصفى الصينية غربي بيجي 20 ألف برميل، وحديثة 20 ألف برميل، والقيارة 20 ألف برميل، وكركوك 30 ألف برميل، وهي ما تشكل تقريبا نصف طاقة العراق التكريرية.
وتضم مصافي بيجي أيضا وحدات لإنتاج وقود الطائرات والدهون والشحوم والمواد الداخلة في المنظفات.
وكان وزير النفط العراقي جبار اللعيبي قد قال "إن وزارته وضعت سقفا زمنيا يتراوح من 6-9 أشهر لإنجاز عمليات تأهيل المصفى، مؤكدا أنه أوعز إلى الشركات النفطية في الشمال والوسط والجنوب لتوحيد جهودها وتوظيفها لتحقيق هدف الوزارة بإعادة تشغيل المصفى، فضلا عن التوجيه بتسخير كافة الآليات والمعدات والأجهزة والخزانات والأنابيب للشركات النفطية في دعم وإسناد عمليات التأهيل والتشغيل لمصفى بيجي.
يشار إلى أن مصافي الشمال في بيجي قد أنشئت مطلع ثمانينيات القرن الماضي من قبل ائتلاف شركات عالمية يوغسلافية ويابانية وتشيكوسلوفاكية، وتقع في المنطقة الصناعية في مدينة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين، وتعرضت للتدمير الكامل في حرب الخليج الأولى 1991 لكن الملاكات الهندسية العراقية أعادتها بعد فترة قصيرة.
وأكد خبراء اقتصاديون أن إعادة تشغيل مصافي بيجي سيحقق ايرادات لمحافظة صلاح الدين، ستساهم في تطوير هذه المحافظة وإعادة أعمار المناطق التي دمرت بسبب احتلال التنظيم المتطرف لها، كما ستساهم في إيجاد فرص عمل للعاطلين.