الدوحة 22 أغسطس 2018 / نفى وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توسط بلاده في الأزمة القائمة بين واشنطن وأنقرة، فيما كشف عن قمة أمريكية خليجية قد تعقد في ديسمبر المقبل أو بداية العام القادم، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية اليوم (الأربعاء).
ونقلت شبكة ((الجزيرة)) الإخبارية القطرية اليوم عن الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا، قوله إنه لا وجود لوساطة قطرية بين تركيا والولايات المتحدة.
وأضاف الوزير بعد لقاء جمعه مع نظيره الأمريكي مارك بومبيو، أن أنقرة وواشنطن حليفان للدوحة وتربطهما علاقات قوية.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد زار أنقرة في 15 أغسطس الجاري وأعلن دعم الاقتصاد التركي بـ 15 مليار دولار أمريكي على هيئة استثمارات جديدة وودائع وضمانات.
وجاءت تلك الزيارة في أعقاب تدهور العملة التركية المحلية على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وأنقرة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات تأديبية على الأخيرة بسبب اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي تحتجزه تركيا منذ عام 2016 بدعوى تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة.
من جانب آخر، تحدث الشيخ محمد عن الأزمة بين بلاده وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث صرح بأن هناك قمة أمريكية خليجية ربما تعقد في ديسمبر هذا العام أو مطلع العام المقبل، مشيرا إلى أن الأزمة ما زالت تراوح مكانها، بحسب المصدر نفسه.
وعن مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، قال المسؤول القطري اليوم في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي ((تويتر)) "عقدت جلسة مباحثات بناءة مع وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن".
وتابع "ناقشنا العلاقات الثنائية القوية بين دولة قطر وأمريكا، والتحديات الأمنية الإقليمية".
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية ((قنا)) أن الوزيرين بحثا خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها بالإضافة إلى آخر تطورات المنطقة، دون مزيد من التفصيل.
ويأتي الحديث عن الموعد الجديد للقمة الأمريكية الخليجية التي تأجلت منذ مايو الماضي، بعد نحو شهر من إعلان القائم بالأعمال الأمريكي السابق في الدوحة راين كليها أن بلاده ستقوم بنشاط مكثف مع أطراف الأزمة خلال الأشهر المقبلة للتحضير للقمة التي توقع عقدها في الخريف مشيرا إلى أن ذلك" قد يكون في سبتمبر أو أكتوبر المقبل".
واندلعت الأزمة الخليجية بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو العام الماضي.
وفرضت الدول الأربع على الدوحة إجراءات عقابية بينها مقاطعتها اقتصاديا وإغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية معها بدعوى دعمها للإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه قطر بشدة.
وطرحت الدول المقاطعة 13 مطلبا كشروط مسبقة للحوار مع قطر لكن الأخيرة أصرت على أن تلك المطالب "مرفوضة وغير قابلة للتطبيق" لأنها تتصل بـ"السيادة".
ومازالت الأزمة قائمة بعد أكثر من عام مع تمسك كل طرف بموقفه، ولم تفلح كافة جهود الوساطة من قبل الكويت والولايات المتحدة الأمريكية ودعوات أطلقتها دول عربية وإقليمية ودولية في إنهائها.