人民网 2018:07:10.16:33:10
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: "الصين بلدي الثاني"... الشركات الصينية بالخارج تترك بصماتها على حياة موظفيها في دول عربية

2018:07:10.16:42    حجم الخط    اطبع

إذا سألتم الأهالي عن مصنع صيني في منطقة "بابا علي" الصناعية الواقعة في الضاحية الشرقية بالجزائر العاصمة، فسيدلونك عليه فورا: إنه شركة ((سارل)) الصينية للألمنيوم والصلب التي يذيع صيتها في المكان وما من أحد إلا ويعرفها ويقدر عملها.

فـ80 في المائة من العاملين في هذه الشركة من المواطنين الجزائريين ويحظون فيها برواتب وضمان اجتماعي على مستوى أعلى من المستوى العادي المحلي، هكذا قال رئيس الشركة تشانغ قوانغ هوا.

ويسرد لنا الشاب الجزائري حافظ، الذي ولد في المنطقة الجبلية شرقي الجزائر حيث لا توجد شركات كبرى فصار من الصعوبة بمكان عليه إيجاد فرصة عمل مناسبة، يسرد حكايته بأنه وصل إلى الجزائر العاصمة قبل سنوات وكله أمل في أن يوفق إلى وظيفة جيدة. لكن لم يحالفه الحظ في البداية، وعندما عقد العزم على العودة إلى مسقط رأسه، ورد إلى مسامعه أن هناك فرص عمل جيدة في مصنع صيني (سارل)، فتوجه إليه والتحق به وها هو يعمل فيه حتى الآن.

ولفت حافظ إلى إن المصنع يعامل الموظفين المحليين بشكل جيد للغاية، فالرواتب تصرف في مواعيدها والعلاوات والمكافئات تمنح للملتزمين بقواعد العمل. إضافة إلى ذلك، شيد المصنع للعاملين المحليين الذين يعيشون بعيدا عن المصنع، مساكن ومطاعم. وهذا ما جعله يشعر بالأمان والسعادة دون أن يخشى صعوبات الحياة اليومية، فزاد تركيزه في العمل وحرص عليه كل الحرص متمنيا أن تواصل أعمال المصنع ازدهارها على الدوام.

وبالنظر إلى الصورة الكبيرة، قال ليو تشونغ مين رئيس معهد الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية في شانغهاي إن التعاون بين الصين والشرق الأوسط اقتصر في السابق على الطاقة وخدمات المنتجات والسلع فيما كانت الاستثمارات المباشرة محدودة. و"لكن الآن، وفي ظل بناء مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، تتنوع مجالات التعاون الصيني العربي وباتت قطاعات مثل البنى التحتية والقدرة الإنتاجية والتكنولوجيا الفائقة والتمويل وغيرها شاهدا على التوسع المستمر للتعاون بين الجانبين،" مضيفا أن قيام بعض الشركات الصينية في السنوات الأخيرة بتوسيع نشاط أعمالها إلى خارج الصين ساهم في دفع عملية التصنيع وحل مشكلات البطالة وتحسين المعيشة في بعض بلدان المنطقة.

وفي العاصمة المصرية القاهرة، وجد مراسل ((شينخوا)) أنه فور إعلان فرع شركة ((جيوشي)) الصينية للألياف الزجاجية في مصر عن حوالي 20 وظيفة شاغرة في الشركة، اكتظت صالة التوظيف بما يزيد عن 200 شخص يتنافسون على هذه الوظائف ويرغبون في الفوز بها.

فقد دخلت شركة ((جيوشي)) الصينية منطقة "تيدا السويس" للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر باستثمارات تصل إجمالي قيمتها إلى 520 مليون دولار أمريكي، وتقوم الشركة حاليا بتشغيل ثلاثة خطوط إنتاج لتنتج 200 ألف طن من الألياف الزجاجية سنويا لتصبح مصر بذلك ثالث أكبر دولة منتجة للألياف الزجاجية بعد الولايات المتحدة والصين.

وأشار تشيان تشي وى، نائب مدير فرع الشركة بمصر، إلى أن عمل الشركات الصينية في مصر يرتكز على الثقافة المشتركة للشركات القائمة على الاحترام المتبادل والتعايش الودي والدعوة إلى المساعدة المتبادلة بين موظفي الجانبين لتهيئة مناخ عمل جيد يتمثل في مواجهة الصعوبات والتغلب عليها بشكل مشترك. فالتعاون بين الشركات الصينية والمصرية لا يطرح ثمارا مشتركة في العمل والإنتاج فحسب، وإنما يعمل أيضا على دفع التفاهم والصداقة بين البلدين.

وأشار تشيان إلى أن مصر تعمل الآن على الارتقاء بمنظومة الصناعة وبالتالي فإن فرص العمل في الصناعة تعد من الوظائف التي يقبل عليها الكثيرون في مصر. وفي ظل ذلك تعد الشركات الصينية، التي تتميز بدفع رواتب جيدة وتوفير نظام تدريب كامل، مواقع عمل جاذبة للكثير من المواطنين المصريين، حيث ستتاح أمامهم آفاق أرحب لتطوير مهاراتهم في ظل التجارب والخبرات التي سيكتسبونها خلال العمل في الشركات الصينية ذات القدرات التكنولوجية العالية.

وفي حديثه إلى مراسل ((شينخوا)) قال سليمان، الذي تمت ترقيته إلى منصب مسؤول كبير في شركة جيوشي بمصر، إنه كان ضمن عدد كبير من الساعين إلى فرص عمل في الشركات الصينية، وحالفه الحظ وحصل على وظيفة في هذه الشركة. فتعلم كثيرا من الموظفين الصينيين بعد التحاقه بالعمل فيها وأخذ مستواه الفني يرتفع بوتيرة سريعة. وفي السنوات الأخيرة، قامت الشركة بإرساله إلى الصين للحصول على دورات تدريبية، فطور نفسه تدريجيا ليصبح من بين مدراءها وباتت الشركة منصة يستطيع من خلالها اظهار مهاراته وقيمته الشخصية، فتفاني في العمل حرصا على تطوير نشاطها.

وشاطره أنور المصري، الذي يعمل أيضا في الشركة،الرأى قائلا إن ثمة أشياء مشتركة بين أفكار الموظفين الصينيين والمصريين، فهناك تفاهم ضمني بينهم عندما يشرعون في أعمال التنمية والتطوير، معربا عن ثقته بأن التعاون بين موظفي الجانبين سيدفع الشركات الصينية والمصرية إلى الأمام .

وأيضا في القاهرة، هناك قصص كثيرة تحكى مشاعر المصريين تجاه الشركات الصينية. فقد قال خه شياو تشنغ، المدير العام لشركة ((شيري)) الدولية للسيارات في الصين إن الموظفين المصريين يمثلون جزءا هاما من ثروات الشركة. فقد أقامت الشركة مصانع محلية في بعض بلدان المنطقة مثل مصر وإيران، وتقوم بتوظيف عدد كبير من المحليين سنويا، وبعضهم أصبح الآن من الكوادر الفنية المتميزة في المصانع، وبعضهم تدرج في سلم الحياة العملية من خريجين جامعيين إلى خبراء في الإدارة.

وتجاوزت مبيعات شيري في مصر بعد دخولها السوق المصرية منذ أكثر من عشر سنوات،80 ألف سيارة. وفي العاصمة القاهرة، تسير نحو ثلاثة آلاف سيارة من علامة شيري التجارية على شوارعها.

أما أسماء، مديرة التسويق بفرع شركة شيري في مصر، فقد التحقت بالشركة في عام 2011، وتطورت مهنيا مع الشركة لترتقى إلى منصبها الحالي. وتقول "وطني مصر ليس لديه علامة تجارية بين شركات تصنيع السيارات، لهذا يعد رفع مستوى هذه الصناعة أمرا هاما بالنسبة لنا".

وترى أن صناعة السيارات هي عبارة عن سلسلة كبيرة واسعة النطاق تشمل المصانع وقطع الغيار والوكلاء والصيانة والخدمة والتمويل...وقد تشق مصر طريقها بيسر في التصنيع المحلي إذا ما حذت حذو شركات صينية مثل ((شيري)) و((هواوى)) و((زي تي يي))...

وفي الواقع، يعمل زوج أسماء في القطاع الفني بفرع شركة هواوى الصينية بمصر، لهذا تعتبر الصين بلدها الثاني.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×