دمشق 2 يوليو 2018 /يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في الريفين الجنوبي الشرقي، والغربي في محافظة درعا (جنوب سوريا)، ضد مقاتلي تنظيم (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، وشارف على الوصول إلى معبر نصيب الحدودي، بالتزامن مع استعادته السيطرة على بلدة المسيفرة بعد انهاء الوجود الإرهابي فيها، بحسب الاعلام الرسمي السوري، ومصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن وحدات من الجيش السوري تمكنت من إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة المسيفرة بريف درعا بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها.
وذكرت وكالة (سانا) أن وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة في مركز بلدة المسيفرة شرق مدينة درعا بنحو (25 كلم) انتهت بالقضاء على العديد من الإرهابيين وفرار الباقين حيث تقوم بملاحقة فلولهم باتجاه قرية كحيل المجاورة.
ولفتت وكالة (سانا) إلى أن وحدات الجيش قامت بتأمين الأهالي في منازلهم وتمشيط البلدة وتطهيرها بشكل كامل من مخلفات الإرهابيين تمهيداً لعودة الأهالي إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فيها.
إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش السوري العاملة في درعا عملياتها العسكرية ضد معاقل التنظيمات الإرهابية المتشددة، فيما تبقى من مناطق ينتشرون فيها بالريفين الغربي والجنوبي الشرقي.
وذكرت وكالة (سانا) أن وحدات الجيش نفذت بعد ظهر اليوم ضربات مركزة على أوكار الإرهابيين في قرى وبلدات النعيمة والجيزة وصيدا وصولا إلى الحدود الأردنية المشتركة في الريف الجنوبي الشرقي التي شكلت على مدى السنوات الماضية خطوط إمداد للإرهابيين بالأسلحة والذخيرة.
وبينت وكالة (سانا) أن الضربات أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وقطع المزيد من خطوط إمدادهم بالأسلحة والذخيرة الأمر الذي من شأنه التسريع في تحرير المنطقة أو رضوخهم للمصالحة على غرار المجموعات المسلحة التي استسلمت في العديد من القرى والبلدات بريف درعا الشمالي والشرقي خلال الأيام القليلة الماضية.
ولفتت الوكالة الرسمية إلى أن الجيش وسع نطاق عملياته إلى الريف الغربي حيث وجه ضربات مركزة باتجاه أوكار إرهابيي (جبهة النصرة) وما يسمى (جيش خالد بن الوليد) المعروف بمبايعته لتنظيم داعش الإرهابي واسفرت الضربات عن إيقاع خسائر بين صفوف الإرهابيين.
من جانبه، أكد مصدر ميداني لوكالة (شينخوا) بدمشق فضل عدم ذكر اسمه أن الجيش السوري سيطر على معظم مناطق ريف درعا الشرقي، واصبح على بعد (8 كم) عن معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لافتا إلى أن الجماعات المسلحة في مدينة بصرى الشام وافقت على المصالحة وتسليم الأسلحة تمهيداً لدخول الجيش إلى المنطقة.
ويأتي ذلك بعد رفع العلم السوري في مدينة داعل في ظل انتشار للشرطة العسكرية الروسية في داعل بعد تسوية أوضاع المسلحين من خلال لجان المصالحة.
وقال المصدر الميداني إنه بعد دخول داعل أصبح الجيش السوري على مقربة من معاقل النصرة وداعش في الأرياف الغربية لحوران، موضحاً أن فشل المفاوضات في الأردن بين الجانب الروسي والمسلحين.
وكان الجيش السوريّ أعلن أنه حرّر نحو 70 بلدة في عملياته العسكرية في ريف درعا الشرقي، في وقتٍ أعلنت فيه بلدة طفس مبايعتها لتنظيم داعش.
وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن " أعداد النازحين في محافظة درعا تواصل ارتفاعها لتصل، إلى نحو 300 ألف نازح، حيث تكاد بلدات ومدن وقرى درعا خاوية من سكانها، فروا هاربين من هول القصف الذي اعتمدته قوات النظام والطائرات الروسية ".
ووثق المرصد السوري مقتل 132 مدنيا، بينهم 25 طفلاً و23 مواطنة، قتلوا منذ الـ 19 من يونيو الماضي.
وبدأ الجيش السوري عملياته العسكرية منذ أكثر من اسبوع ضد المسلحين الرافضين للمصالحة، حيث تمكن من استعادة السيطرة على العديد من البلدات، بعد موافقة العديد من المسلحين في عدد من البلدات الدخول باتفاق مصالحة.
ويحظى الجنوب السوري في الوقت الحالي باهتمام دولي مكثف، عقب الأنباء عن استقدام الجيش السوري منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته، لشن عملية عسكرية، في حال فشلت المفاوضات.
وقام الأردن بجهود وساطة لاستئناف المفاوضات بين المعارضة السورية ومفاوضين روس، من اجل التوصل لاتفاق سلام بشأن الوضع بالجنوب السوري، وسط تحذيرات دولية من كارثة انسانية ، عقب فرار الالاف من المدنيين من منازلهم هربا من العنف.
ويخضع الجنوب السوري لاتفاق خفض التوتر المبرم بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في يوليو 2017، بالعاصمة الكازاخستانية أستانا.