مقالة : الصين ودول وسط وشرق أوروبا تتطلع لإمكانيات مستقبلية باهرة

صوفيا 7 يوليو 2018/في أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس دولة صيني إلى بلغاريا خلال 18 عاما، تتسلط الأضواء على آلية التعاون المعروفة بـ(16+1)، حيث يلتقي هنا زعماء من الصين و16 دولة في وسط وشرق أوروبا، لبحث الآفاق المستقبلية لهذا التعاون العابر للأقاليم .

وخلال اللقاء السابع لرؤساء حكومات الصين و16 دولة من وسط وشرق أوروبا، يوم السبت، طرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، مقترحات لرسم خريطة طريق لتعاون (16+1)، بين الصين وهذه الدول، من أجل دفع الرخاء والتنمية المشتركين.

وقال لي في اللقاء، إنه "طالما تمسكنا بتعاوننا المنفتح، وبالنتائج المتبادلة المنفعة والفوز المزدوج، وواصلنا توطيد الثقة الثابتة، فستشهد آلية (16+1) بالتأكيد، المزيد من التطور المستقر وستضخ المزيد من الإسهامات لتطوير علاقات الصين والاتحاد الأوروبي ، ولانفتاح ورخاء العالم."

مقترحات لخلق آفاق جديدة

خلال هذا اللقاء الذي كان تحت شعار "تعميق التعاون المنفتح والواقعي من أجل الرخاء الشامل"، اقترح لي أن يعمل كلا الجانبين معا لصيانة العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة، والحفاظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على اللوائح، ومعارضة الأحادية والحمائية، والدفع النشيط لعولمة التجارة والاستثمارات وتسهيلها.

واقترح أن تشارك المزيد من دول وسط وشرق أوروبا بإنشاء أنواع مختلفة من المناطق الصناعية بما يتناسب مع ما يخدمها، ويضخ قوة حيوية جديدة للتعاون في مجال الابتكار.

ووفقا لما قاله رئيس مجلس الدولة الصيني فإن التعاون المالي يجب تعزيزه حتى تفتح المزيد من الاستثمارات وقنوات التمويل ضمن آلية التعاون(16+1) ، ودعا المؤسسات المالية في هذه الدول إلى فتح فروع لها في الصين لممارسة الأعمال .

ودعا المسئول الصيني البارز أيضا إلى الارتقاء بمستوى التعاون المحلي ودفع التبادلات الثقافية والشعبية بين الجانبين.

وعبر قادة دول وسط وشرق أوروبا عن اعتراف كامل بالإنجازات المثمرة لتعاون (16+1)، وأشادوا عاليا بمبادرات التعاون التي طرحها رئيس مجلس الدولة الصيني.

إن النتائج المتحققة ضمن إطار التعاون (16+1) خلال السنوات الست الماضية، قد فاقت التوقعات، حيث نما حجم التبادل التجاري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا إلى نحو 70 مليار دولار أمريكي، مما كان عليه وهو 40 مليارا.

وبلغت الاستثمارات الصينية المتراكمة في هذه الدول 10 مليارات دولار تقريبا، بينما استثمرت هذه الدول أكثر من 1.4 مليار دولار في الصين.

ويوم السبت، أصدرت الصين ودول وسط وشرق أوروبا بصورة مشتركة خططا إرشادية لتعاونها، وشهد الزعماء توقيع أكثر من 20 وثيقة تعاونية. وافتتح لي كه تشيانغ ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف، منطقة العرض الزراعي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.

التعاون يتماشى مع المصالح الأوروبية

خلال هذه الفعاليات الدبلوماسية الحيوية في صوفيا، ومنها منتدى الأعمال بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، أكد المسئول الصيني مجددا على أن تعاون 16+1، الذي يضم أعضاء بالاتحاد الأوروبي وغير أعضاء فيه، هو منصة تعاونية منفتحة وشفافة وشاملة.

وخلال منتدى الأعمال الثامن هذا بين الجانبين، أشار لي إلى أن الصين غير مدفوعة جيوسياسيا، في تعزيز تعاونها مع دول وسط وشرق أوروبا.

وأكد أن آلية التعاون 16+1 لا تصب في صالح التنمية لكلا الجانبين فحسب، بل تساعد في تقليل الفجوة داخل الاتحاد الأوروبي، من خلال تحقيق تنمية متوازنة ودفع تكاملية الاتحاد ، موضحا أن هذه الآلية التعاونية تتماشى مع مصالح أوروبا.

وقال أيضا إن هذه الآلية حريصة دوما على اتباع القواعد الدولية، ومنها قواعد منظمة التجارة العالمية، وأطر العمل القانونية والتنظمية للاتحاد الأوروبي .

والأكثر من هذا، فإن الصين تتمسك بضرورة أن يكون التعاون ضمن (16+1) على أساس مبدأ التشاور المكثف والإسهام المشترك والمنافع المتشاطرة، بينما يتعين على المؤسسات المشاركة في مناقصات وعقود المشاريع الأوروبية أن تعمل وفقا لقواعد السوق ولوائح الأعمال ، وفقا لما أكده المسئول الصيني.

وأعربت كافة الأطراف عن موافقتها على أن آلية التعاون 16+1 ليست أداة جيوسياسية، بل منصة تعاون براغماتي حيث ينفذ التعاون متماشيا مع قواعد الاتحاد الأوروبي، وأن هذه الآلية ستخدم كلا من الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وتسهل عملية التكامل الأوروبية ، وبهذا تكون مفيدة لصالح تقوية الاتحاد الأوروبي وليس إضعافه.

اللقاءات الرفيعة المستوى تعزز التوافقات

خلال وجوده في صوفيا، التقى لي كه تشيانغ مع العديد من قادة دول وسط وشرق أوروبا، كل على حدة، واتفقوا على المزيد من تعزيز التعاون بمختلف المجالات.

وخلال هذه اللقاءات، أكد عدة زعماء ، منهم مثلا ، رؤساء وزراء كل من لاتفيا ، وجمهورية التشيك، ورومانيا، على رغبة واستعداد بلدانهم للعب دور إيجابي لتعزيز التعاون مع الصين بمختلف المجالات.

وخلال هذا اللقاء، عبر الزعماء من دول وسط وشرق أوروبا عن تطلعاتهم للمزيد من توطيد العلاقات البينية.

يذكر أن بلغاريا هي أول محطة لجولة يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لأوروبا ، وتستمر أسبوعا . وهذه أول زيارة يقوم بها لي إلى بلغاريا، منذ توليه منصبه، وسيواصل جولته الأوروبية ويتوجه إلى ألمانيا في 8 يوليو الحالي.