القاهرة 2 يوليو 2018 / تبنى البرلمان العربي دعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة حول مدينة القدس.
وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن لجنة فلسطين بالبرلمان العربي التي عقدت اليوم (الإثنين) برئاسة رئيس البرلمان مشعل السلمي، أقرت الدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة حول القدس.
واعتبر الأحمد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان العربي، عقد بالقاهرة اليوم، أن المؤتمر المدعو اليه الطريق الوحيد أمام المجتمع الدولي لتصحيح الخطأ الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام، قائلا "ولن يكون دورها مقبولا إطلاقا قبل أن تتراجع عن موقفها بشأن القدس واللاجئين وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية".
وأوضح أنه "سيكون هناك في المرحلة المقبلة تنسيق بين البرلمان العربي والبرلمانات العربية وبشكل خاص مع المجلس الوطني الفلسطيني لمتابعة المعركة المصيرية الخاصة بالقرار الأمريكي بشأن القدس والتي نواجه فيها تحديا على مستقبل أمتنا العربية بأكملها".
وأشار إلى أن الوقت حان كي يلتزم العرب بما تم إقراره في القمة العربية 1980 بمقاطعة أي دولة تنحاز إلى إسرائيل.
وأضاف الأحمد أن اضطرار الولايات المتحدة الأمريكية للانسحاب من مجلس حقوق الإنسان وموقفها من اليونسكو، يدل على أن المواقف العربية ستؤدي إلى عزل الولايات المتحدة على الصعيد الدولي.
ونوه بأن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الظهران بالسعودية أكدت أن القدس قضية عقائدية ورئيسية ولا يمكن القفز على قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة والقدس عاصمتها وأيضا حل قضية اللاجئين والتي تريد الولايات المتحدة أيضا القفز عليها.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، أن لجنة فلسطين بالبرلمان ركزت في اجتماعها اليوم علي مناقشة القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، لافتا إلى أنه تم وضع خطة عمل للتصدي لهذا القرار .
وقال السلمي إن من عناصر الخطة التي تم اقراراها دعوة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لرعاية عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية.
ودعا رئيس البرلمان العربي الدول العربية لإعادة النظر في علاقاتهم بالدول التي نقلت سفاراتها إلى مدينة القدس المحتلة، كما دعا الشعوب العربية إلى مقاطعة بضائع تلك الدول.
وأكد أن القرار الأمريكي بنقل السفارة هو باطل ومخالف للقانون الدولي ولن يغير الحقيقة التاريخية والثابتة بان القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين.
وأوضح أنه سيتم مخاطبة برلماني باراجواي وجواتيمالا اللتين نقلتا سفارتيهما الي القدس وابلاغهما إدانة ورفض قرار نقل السفارة، واعتباره إجراء مرفوضا وباطلا قانونا ويتحدي القانون الدولي.
ولفت السلمي إلى أن الخطة تتضمن أيضا الدعوة للتنسيق والتحرك المشترك بين الجامعة العربية والبرلمان العربي والتأكيد علي أن القدس خط أحمر وموضوع أساسي لا يمكن التنازل عنه.
في السياق ذاته، طالبت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، جامعة الدول العربية بسرعة التحرك عربيا ودوليا لمواجهة المشاريع الأمريكية التي تقوض فرص السلام في المنطقة.
وقالت اللجنة في بيان لها اليوم، "إن المبادرة الأمريكية لإعمار غزة بدعوى تخفيف المعاناة عن أهالي القطاع وعن طريق جمع أموال خليجية لهذا الغرض إنما تهدف إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية، وتمهد لصفقة القرن المشبوهة المزمع الإعلان عنها والتي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن طريق الوفد الأمريكي الذي زار المنطقة في الأيام الأخيرة".
وأدانت اللجنة ما وصفته بـ "الانحياز الكامل للولايات المتحدة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي وإعلانها الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الأممي ومساعيها المستمرة للضغط على كافة المنظمات الدولية لصالح إسرائيل".
ونددت بمصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية وتماديها في بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وهدم منازلهم، مطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتكاتف دول العالم لتقديم كافة صور الدعم للفلسطينيين.
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس في 14 من الشهر الماضي.
وأخر محادثات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت في العام 2014 بعد تسعة أشهر من وساطة أمريكية لم تفض إلى أي تقدم لإنهاء الصراع المستمر بين الجانبين منذ عدة عقود.