人民网 2018:06:08.09:26:08
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: أجواء حزن وألم في حي كانت تسكنه مسعفة فلسطينية بغزة قتلت برصاص اسرائيلي

2018:06:08.09:29    حجم الخط    اطبع

غزة 7 يونيو 2018 / يرتسم الحزن وألم الفقدان على أغلب الوجوه في حي صغير على أطراف مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة تقطنه عائلة المسعفة الفلسطينية رزان النجار التي قتلت يوم الجمعة الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي.

وظل أفراد من مختلف الأعمار من جيران عائلة النجار يجلسون قبالة منازلهم على كراس بلاستيكية في أجواء من الحداد بعد خمسة أيام من إعلان الخبر الصادم بمقتلها وأربعة أيام على تشييع جثمانها.

وانتشرت في الحي وعلى واجهة منزل عائلة رزان صور بأحجام مختلفة لها وهي ترتدي معطفها الأبيض وتبتسم على حياء.

وقضت رزان (21 عاما) بعيار ناري أصابها خلال عملها في إنقاذ مصابين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي ضمن "مسيرات العودة" التي انطلقت على حدود قطاع غزة في 30 مارس الماضي.

وشارك آلاف المشيعين في جنازة رزان في غزة يوم السبت الماضي منهم الكثير من الشبان ممن كانت عالجتهم عندما أصيبوا في مواجهات سابقة على الحدود مع إسرائيل.

وفي موكب التشييع جرى وضع المعطف الأبيض المميز للمسعفين الذي كانت تلبسه رزان وقد تلطخ بالدم فوق جثمانها إلى جانب بطاقتها التعريفية كمسعفة متطوعة لدى أطقم الإغاثة الطبية.

والمعطف والبطاقة التعريفية هو ما تبقي لأم رزان التي تجلس في منزلها على وقع صدمة فقدان ابنتها البكر، تستمتع وهي شاردة الذهن لعبارات نسوة بجانبها يحاولن تخفيف ألمها.

وتقول الوالدة المكلومة المعروفة باسم أم أحمد وهي في منتصف الأربعينات من عمرها وأم لستة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مقتل ابنتها بهذه الطريقة "فاجعة وجريمة".

وتوضح أم أحمد أن رزان "التحقت بمجال الإسعاف منذ عامين وتحصلت على دورات مكثفة كما أنها تطوعت في المستشفى المحلي في خان يونس قبل أن تقرر التطوع في مسيرات العودة".

وتقول "كانت رزان أول متطوعة للعمل كمسعفة ميدانية في خيام العودة منذ أول جمعة لها (..) سلمية المسيرات شكلت حافزا لرزان وللعائلة حتى تبادر إلى التطوع وتعمل في إنقاذ المصابين".

ولم تكتف رزان بالتطوع طوال ساعات النهار لإنقاذ المصابين في احتجاجات مسيرات العودة بل إنها كانت تشتري على نفقتها الخاصة ما يلزم في عملها من وسائل إسعاف بدائية.

الشاش والقطن الطبي وعبوة مطهر وقفزات طبية وأدوات أخرى بسيطة كان تملء خزانة صغيرة موضوعة بجانب سرير رزان كما ظهر لدى تفقد الأم غرفة نوم فقيدتها.

وانطلاقا من عملها تحولت رزان إلى رمز آخر لمسيرات العودة وتصدرت صورها المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية.

وهاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والد رزان واعتبرها "شهيدة فلسطين وشهيدة الواجب الإنساني"، مؤكدا أن استهداف الطواقم الطبية "دليل قوي على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

واتهم المسؤولون الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل رزان وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق دولية.

وبهذا الصدد تقول والدتها إن رزان "تحولت إلى وجه معروف للجميع على مدار أسابيع مسيرات العودة واستهدافها برصاص حي هو جريمة متعمدة مع سبق الإصرار".

وتضيف "أقل ما نطالب به هو لجنة تحقيق دولية ومحاسبة لمن أطلق النار على رزان ومن أصدر له الاوامر بذلك ومحاكمة قادة الاحتلال دوليا".

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مساء أمس الثلاثاء جاء فيه أن النتائج الأولية للتحقيق بشأن مقتل المسعفة رزان النجار "أظهرت أنها لم تقتل عن عمد".

لكن مسعفين كانوا زملاء لرزان يرفضون رواية الجيش.

ويقول أحد هؤلاء واسمه فارس القدرة (30 عاما) لـ ((شينخوا))، إن رزان قتلت خلال ركوضها باتجاه السياج الحدودي شرقي بلدة خان يونس في محاولة للوصول إلى جريح وكان معطفها الأبيض مميزا لدورها وعملها.

والقدرة كان مع رزان من أوائل المتطوعين للعمل كمسعفين منذ بدء احتجاجات مسيرات العودة على أطراف شرق خان يونس.

ويقول القدرة عن رزان "لم تغادر ميدان المواجهات يوما وهي تتحلى بشجاعة هائلة في سبيل إنقاذ أرواح المصابين".

وعن واقعة مقتلها، يروى القدرة أنهم تلقوا عصر الجمعة نداءات مفاجئة بوجود مصاب بالرصاص الحي في منطقة متقدمة من الحدود ما دفعها للتوجه إليه بسرعة مع زملاء لها.

ويوضح "بعد قليل من خروجها من خيمة النقطة الطبية قضت رزان باستهداف مباشر جراء عيار ناري اخترق صدرها وخرج من ظهرها، كما أصيب معها ثلاثة مسعفين في نفس اللحظة".

ورفض النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي الذي يترأس جمعية الإغاثة الطبية رواية الجيش الإسرائيلي وقال إنها "تناقض الوقائع وتمثل محاولة للكذب بهدف التهرب من الجريمة".

وتساءل البرغوثي في بيان أصدره بهذا الخصوص "كيف لا يكون إطلاق النار مباشرا إذا كانت الشهيدة النجار قد أصيبت برصاصة في صدرها اخترقت ظهرها وأودت بحياتها".

واعتبر أن بيان الجيش "يمثل إقرارا غير مقصود بمسؤوليته عن الجريمة، واعترافًا ضمنيًا بأنه قتل النجار سواء كان إطلاق النار مباشرا أو غير مباشر ما يتطلب عقابا دوليا له".

وقتل أكثر من 120 فلسطينيا وأصيب ما يزيد على 13 ألف فلسطيني في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة.

ومن بين تلك الحصيلة قتل مسعفان وأصيب أكثر من 250 آخرين بحالات اختناق وبالرصاص الحي.

ورزان نفسها سبق أن أصيبت عدة مرات بحالات اختناق شديد بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع خلال عملها في مناطق المواجهات بحسب ما تروى زميلتها فاطمة النجار (28 عاما).

وجمعت فاطمة علاقة صداقة قديمة مع رزان رغم فارق السن بينهما بفضل ما تحلت به الأخيرة من دماثة أخلاق وروح مرحة.

وتقول فاطمة إن مبادرة رزان للتطوع كمسعفة هو ما شجعها على الاقتداء بها، وتشير إلى أنها كانت أكثر المتطوعين شجاعة وإقداما على مواجهة مصاعب مهمتهم.

وتضيف أن مقتل رزان شكل صدمة كبيرة لكل زملائها ومن تعرف عليها، لكنه أيضا يمثل دافعا لمواصلة رسالتها في بذل كل جهد ممكن لإنقاذ المصابين مهما كان الثمن مقابل ذلك.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×