بكين 31 مايو 2018 /حصل جاكي تشانغ، وهو مغني بوب صيني مشهور، على شهرة "صياد الهاربين" مؤخرا، بعد أن قبضت الشرطة ثلاثة من المشتبه بهم في غضون شهرين في حفلاته الموسيقية.
وأعلنت شرطة محلية إلقائها القبض على مشتبه به في حفلة موسيقية لجاكي تشانغ في مدينة جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين مساء 20 مايو. وذلك بعد اعتقال اثنين من المشتبه بهم في حفلتين في مدينتي قانتشو ونانتشانغ في شرقي الصين يومي 5 مايو و7 أبريل.
كيف استطاعت الشرطة العثور على المشتبه بهم ضمن عشرات الآلاف من المتفرجين وفي ضوء ضئيل؟ الإجابة تكمن في تكنولوجيا التعرف على الوجه فهي "صيادة الهاربين" الحقيقية.
وبحسب تقرير الشرطة فإنه لم تمضي سوى دقائق معدوده حتى أصدر النظام تحذيرا بشأن ظهور مشتبه به اجتاز بوابة الفحص الأمني في الحفلة الموسيقية، وألقت الشرطة القبض عليه بعد انتهاء الحفلة. ولم يتخيل المشتبه به أنه يمكن العثور عليه بين عشرات الآلاف من الناس، وفقا لما ذكرت الشرطة.
إن تكنولوجيا التعرف على الوجه ليس أمرا جديدا في الصين، بل بدأت الصين استخدام هذه التكنولوجيا للغرض الأمني في عدة اجتماعات دولية مهمة في السنوات الأخيرة، بما فيها قمة مجموعة العشرين في سبتمبر عام 2016 وقمة دول البريكس في سبتمبر عام 2017.
في محافظة فانشيان بمقاطعة خنان بوسط الصين، عندما دخل رجل حياً سكنياً رصدته كاميرات المراقبة، فانطلقت على الفور اجراس الإنذار في محطة الشرطة المحلية. فبدعم من نظام التعرف على الوجه، حدد ضباط الشرطة باحتمالية تأكيد تصل نسبتها إلى 95 في المائة بأن الرجل هو مشتبه به في سرقة دراجة كهربائية وتم القبض عليه في أقل من ساعتين.
وقال ضابط شرطة محلي إن التقنية المستخدمة من قبل رجال الشرطة في المحافظة قادرة على مقارنة صور الأشخاص في الشوارع مع المشتبه بهم في قاعدة بيانات الشرطة، ثم تنذر الشرطة على الفور عندما يصل معدل التطابق إلى رقم محدد سابقا.
وفي أقل من سنة، ساعدت التقنية الشرطة المحلية على تحديد واعتقال 80 مشتبها به، من بينهم 2 كانا على قائمة المطلوبين الوطنيين المشتبه بهم في ارتكاب جرائم عنف .
هذا وبدأ عدد متزايد من المطارات الصينية حاليا استخدام أنظمة التعرف على الوجوه للمساعدة في إسراع عمليات الفحص الأمني وتحقيق إرضاء المسافرين عبر الخطوط الجوية.
تم تزويد الأنظمة المساعدة المذكورة في ما إجماليه 557 قناة فحص أمني بـ 62 مطارا تشمل مطار بودونغ الدولي في شانغهاي، ومطار باييون الدولي في قوانغتشو.
ووفر النظام المذكور فعالية ودقة عاليتين بعدما تم استخدامه في نحو 80 بالمئة من مطارات البلاد التي يتجاوز عدد المسافرين عبرها حاجز الـ 30 مليون شخص.
وليس مجال الأمن العام والجمارك هي القطاعات الوحيدة التي تستفيد من تكنولوجيا التعرف على الوجه، إذ دخلت التكنولوجيا إلى مجالات عديدة في معيشة الصينيين. ويمكن للمواطنين الشراء في محلات بدون الباعة وسحب الأموال بدون البطاقات المصرفية على أساس هذه التكنولوجيا، لتصبح المعيشة أكثر سهلة للناس.
أظهر تقرير صادر من معهد تشيانتشان الصيني لدراسة الصناعات أن حجم سوق صناعة تكنولوجيا التعرف على الوجه بلغ 1.725 مليار يوان ( حوالي 269.41 مليون دولار أمريكي ) في عام 2016، بزيادة 28 بالمائة على أساس سنوي، وشكل قرابة 10 بالمائة من الإجمالي العالمي.