ترجمة وتحرير / د. فايزة سعيد كاب
يوافق يوم 5 يونيو الذكرى السنوية الأولى لقطع كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها من الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع قطر. عام يمر على الازمة، لم تشهد الحياة اليومية للقطريين تأثيرا كبيرا، ومع ذلك فإن قطع العلاقات الدبلوماسية والحصار والحظر على الطيران والسياحة والصناعة المالية القطرية أدى الى ظهور جروح مختلفة.
يعتقد الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر لدراسة السياسات العامة بواشنطن كريستيان أولريتشسين أن قطر استطاعت أن تقف أمام عاصفة قطع أربع دول علاقاتهم معها، لكنها فشلت في تجنب دفع تكاليف الازمة.
كما أدت ازمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر الى تفكيك مجلس التعاون الخليجي، واقتراب قطر من إيران وتركيا. وقال كريستيان أولريتشسين في مقارنة بين الأزمة الدبلوماسية الخليجية وغزو العراق للكويت عام 1990:" من الصعب التنبؤ بكيفية اعادة توحيد بلدان الخليج العربية مرة أخرى ...العداء الذي خلقه قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر قد يمتد سنوات الى جيل واحد لتغلب عليه. "
وقد بذلت الكويت والولايات المتحدة وبلدان اخرى جهودا كبيرة في الوساطة بين أطراف الازمة، لكنها انتهت دون نتائج تذكر. ويعتقد المحللون أن أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لا فائزا ولا رابحا فيها ولها اتجاها طويل الامد.
كتب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يوم 5 يونيو الجاري يدعو فيها الى وضع حد للحصار على قطر، قائلا:" استعادة الوحدة الخليجية وإقامة إطار جديد لحل النزاع يمكن أن يجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا واستقرارا."
ومع ذلك، وفقا لوسائل الاعلام الفرنسية، ذكرت المملكة العربية السعودية في خطاب ارسلته الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنها لا تستبعد إمكانية القيام بعمل عسكري ضد قطر إذا ما قامت الأخيرة بشراء منظومة الصواريخ الحديثة للدفاع الجوي "إس- 400" من روسيا.
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن الجهود الدبلوماسية مستمرة، وعلم أن قادة الولايات المتحدة ودول الخليج من المقرر أن يجتمعوا في سبتمبر من هذا العام، وبحلول ذلك الوقت "سيتم عرض آخر الجهود والأفكار. وستكون القمة فرصة لإنهاء هذه الأزمة".