سياتل أول مايو 2018 / تعد قمة الجودة الأولى بين الصين والولايات المتحدة، التى افتتحت هنا أمس الاثنين، مناسبة مثالية لقاعدة الأعمال الصينيين والأمريكيين والمحترفين في مجتمع الجودة للقاء سويا لتبادل معرفتهم وأفكارهم بشأن الابتكار في العصر الرقمي، صرح بذلك خبير أمريكي أمس الاثنين.
وقال ويليام تروي، الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية للجودة، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا حدث تاريخي. لم تعقد من قبل مثل هذه القمة مع أصدقائنا الصينيين في الولايات المتحدة. انه انجاز كبير ان نجتمع لنجعل هذا يحدث."
وفي إطار القمة العالمية للجودة، المعروفة رسميا باسم المؤتمر الدولي للجودة وتحسينها 2018 الذي تستضيفه الجمعية الأمريكية للجودة، عقدت القمة الصينية-الأمريكية منصة لتبادل المعلومات بين تنفيذيين أمريكيين وصينيين بارزين وكذا مسئولين بالحكومتين وخبراء جودة.
يذكر ان هذا الحدث جذب نحو 20 رئيسا تنفيذيا وقائد أعمال من الشركات الصينية الكبرى مثل شانغهاي تشنهوا للصناعات الثقيلة وهاير جروب وشيامن اير و50 رائد أعمال من نحو 30 شركة أمريكية، بما فيها بوينج وجوجل وآي بي إم و مايكروسوفت.
وقال "كل شخص على جدول الأعمال اليوم يظهر ان ما ستسمعونه هنا هو انه هناك الكثير من الخبرات. لا يهم حقا أين تعيش في العالم. هناك الكثير من الخبرات بشأن موضوع الجودة."
وأضاف "ما نحاول القيام به في هذه القمة هو جمع هذه الخبرات حتى نستطيع المشاركة والتعلم من أجزاء أخرى في العالم هنا في الولايات المتحدة. والصين تستطيع بالطبع التعلم مما نفعله هنا في الولايات المتحدة. إنها فرصة عظيمة لجميع المشاركين."
المندوب الصيني يتحدث أولا
شهد المؤتمر أول متحدث صيني رئيسي ألقى خطابا في مراسم الافتتاح لهذا الحدث السنوي الذى يستمر ثلاثة أيام، وهذا شيء لم يحدث من قبل في تاريخ الجمعية في العقود الماضية.
وقال هوانغ قوه ليانغ، رئيس الوفد الصيني الذي يتكون من 60 مسئولا حكوميا ورائد أعمال ومحترف من 8 مقاطعات وبلديات صينية، في خطابه الهام إن جودة البيانات هي الأساس بالنسبة للابتكار في مجال الجودة خلال العصر الرقمي.
واضاف "مع التقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا أصبحت الدول تعتمد على بعضها البعض ولديها درجة عالية من تكامل المصالح. ولهذا لم يعد من الضروري تطوير وتصنيع كل مكون من منتج من قبل دولة واحدة بمفردها."
ومتفقا مع وجهة نظر هوانغ، قال تروي إن رئيس الوفد الصيني "ألقى خطابا رائعا" و"تحدث عن كيف يوجد جوع لدى كل انسان للجودة، مهما كانت الأشياء التي نتوق إليها صغيرة أم كبيرة أم أعلى."
وأشار تروي "أهمية الجودة هي منح الانسان حياة أفضل. وهذا هو هدفها الأساسي ... انها أكثر من مجرد كونها عن عملية أكثر كفاءة إنها عن كيفية توفير حياة أفضل للانسان وجعل عملنا أفضل وأكثر سلامة واستدامة."
وقال الرئيس التنفيذي للجمعية "نريد دفع تلك المحادثات في هذه القمة. ولدينا بعض من كبار الشخصيات من كل من الولايات المتحدة والصين التي تعمل في مجال الجودة وسنقوم بتبادل الأفكار بشأن كيفية تعزيز الجودة ومساعدتنا كلنا في مشاركة منافع الجودة."
وفى معرض الحديث حول سبب اختيار الصين من قبل الجمعية كأول متحدث أجنبي رئيسي، قال تروي "عندما بدأنا الحديث عن عقد القمة قررنا ان تكون قمة للتحدث عن الجودة على كل مستوى عال واستراتيجي."
وأضاف "كانت فرصة جيدة لنا لان ندعو مسئول كبير يعمل في مجال الجودة على مستوى عال لالقاء كلمة في مؤتمرنا والتحضير لمستوى رفيع جدا للمناقشة."
وأشار إلى ان المؤتمر به مجموعة كبيرة من المشاركين من الصين والولايات المتحدة وكل شخص قادر على تقديم رؤى وسنتحدث عما تعلمناه من بعضنا البعض.
وأكد بقوله "الصين لديها الكثير لتقدمة، وهناك الكثير من الخبراء وهناك تركيز كبير على الجودة. الجمعية تعمل في مجال الجودة، وعلى ذلك فاننا نرغب في الاستفادة من ذلك ونعلم ان الصين تركز بشكل كبير على هذا الأمر."
وقال "لهذا السبب، سترون الكثير والكثير من المشاركة من قبل الصين ومواطنين صينيين فى مهام الجمعية."
وأشار إلى انه كان في الصين لمرتين لحضور مؤتمر الجودة وشعر بان التزام الصين تجاه الجودة كان مثيرا جدا للاعجاب.
وأضاف "رأيت الالتزام ببناء الجودة على كل مستوى كبير وما دونه."
المؤتمر يصب في مصلحة الولايات المتحدة والصين
وردا على سؤال عما اذا كانت الاحتكاكات التجارية الحالية ستؤثر على التعاون بشأن الجودة بين الصين والولايات المتحدة، قال "اعتقد ان هناك منافع كثيرة للبلدين. والنقاش بشأن الجودة سيزيد هذه المنفعة."
وقال "حقيقي اننا لدينا بعض الخلافات وهناك مجال تنافسي. ولكن في رأيي مجال التعاون أكبر بكثير من مجال التنافس. اذا ركزنا على ذلك وعلى المستقبل، نستطيع بالفعل مساعدة البلدين والشعبين. وهذا هو الهدف النهائي للجودة."
وأضاف "جعل الحياة الأفضل أكثر استدامة عملية ستساعدنا جميعا وستعود بالنفع على العالم."
وإشار إلى ان المندوب الصيني أشار إلى نقطة جيدة للغاية عن أهمية استخدام البيانات الضخمة التي اعتقد انها ستكون مستقبل الجودة.
وقال الرئيس التنفيذي "اذا ما استخدمت الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لابلاغ قراراتنا عن الجودة، اعتقد انه سيكون أمرا هاما للغاية وسيكون ذلك في المستقبل حتي نتمكن من صنع قرارات أفضل ونستطيع تخفيض التأثير على البيئة ونستطيع مساعدة الشعوب في تحقيق الجودة في حياتهم."
وفى معرض الاشارة إلى ان الجودة والابتكار يتطلبان الالتزام على القمة، قال تروي "اعتقد ان الشركات الأكثر نجاحا هي من يؤمن رؤساؤها التنفيذيون ومجالس إداراتها ورؤساء مجالس إداراتها بالجودة، وبعد ذلك ينتشر هذا الفكر في المنظمة كلها."
تجدر الإشارة إلى ان مؤتمر الجودة هو الأكبر والأكثر تأثيرا فيما يتعلق بالجودة، حيث يجذب ما يقرب من 2000 إلى 3000 مشارك من أكثر من 50 دولة ومنطقة كل عام منذ انطلاقه 1947.