بكين 29 أبريل 2018 /في تاريخ السياسة الديمقراطية الحديثة في الصين، لاتزال الدعوة التي صدرت عن الحزب الشيوعي الصيني قبل 70 عاما تستحق الاهتمام اليوم.
وخلال نضالها ضد السياسة الدكتاتورية والحرب الأهلية، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني "شعارات أول مايو" في 30 أبريل 1948، داعية الأحزاب غير الشيوعية والأفراد بدون انتماءات حزبية لعقد مؤتمر سياسي استشاري وتأسيس حكومة ائتلافية ديمقراطية.
وحصلت الشعارات على استجابة حماسية وأعلن الجميع انهم على استعداد لبناء صين جديدة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وانتصروا في النهاية، وانعقد المؤتمر الاستشاري السياسي الأول للشعب الصيني عشية تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949. وتأسس نظام قائم على التعاون والتشاور السياسي متعدد الأحزاب بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.
ويؤكد النظام على قيادة الحزب الشيوعي الصيني وعلى الديمقراطية الاشتراكية، ويتسم التشاور السياسي والمشاركة في بحث شئون الدولة والرقابة الديمقراطية. وتعمل الأحزاب غير الشيوعية والأفراد بدون انتماءات حزبية كمستشارين ومساعدين ورفاق بشكل جيد جنبا إلى جنب مع الحزب الشيوعي الصيني في حين تحسين قدراتهم التشاورية.
انه "نوع جديد من النظام الحزبي ينبت من أرض الصين" ويتوافق مع واقع الصين. بالنسبة لدولة تبلغ مساحتها أكثر من 9.6 مليون كيلومتر مربع وشعب يتكون نسيجه من 56 مجموعة قومية، النظام مناسب ويعمل بشكل فعال.
ويقدم النظام المصالح الأساسية لكل الشعب ويفي بتطلعاتهم، بحيث يتجنب عيوب الأنظمة الحزبية التي عفا عليها الزمن وتمثل فقط قلة مختارة أو مصالح ثابتة.
يوحد النظام الصيني كافة الأحزاب السياسية والأفراد غير المنتمين لأحزاب حول هدف مشترك، وبذلك يعمل على المنع الفعال لعيوب غياب الاشراف في نظام الحزب الواحد أو تناوب السلطة والتنافس المشين بين الأحزاب السياسية المتعددة.
يجمع أيضا النظام الأفكار والمقترحات ويبتعد عن نقطة ضعف أخرى للنظام الحزبي القديم الذي تقيد فيه عملية صنع القرار والحوكمة بمصالح مختلف الأحزاب السياسية والطبقات والمناطق والمجموعات ومن ثم تفتت المجتمع.
الحقائق برهنت على ان النظام يتسم بالكثير من الحيوية، بقيمه التي تتجلى في المشاركة السياسية والتعبير عن المصالح والتكامل الاجتماعي والرقابة الديمقراطية والحفاظ على الاستقرار.
وكما أشار وان اه شيانغ، رئيس اللجنة المركزية للجنة الثورية لحزب الكومينتانغ الصيني، فالنوع الجديد للنظام الحزبي اختراع سياسي عظيم من جانب الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني وأيضا الأحزاب غير الشيوعية والمواطنين غير المنتمين لأحزاب. وحيث انه مكون هام للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، أظهر النظام "ميزته السياسية والمؤسسية الفريدة".
وكما تعلم الشعب الصيني، فقط النظام الممتدة جذوره في أرض الصين وترعرع فيها هو الجدير بالثقة وهو الذي سيخدم مصالح الشعب.
هذا الدرس ينبغي مشاركته مع بقية العالم، في الوقت الذي رأينا فيه ان الاختيار الخاطىء لمسار التنمية السياسية يؤدى إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والارتباك الوطني وانهيار الحكومات في بعض الدول.
فالنظام الحزبي ليس فقط حلية للزينة، بل يتعين استخدامه لحل المشكلات التي يريد الشعب حلها.
وبعد سبعين عاما على "شعارات أول مايو"، تسعي الصين جاهدة نحو تحقيق حلم الاحياء العظيم للامة الصينية. وأحد أهدافها المحددة هو بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة بحلول منتصف القرن.
ومن المتوقع ان يلعب النظام الحزبي الجديد دورا كبيرا في هذا الشأن ويظهر للعالم ان هناك أكثر من نموذج واحد للديمقراطية يمكن ان يسفر عن حوكمة جيدة، ومثال الصين فقط يظهر ان البدائل موجودة.