خبير أمريكي: خطة تعريفات ترامب ضد الصين "ضوضاء سياسية أكثر من إستراتيجية حقيقية"

نيو هايفن، الولايات المتحدة 29 إبريل 2018 /رأى خبير أمريكي أن خطة التعريفات العقابية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين منحازة سياسيا وتحمل اتهامات غير حقيقية.

وقال ستيفن روتش، الرئيس السابق لمجلس إدارة بنك "مورغان ستانلي آسيا" والزميل البارز في معهد جاكسون للشؤون العالمية في جامعة ييل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة، "إنها مجرد ضوضاء سياسية أكثر من كونها إستراتيجية حقيقية".

ولفت الاقتصادي الأمريكي إلى أن ما يطلق عليه اسم "تقرير البند 301 الخاص بحقوق الملكية الفكرية" جانب الصواب في بعض النقاط الرئيسية.

ويسمح البند 301، وهو تدبير في إطار قانون التجارة الأمريكية لعام 1974، للرئيس باتخاذ إجراءات لازمة، بما في ذلك الانتقامية منها، في حال توصل تحقيق إلى أن هناك ممارسات تجارية خارجية تثقل كاهل التجارة الأمريكية أو تقيدها، أو أنها غير معقولة أو تمييزية.

في 22 مارس الماضي، وقع ترامب مذكرة يمكن أن تفرض تعريفات على واردات تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار أمريكي من الصين وتقيد الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.

-- اتهامات غير حقيقية

ويتهم التقرير الذي أعده الممثل التجاري الأمريكي الصين بـ "نقل التكنولوجيا القسري" في مشاريع مشتركة. ويقول إنه يتعين على الشركات الأمريكية أن تسلم تقنيات وأنظمة تشغيل خاصة بها من أجل القيام بأعمال تجارية في الصين.

وقال روتش "لا أعتقد أن هذا صحيح"، معتمدا على خبرته عندما عمل لدى "مورغان ستانلي" في مشروع مشترك مع بنك الصين للتعمير.

وخلال ارتباطهم لبناء أول بنك استثماري صيني في عام 1995، تقاسم الشريك الأمريكي ممارساته التجارية ونظم التوزيع.

وأفاد روتش "لقد كان هذا جهدا واعيا من جانبنا للمشاركة"، مضيفا "لقد فعلنا ذلك طواعية"، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية وأخرى متعددة الجنسيات تشارك عن طيب خاطر في هذه الترتيبات، التي تم التفاوض عليها قانونيا، لأسباب وجيهة تجاريا.

كما يتهم التقرير الصين بأنها الدولة الوحيدة التي وضعت خطة مثل "صنع في الصين 2025" لتنمية صناعاتها ذات التقنية العالية.

ووفقا لأبحاث روتش، فإن العديد من الدول تنخرط في بناء صناعات قوية، بما في ذلك اليابان وألمانيا والولايات المتحدة نفسها. وقال إنه "حقا لمن النفاق بالنسبة للولايات المتحدة انتقاد الصين لتطبيقها سياسات صناعية".

-- حرب تجارية خاسرة للجميع

يعتبر الكثيرون أن خطة التعريفات الأمريكية العقابية التي تستهدف الصين هي خطوة انفرادية تشكل تهديدا للتجارة العالمية. وهي تتسق مع التوجه القائم منذ أمد طويل في إلقاء اللوم على العجز التجاري لفقدان وظائف التصنيع في الداخل.

وقال روتش، في تعليقه على النية الحقيقية وراء هذا الإجراء، "يعتقد (ترامب) أن الصين مسؤولة عن العديد من المشاكل التي لا تزال تمنع أمريكا من أن تكون عظيمة مرة أخرى".

وبحسب أبحاثه، كان لدى الولايات المتحدة في عام 2017 عجز تجاري مع 102 من الدول. وأفاد الاقتصادي البارز "لدينا مشكلة متعددة الأطراف، من الخطأ النظر إلى واحدة أو اثنتين من القطع كدليل على مشكلات ثنائية".

واصفا النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بأنه قضية خطيرة، وإن تم التعامل معه بطريقة غير سليمة، قد يزيد خطر نشوب حرب تجارية، أكد أن "العولمة تحقق الربح للجميع بينما تعود الحرب التجارية بالخسارة على الجميع".

-- حيوية التبادلات المنتظمة

هزت المخاوف من اندلاع حرب تجارية أسواق الأسهم والعملات العالمية فور صدور إعلان ترامب في 22 مارس، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بأكبر نسبة منذ أوائل فبراير، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3 في المائة تقريبا.

وفي 23 مارس، انخفض مؤشر نيكي 225 القياسي الياباني بنسبة 4.5 في المائة ليصل إلى 20671.11 نقطة، وتراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.3 في المائة. في الصين، فقد كل من مؤشري شانغهاي المركب وهانغ سينغ أكثر من 3 في المائة. وانخفضت أيضا المؤشرات في جنوب شرق آسيا وأستراليا.

يقول خبراء إن هناك العديد من مجالات التعاون بين الولايات المتحدة والصين، لكن مخاطر نشوب حرب تجارية ستجعل من الصعب جدا تحقيقها.

وقال روتش إن "وجود أمانة عامة تضم خبراء من الجانبين للاجتماع وتبادل وجهات النظر والتحليلات على أساس منتظم هي أفضل وسيلة لمعالجة النزاعات".

كما اقترح أيضا أن يقوم الطرفان بوضع قواعد ومبادئ توجيهية أفضل بشأن الوصول إلى الأسواق والاستفادة من التكنولوجيا.