أكدت دراسة منفصلة، أجريت بناء على ملاحظات رصدها تليسكوب المنطقة الكبيرة فيرمي، الذي يعرف اختصارا بـ(لات)، وجود نجم نابض راديوي من النوع ميلي ثانية اكتشفه التليسكوب الراديوي الصيني ذو الفتحة الكروية البالغ قطرها 500 متر (فاست).
وحتى وقتنا هذا، اكتشف فاست، وهو أكبر تليسكوب راديوي أحادي الطبق في العالم وبدأ تشغيله في عام 2016، أكثر من 20 نجما نابضا جديدا.
وذكرت الأكاديمية الصينية للعلوم يوم الجمعة أن اكتشاف النجم النابض الراديوي من النوع ميلي ثانية، والذي تحقق على يد فاست يوم 27 فبراير الماضي، أكده فريق فيرمي - لات في عملية إعادة معالجة بيانات فيرمي يوم 18 إبريل، وهي خطوة أقرب إلى اكتشاف موجات الجاذبية منخفضة التردد.
وأكد لي كه جيا العالم بمعهد كافلي للفلك والفيزياء بجامعة بكين أن "هذا الاكتشاف أظهر القدرات العظيمة لفاست في البحث النجمي، ما يسلط الضوء على حيوية هذا التليسكوب الراديوي الكبير في العصر الجديد".
وقال الباحثون إن المتابعة الراديوية للمصادر غير المرتبطة بفيرمي- لات تعد سبيلا فعالا للعثور على نجوم نابضة جديدة.
ففي رصد تتبعي استمر لساعة باستخدام مستقبل فاست عريض النطاق، تم الكشف عن النبضات الراديوية للنجم النابض في فترة دوران قدرها 5.19 ميلي ثانية، وهي مسافة تقديرية تبلغ حوالي 4 آلاف سنة ضوئية، ما يجعله واحدا من النجوم النابضة الراديوية الأكثر ضعفا من النوع ميلي ثانية.
تعد النجوم النابضة من النوع ميلي ثانية نوعا خاصا من النجوم النيوترونية التي تدور مئات المرات في الثانية الواحدة. ويمكن أن تلعب دورا مهما في فهم تطور النجوم النيوترونية ومعادلة الحالة للمادة المكثفة.
وقد ذكر جورج هوبز العالم بمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في استراليا وعضو اللجنة الدولية لموجات الجاذبية أن "مجتمع الفلك الراديوي الدولي متحمس لهذا التليسكوب المذهل الذي يظهر قوته في هذه الاكتشافات"، مشيرا إلى أن "تليسكوب فاست سيكتشف قريبا عددا كبيرا من النجوم النابضة من النوع ميلي ثانية، وأتطلع إلى رؤية مساهمة فاست في الكشف عن موجات الجاذبية".