تعليق: الصين مستعدة لمساعدة الدول الافريقية في حل مشكلة البطالة عند الشباب

تعتبر افريقيا قارة تنبض بطاقات شبابية خلاقة، حيث تمثل نسبة الشباب المتراوح اعمارهم بين 15 و24 سنة 20 ٪ من مجموع السكان، ويصل العدد الى 200 مليون نسمة. كما يعتبر الهيكل الشبابي للسكان فرصة لتنمية أفريقيا في المستقبل، إلا أن متوسط معدل البطالة بين الشباب في البلدان الأفريقية يصل إلى 60٪، ما وضع ضغوطات هائلة على التنمية في افريقيا.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أنه ينبغي على المجتمع الدولي والدول الافريقية ضمان فرصة مشاركة الشباب والاستفادة الكاملة من هذا العائد الديموغرافي في التنمية الاقتصادية في الدول الافريقية من خلال زيادة الاستثمار في التعليم، وعلى وجد الخصوص في تعليم العلوم والتكنولوجيا.

وأشار محللون إلى أن العديد من البلدان في افريقيا لم تشرع في التصنيع، ولا يمكن للمدن تلبية احتياجات التشغيل للشباب من المناطق الريفية. لذلك، البلدان الافريقية بحاجة الى تحسين مستوى تعليمها وتدريبها، وتحسين مهارات الشباب.

في الوقت الحاضر، تعمل العديد من البلدان في افريقيا على تطوير وتنويع الاقتصاد للتخلص من الاعتماد على صادرات المواد الخام، بجذب الاستثمار الاجنبي، والتركيز على تطوير الصناعة التحويلة، والزراعة الحديثة، وترقية البنية التحتية للقارة بأكملها، لتحرير التجارة وتوفير منصة تشغيل اوسع للشباب الافريقي، وإطلاق العنان لقوة وحيوية الشباب الافريقي. 

ذكر التقرير السنوي الصادر عن شركة "إيرنست أند يونغ" للاستشارات المالية حول الاستثمار في افريقيا، أن فرص العمل التي خلقتها الاستثمارات الصينية في افريقيا منذ عام 2005 تجاوزت ثلاث اضعاف الاستثمارات الامريكية. وأصبحت الصين مساهما هاما في تعزيز خلق فرص العمل في البلدان الافريقية.

وقال رئيس ناميبيا هيغ غينغوب مؤخرا:" عندما تطأ قدمك الأرض الافريقية، سترى العديد من المشاريع الاستثمارية للشركات الصينية التي تساعد الدول الافريقية على بناء الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ." مضيفا، أن الصين تبني منطقة صناعية وتنقل التكنولوجيا الى أفريقيا، لخلق فرص عمل للسكان المحليين، وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية، ومن جانبها، تتطلع أفريقيا إلى اغتنام فرصة النمو الاقتصادي الصيني السريع.

وقال جيريمي ستيفنز، خبير اقتصادي دولي، بنك ستاندرد، جنوب أفريقيا:" اضطلعت الصين بعدد كبير من المشاريع في افريقيا، وخلقت المزيد من الوظائف في افريقيا أكثر من أي بلد آخر." ويعتقد جيريمي ستيفنز، أنه من ناحية، الاستثمارات الصينية في افريقيا ترتكز بشكل رئيسي في الصناعات كثيفة العمالة. ومن ناحية اخرى، تعطي الدول الافريقية الأولوية للاستثمار الأجنبي في خلق فرص العمل، وأن الشركات الصينية لديها النية الحسنة للتعاون ومستعدة لتوظيف السكان المحلين. ووفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فإن 93٪ من الشركات التي تمولها الصينيين في كينيا توظف موظفين محليين.

خلقت الشركات الصينية عددا كبيرا من الوظائف المحلية في أفريقيا. حيث خلق مشروع سكك حديدة أديسابابا -جيبوتي حوالي 48 ألف وظيفة، كما خلق مشروع سكة حديدة مومباسا - نيروبي 30 ألف فرصة عمل للمنطقة المحلية، وظف مصنع الاحذية الصيني هواجيان في اثيوبيا أكثر من 8000 موظف محلي، وأصبح واحدا من أكبر ارباب العمل في البلاد. ورأى مراسل صحيفة الشعب اليومية في البلدان الافريقية، أنه عادة ما يمثل الموظفون المحليون في الشركات الصينية أكثر من 90٪، وكلهم من الشباب. ويمكن القول إن التعاون بين الصين والدول الافريقية جلب فرصا واسعة للشباب الافريقي، وقدمت المساهمة الصينية الضخمة حلولا لمشكلة العمالة للشباب في افريقيا.