نيويورك 22 إبريل 2018 /يعد وسط حى فلاشينج ببلدة كوينز موطنا لثاني أكبر حي صيني في نيويورك وكثيرا ما يطلق عليه اسم "الجنة" كونه يذخر بأطباق مشهورة تنتمي لمناطق مختلفة في الصين بما فيها فطائر خنان المحشوة ودجاج سيتشوان الحار وكباب شينجيانغ المشوي والتوفو الطازج.
ومع ذلك، فإن مهرجان الشعر الصيني في حى فلاشينج لعام 2018 يزيد من الجاذبية الأدبية لهذا الحي المزدهر الذي تجاوز عدد سكانه من المهاجرين الصينيين منذ فترة طويلة عدد سكان الحى الصيني القديم في مانهاتن.
وكان المهرجان، الذي أقيم يوم 14 إبريل في مكتبة حى فلاشينج التابعة لمكتبة بلدة كوينز أول ملتقى للشعراء الأمريكيين من أصل صيني على الإطلاق يحتفل بشهر الشعر الوطني.
وخلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)، قال بول تشيو مساعد مدير مكتبة فلاشينج إن "هذا الحدث جمع شعراء من جميع أنحاء أمريكا الشمالية، ليرسخ حى فلاشينج سمعته كحى مشهور بالشعر، ويتجاوز بذلك شهرته بالطعام اللذيذ والمختارات الوفيرة من الخضر الطازجة".
وأضاف تشيو، المدير التنفيذي للجنة المنظمة لمهرجان فلاشينج للشعر، وهو نفسه شاعر وكاتب، بقوله إن المهرجان استقبل أكثر من 300 شاعر صيني كما شارك شعراء من عدة ولايات أمريكية في هذا الحدث.
وكانت الجلسة الصباحية للمهرجان عبارة عن حلقة نقاشية ضمت 10 أعضاء وترأسها كل من الشاعر والكاتب والفنان الشهير يان لي الذي بدأ حياته المهنية الأدبية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، ووانغ وو (هالين هسيا) الشاعرة والكاتبة والمحررة الشهيرة منذ عقود، وكلاهما يتمتع بسمعة كبيرة داخل الصين وخارجها.
وقد ركز المشاركون على الأساليب المختلفة من كتابة الشعر الحديث وعلاقاتها بالتقاليد الشعرية الكلاسيكية الصينية وكذا تأثير الشعر الغربي. كما ناقشوا كتابات الصينيين المغتربين ودورها في أن تكون جزءا من المجتمع المحلي. وأجروا تبادلات مفيدة مع الحضور.
وفازت 12من بين أكثر من 500 قصيدة قدمها حوالي 200 شاعر بالجوائز الأولى والثانية والثالثة خلال المهرجان. وباستثناء فائزين اثنين من سكان نيويورك، جاء الشعراء الفائزون الآخرون من كندا ودول أخرى توافدوا على حى فلاشينج لكى يتسلموا جوائزهم.
فقد سافرت بي آن ليو نيان، وهي من مؤلفي كتاب المختارات الشعرية الذي نشرته لجنة المهرجان، إلى مدينة نيويورك قادمة من كاليفورنيا مع ابنها البالغ من العمر 12 عاما لحضور هذا الحدث الذي استمر طوال اليوم. فقد علمت ابنها الصينية في المنزل وأعربت عن تمنياتها في أن يكون هذا الحدث حافزا لابنها لمواصلة دراسته للصينية وحبه للشعر والكتابة.
أما البروفيسور المتقاعد بي لياو ران فهو يبلغ من العمر 89 عاما وربما أكبر مشارك في المهرجان سنا. وقد كرس جزءا كبيرا من حياته بعد التقاعد للكتابة وحاز على عدد غير قليل من الجوائز. وأخبر البروفيسور المسن ابنته بأنه أرسل قصيدته إلى المهرجان، وهو ما فاجئ ابنته وزوجة ابنه اللتين أرسلتا بالفعل قصيدتيهما أيضا إلى المهرجان عبر البريد الإلكتروني. ويشعر الثلاثة الذين تربطهم علاقة أسرية بالسعادة لرؤية قصائدهم مطبوعة في نفس المجموعة.
وأصغر فائز بجائزة هو جيا لونغ ماي الطالب بالصف الثاني من المرحلة الإعدادية . فبتشجيع من أستاذه شي لي لي، المعلم بمدرسة الدكتور صن يات سن المتوسط الكائنة في الحى الصيني في نيويورك، أرسل ماي قصيدته مع العديد من زملائه. وتبين أن ماي ولي فازا بجائزة المركز الثالث ليذيع صيت هذا النبأ على الفور في المدرسة بأسرها.
وقالت المحامية العامة بمدينة نيويورك ليتيتيا جيمس "لقد ساهمت المواهب والتاريخ والثقافة في مجتمع الأمريكيين من أصل صيني بشكل كبير في حياة أمريكا وتنمية مدينتنا. وإنني أشيد باللجنة المنظمة لمهرجان فلاشينج للشعر لتنظيمها هذا الحدث الكبير وبالجهود المبذولة لجعل فلاشينج مركزا ثقافيا حيويا للأمريكيين من أصل صيني في أمريكا الشمالية وخارجها".
إن "هذا الحدث يقدم مختارات متنوعة ودينامية من الشعر الصيني المعاصر فيما يستمتع بأعمال شعراء موهبين ومعروفين"، هكذا علق السيناتور عن مدينة نيويورك توبي ستافيسكى.